ثمن التصعيد.. المقاومة الفلسطينية تتوعد وإسرائيل "خائفة" لتأخر الرد
(مصراوي)
لا تزال إسرائيل تطالب السكان القريبين من قطاع غزة البقاء قرب الملاجئ مع استمرار إغلاق المدارس الواقعة على بعد 40 كيلومترًا من حدود القطاع، تحسبًا لأي رد محتمل من حركة الجهاد الإسلامي التي توعد بـ"الانتقام" لاغتيال 3 من قادتها في غارات إسرائيلية شنتها 40 مقاتلة حربية فجر الثلاثاء.
ويسود التأهب في قطاع غزة بعد يوم من استشهاد 15 فلسطينيًا بينهم ثلاثة من القادة العسكريين في سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في هجمات جوية إسرائيلية، فيما شن جيش الاحتلال هجومًا بالمدفعية اليوم الأربعاء استهدف أطراف جنوب قطاع غزة.
اليوم، جدد جيش الاحتلال غاراته على قطاع غزة، مع تحديث معلوماته لسكان محيط القطاع، إذ أصدر تعليمات جديدة للإسرائيليين بمحيط غزة بدخول الملاجئ خشية إطلاق صواريخ من القطاع، مع استمرار إغلاق كافة المعابر مع القطاع المحاصر.
خلال مشاهد تشييع جثامين الشهداء وبينهم قادة حركة الجهاد الإسلامي، لم يشارك عددًا من القادة في مراسم الجنازة، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه إعداد لخطة الانتقام والانشغال بالتفكير في كيفية الرد على الغارات الإسرائيلية.
وكانت حركة الجهاد توعدت بالرد على اغتيال قادتها وقال المتحدث داود شهاب إن "المقاومة تعتبر أن جميع المدن والمستوطنات في الأعماق الصهيونية ستكون تحت نيرانها". فيما اعتبرت حركة حماس التي تسيطر على القطاع أن اغتيال القيادات سوف يؤدي إلى مقاومة أكبر.
وأكد بيان عسكري للغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، "على الاحتلال وقادته الذين بادروا بالعدوان أن يستعدوا لدفع الثمن بإذن الله".
رغم مرور ليل الثلاثاء دون إطلاق صواريخ من غزة، إلا أن جيش الاحتلال أكد على أن القيود المفروضة على السكان قرب القطاع ستظل سارية، ورأى أنه يمكن أن يحدث أي شيء في أي وقت مؤكدًا أنه جاري تقييم الأوضاع للنظر في إمكانية تخفيف القيود على سكان محيط القطاع من عدمه.
وسائل الإعلام الإسرائيلية تحدث عن التقديرات في إسرائيل التي تتوقع ردًا من المقاومة في غزة ونقلت عن مسؤولين عسكريين قولهم، إن الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة تجهز لضربة كبيرة تجاه إسرائيل.
وقالت مصادر لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء، إن عدم الرد الفوري على القصف الإسرائيلي يهدف إلى بث الخوف في الرأي العام الإسرائيلي الذي ينتظر ويتوقع الرد. فيما رأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تعيش صمتًا مخادعًا.
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن المتحدث باسم قيادة الجبهة الداخلية هيليك صوفر، قوله إن "الصمت الذي نشهده الآن يمكن أن يكون مخادعا يمكن أن يتغير أيضا في أي لحظة، لذلك نحتاج جميعا إلى توخي اليقظة والاستعداد أينما كنا".
وتوقع المحلل العسكري، عاموس هاريل، في تحليل لصحيفة "هاآرتس" أن تؤدي الاغتيالات الأخيرة إلى جولة من الاشتباكات تستمر عدة أيام مشيرًا إلى أن السؤال الأكثر إلحاحًا في إسرائيل هو مدى تورط حماس في الأمر.
ويرى في تحليله، أن حماس ربما تتجنب المشاركة في التصعيد خاصة أنها باركت ووافقت على إطلاق صواريخ حركة الجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي، موضحًا أن مشاركة حماس في التصعيد ستزيد من تعقيد الأمور وسيكون هناك ردًا آخر من إسرائيل.
وأكد مسؤول في جيش الاحتلال، أن القوات تتجهز لكل السيناريوهات المحتملة، مشيرًا إلى أن هناك توقعات بأن تكون هناك موجة من الصواريخ متفاوتة الدى تطلق من غزة. ونشرت بطاريات "القبة الحديدية" في الجنوب وفي كل أنحاء إسرائيل.
بدوره حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن أي تصعيد من جانب الفصائيل الفلسطينية في غزة، مؤكدًا أن التصعيد سيقابل بما وصفه بأنه "رد ساحق"، ودعا نتنياهو الإسرائيليين إلى إظهار قوة عزمهم في الأيام المقبلة.
وذكرت صحيفة "ذا تايمز أو إسرائيل" أن عددًا من سكان البلدات القريبة من قطاع غزة غادروا المنطقة واختاروا التوجه إلى مواقع خوفًا من صواريخ المقاومة الفلسطينية. ومع بدء العملية، أمر وزير الدفاع يوآف غالانت بتفعيل خطة “هبة ريح” التي تقوم بحسبها الوزارة بنقل السكان بعيدًا عن المناطق الحدودية وتدفع تكاليف إقامتهم في الفنادق والنزل ودور الضيافة. وتستعد السلطات المحلية للخطة من خلال وضع قوائم بأسماء العائلات المعنية بالمغادرة.
والقادة الثلاث الذين اغتالتهم إسرائيل هم أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس جهاد غنام وعضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس خليل البهتيني وطارق عز الدين أحد قادة العمل العسكري بسرايا القدس ومسؤول الضفة الغربية إذ أنه يتحدر من بلدة عرابة في مدينة جنين.
فيديو قد يعجبك: