"لن نصوت لأردوغان".. سكان أنطاكية المدمرة يروون معاناتهم من أمام لجان الاقتراع
إسطنبول - (أ ف ب)
وصل محمد طوبال أوغلو مبكرا ليكون من أوائل الذي يدلون بأصواتهم الأحد في انتخابات تركيا، مؤكدا الحاجة إلى "التغيير" في أنطاكية في جنوب تركيا التي ضربها زلزال مدمر السادس من فبراير الماضي.
ويدلي الناخبون في تركيا المنقسمة بشدة بأصواتهم الأحد لاختيار رئيس خلفا للرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب إردوغان الذي يتولى السلطة منذ عشرين عاما.
وتبدو الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تركيا هذا العام مختلفة عن سابقاتها "بسبب الزلزال والاقتصاد"، بحسب طوبال أوغلو.
ويقول المزارع والأب لأربعة أطفال الذي وقف عند مدخل مدرسة تحولت لمركز اقتراع "قمت بالتصويت لأردوغان في المرتين السابقتين، لكن لن أصوت له مرة اخرى حتى لو كان والدي".
واستقلت سمرة كاركاس وابنتها ايلين (23 عاما) الحافلة لـ14 ساعة من أجل العودة للتصويت في انطاكية. ودمرت شقتهم في الزلزال المدمر الذي ضرب في السادس من فبراير الماضي. وتعيشان منذ ذلك الوقت في أنطاليا عند الساحل الجنوبي للبلاد.
وتقول الشابة التي تدرس الهندسة المعمارية "حتى قبل الزلزال، كان تصويتي محددا ولكنه تأكد بعد الزلزال".
وسيصوت أكثر من 5,3 ملايين شاب للمرة الأولى في الانتخابات التركية هذه العام، ويشعرون بالتضرر من الأزمة الاقتصادية والتضخم وانخفاض قيمة العملة.
وبحسب ايلين كاركاس فإن "الدولة لم تأت لمساعدتنا" مشيرة إلى أن الممثلين عن الدولة "وصلوا بعد ثلاثة أو أربعة أيام بعد" الكارثة.
وبحسب الشابة فإن عدد المقترعين لصالح إردوغان الذي يتولى السلطة منذ عشرين عاما، "سينخفض كثيرا" هذا العام في محافظة هاتاي حيث تقع انطاكية، وهي من أكثر المناطق تضررا من كارثة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص.
أطفال قتلى
وتتذكر والدتها سمرة بتأثر "الأطفال القتلى" بين الأنقاض في انتظار المساعدات التي لم تحضر، بسبب "البرد".
وأكدت "هذه الكارثة ستؤثر على التصويت".
و تظهر استطلاعات الرأي أن مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو في موقع جيد. وتشير أحدث استطلاعات للرأي إلى نتائج متقاربة بشكل متكرّر لكن مع تقدّم للمعارضة.
ودخلت مجموعة من الشبان فناء المدرسة ويقول أحدهم بعد أن عرف عن نفسه باسم سركان "يجب أن يذهب طيب إردوغان!".
ويرى جميل كاناتشي أن "كل الانتخابات مهمة ولكن هذه الانتخابات أهم من غيرها بسبب الزلزال". وبحسب الرجل السبعيني فإنه "من الممكن" أن يصوت بشكل مختلف عن السابق.
وتتفق دريار دنيز (35 عاما) على هذه الانتخابات "أكثر أهمية" من سابقاتها.
وبالنسبة لهذه العاملة في المجال الطبي التي تعيش في خيمة مع ستة أشخاص آخرين منذ وقوع الزلزال فإنها تعرف الكثيرين الذين صوتوا دائما لإردوغان والذين لن يقوموا هذه المرة بالتصويت له، من دون معرفة إن كان هذا كافيا.
ولكنها تؤكد "حال سقطت هذه الحكومة، فإن (محافظة) هاتاي ستكون لعبت دورها" في ذلك.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: