توقع استمرار أعمال العنف في السودان رغم تمديد الهدنة
(دويتشه فيله)
عاد الهدوء للشوارع في بعض المدن السودانية، بعد إعلان طرفي النزاع موافقتهما على تمديد الهدنة لـ72 ساعة إضافية، وهكذا ساعد وقف إطلاق النار الهش في تخفيف حدة الصراع، فيما ألغى برنامج الأغذية العالمي تعليق أنشطته في السودان.
يُتوقع أن تتواصل إراقة الدماء في السودان اليوم الاثنين بعد تبادل طرفي الصراع الاتهامات بارتكاب انتهاكات جديدة لهدنة تقرر تمديدها أمس وسط استمرار الصراع الدامي للأسبوع الثالث دون ظهور أي بادرة للتهدئة في الأفق. وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين منذ أن تحولت صراعات قديمة على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى قتال في 15 أبريل.
ويعصف العنف بالعاصمة الخرطوم ومنطقة دارفور غرب البلاد على الرغم من عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار. وأعلن الجانبان موافقتهما على تمديد اتفاق الهدنة الرسمي، الذي كان من المقرر أن ينتهي عند منتصف الليلة الماضية، لمدة 72 ساعة في خطوة قالت قوات الدعم السريع إنها جاءت "استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية".
وقال الجيش إنه يأمل في أن يلتزم من وصفهم بأنهم "متمردون" بمتطلبات تنفيذ الهدنة على الرغم من رصد نوايا لمحاولة الهجوم على بعض المواقع. وقالت وزارة الصحة إن 528 على الأقل قتلوا وأصيب 4.599 آخرون. وسجلت الأمم المتحدة عددا مماثلا للقتلى لكنها قالت إنها تعتقد أن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
ودفع القتال السودان نحو حرب أهلية وأخرج المساعي المدعومة دوليا للانتقال إلى حكم ديمقراطي عن مسارها، كما دفع عشرات الآلاف إلى الفرار إلى بلدان مجاورة. وقال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه لن يجلس أبدا مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي. وقال قائد قوات الدعم السريع بدوره إنه لن يبدأ التفاوض إلا بعد أن يوقف الجيش الأعمال القتالية.
وفي الخرطوم يقاتل الجيش قوات الدعم السريع المتمركزة في الأحياء السكنية. وشهد القتال حتى الآن انتشار قوات الدعم السريع، التي تتمتع بقدرة أكبر على التنقل السريع، في أنحاء المدينة فيما يحاول الجيش الأفضل تجهيزا استهدافها إلى حد كبير باستخدام الضربات الجوية من الطائرات المقاتلة والمسيرة.
ودفع الصراع عشرات الآلاف إلى الفرار إلى خارج السودان وأثار تحذيرات من تعرض البلاد للتفكك وزعزعة استقرار منطقة مضطربة بالفعل، كما دفع الحكومات الأجنبية إلى الإسراع لإجلاء مواطنيها.
من جانب آخر أعلنت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، اليوم الإثنين، رفع تعليق مهمته الإغاثية في السودان مع تفاقم الأزمة في البلاد وسط العنف المستمر.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين إن البرنامج سيرفع "على الفور" التعليق الذي فرضه على نشاطه بعد مقتل ثلاثة موظفين "لأن الأزمة في السودان تدفع الملايين إلى الجوع".
وأضافت ماكين، عبر تويتر، "يستأنف برنامج الأغذية العالمي نشاطه بسرعة لتقديم المساعدات لإنقاذ حياة الكثيرين".
فيديو قد يعجبك: