بلغاريا: نتائج متقاربة في خامس انتخابات تشريعية خلال عامين
موسكو - (أ ف ب)
توجه البلغاريون الأحد إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في خامس انتخابات تشريعية خلال عامين وسط انقسام حول الحرب في أوكرانيا، لكن في ظل أزمة التضخم وقضايا الفساد التي لا تزال تعصف بهذا البلد الذي يعد الأفقر بالاتحاد الأوروبي. وأظهرت استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع مساء أنّ النتائج متقاربة للغاية بين المحافظين ومنافسيهم الليبراليين، حيث راوحت حصة كل من القوتين بين 25 و26 بالمئة.
انتخب البلغاريون الذين يكاد صبرهم ينفد الأحد للمرة الخامسة خلال عامين لاختيار برلمانهم في بلد منقسم بسبب الحرب في أوكرانيا، مسجلين بذلك رقما قياسيا في عدد استحقاقات الاقتراع في أوروبا.
وفتحت مراكز التصويت أبوابها عند الساعة السابعة (04,00 ت غ).
وأظهرت استطلاعات لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع في بلغاريا مساء الأحد أنّ النتائج متقاربة للغاية بين المحافظين بزعامة رئيس الوزراء السابق بويكو بوريسوف ومنافسيهم الليبراليين بزعامة كيريل بيتكوف الموالي لأوروبا. ووفقا لهذه الاستطلاعات فقد راوحت حصة كل من القوتين بين 25 بالمئة و26 بالمئة من الأصوات.
وكانت استطلاعات جرت قبيل الانتخابات توقعت أن يحصل الحزب المحافظ "مواطنون من أجل تنمية أوروبية لبلغاريا" بقيادة بوريسوف (63 عاما)، والحزب الليبرالي "لنواصل التغيير" بزعامة كيريل بيتكوف (42 عاما) على الأرقام نفسها.
وبعيدا عن الآمال التي ولدت من موجة المظاهرات المناهضة للفساد في صيف 2020، يبدو هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 6,5 ملايين نسمة وهو من أفقر دول بالاتحاد الأوروبي، غارقا في الأزمة.
مجتمع قريب تاريخيًا وثقافيًا من موسكو
فمنذ سقوط رئيس الوزراء السابق المحافظ بويكو بوريسوف بعد عقد من توليه السلطة، تواجه مختلف الأحزاب صعوبة في التوصل إلى بناء ائتلاف، والحكومات الموقتة تتوالى. كما يتفاقم الجمود بسبب النزاع في أوكرانيا في مجتمع قريب تاريخيا وثقافيا من موسكو، ومنقسم بشأن تقديم المساعدة لكييف.
في السياق، يرى بارفان سيميونوف من معهد غالوب الدولي بأن "المجتمع يطالب بحل في مواجهة الحرب والتضخم" لكن عددا كبيرا من متظاهري 2020 يشعرون بخيبة أمل ويبدو أن نسبة الامتناع عن التصويت ستكون كبيرة.
وقّدم حزب رجل الأعمال السابق "لنواصل التغيير" هذه المرة لائحة مشتركة مع التحالف اليميني "بلغاريا الديمقراطية". لكن حتى إذا فازا، سيكون تشكيل تحالف صعبا لأن الهجوم الروسي على أوكرانيا أدى إلى تعقيد الوضع عبر مفاقمة الخلافات بين الطبقة السياسية.
من جانبه، قال لوكاس ماسيك الباحث المشارك في "معهد جاك ديلور لأوروبا الوسطى والشرقية" إنه "يشكك" في التوصل إلى "مخرج محتمل لهذه الدوامة المقلقة من الانتخابات ما لم ينسحب بويكو بوريسوف". مضيفا: "نجد النمط نفسه يتكرر في بلدان أوروبا الوسطى الأخرى: زعيم سابق يتمسك (بالسلطة) بينما ترفض الأحزاب الأخرى التحالف معه، من دون وجود الكثير من القواسم المشتركة بينها".
صعود الموالين لروسيا؟
وتحالف حزب "لنواصل التغيير" بزعامة كيريل بيتكوف مع الحزب اليميني "بلغاريا الديمقراطية" هذه المرة. لكن في غياب شركاء لا يمكنهما أن يأملا سوى في تشكيل حكومة أقلية ستكون هشة بطبيعة الحال.
ويرى أوغنيان بيتشيف المهندس الستيني الذي كان في تجمع حاشد دعما لأوكرانيا مؤخرا أنه رغم التحفظات حيال بويكو بوريسوف الذي أضرت قضايا فساد بصورته، من مصلحة المعسكر الموالي للغرب توحيد قواه. وقال: "أخشى تأثير الأحزاب الموالية لروسيا في البرلمان المقبل".
وفي المعسكر المؤيد للكرملين، الاشتراكيون ورثة الحزب الشيوعي السابق والرئيس المؤثر رومين راديف الذي كان يلقب في الماضي بـ"الجنرال الأحمر". وقبيل التصويت، دان "صناع الحرب" الذين يؤيدون كييف، داعيا لقطع الطريق عليهم. ويرفض الاشتراكيون تسليم أسلحة إلى كييف ويدافعون علنا عن مبادئ الكرملين.
ومثلهم الحزب اليميني القومي المتطرف الفتي "النهضة" الذي تتوقع استطلاعات الرأي حصوله على 13,6 بالمئة من نوايا التصويت، مقابل 10 بالمئة في أكتوبر.
وإذا لم يكن هذا التصويت الجديد حاسما، فسيتعين على البلغار التعامل مع حكومة مؤقتة جديدة يعينها الرئيس رومان راديف الذي يعارض بشدة أيضا إرسال أسلحة إلى أوكرانيا. وهذا السيناريو يفضله مؤيدو روسيا مثل ماريانا فالكوفا (62 عاما).
وقالت رئيسة الشركة الصغيرة التي تحن إلى الاتحاد السوفياتي حيث عملت في الماضي إن "بيتكوف وبوريسوف مستاءان جدا من روسيا، وفي هذه الظروف من الأفضل عدم تشكيل حكومة وأن يظل راديف في السلطة".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: