خضر عدنان الخباز الفلسطيني الذي مات جوعًا في سجون الاحتلال
رام الله - (د ب أ)
عم الغضب في الأراضي الفلسطينية عقب استشهاد المعتقل الفلسطيني خضر عدنان، اليوم الثلاثاء، داخل سجون إسرائيل إثر إضرابه المفتوح عن الطعام 86 يومًا على التوالي.
وجرى إعلان الإضراب العام حدادًا على عدنان في مختلف المحافظات الفلسطينية التي شهدت وقفات احتجاجية ومواجهات متفرقة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي أسفرت عن إصابات بالرصاص المطاطي والاختناق.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن رصد إطلاق ثلاث قذائف صاروخية من غزة على بلدات إسرائيلية محاذية للقطاع، سقطت جميعها في منطقة مفتوحة بعد وقت قصير من إعلان وفاة عدنان.
وتوفى عدنان عن عمر ناهز الـ44 عامًا، بعد 86 يومًا على إضرابه المفتوح عن الطعام رفضًا لإعادة اعتقاله إداريا الذي تستخدمه سلطات الاحتلال الإسرائيلي بغرض الاحتجاز المفتوح دون توجيه ملف تهم رسمية.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنه تم العثور على عدنان فاقد الوعي داخل زنزانته في وقت مبكر من الصباح، ثم تم نقله إلى المستشفى وإجراء الإنعاش القلبي له، لكن أعلن الأطباء وفاته.
واتهمت أوساط حقوقية فلسطينية إدارة السجون الإسرائيلية برفض نقله إلى مستشفى مدني لعلاجه رغم تدهور حالته، مع مخاوف بأنها أخضعته لتغذية قسرية أدت لوفاته.
وكان عدنان أعلن إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ الخامس من شباط/فبراير الماضي فور إعادة اعتقاله، وتم احتجازه على مدار الفترة الماضية في زنزانة في (عيادة سجن الرملة)".
وخضر عدنان من بلدة عرابة قرب جنين ناشطا في حركة الجهاد الإسلامي، ويعمل خبازًا في مخبزه الخاص في بلدته، وهو متزوج وأب لتسعة من الأبناء.
وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية بأن وفاة عدنان تمثل "جريمة اغتيال متعمدة"، محملا إسرائيل وإدارة سجونها وكل أجهزتها كامل المسئولية عن وفاته.
وذكر اشتية أن عدنان "تعرض إلى جريمة اغتيال متعمدة من خلال طلب الإفراج عنه وإهماله طبيا وإبقائه في زنزانة رغم خطورة وضعه الصحي"، داعيا إلى الإفراج الفوري عن جميع الأسرى وخاصة المرضى والنساء والأطفال.
ودعت هيئة شئون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على ظروف وفاة عدنان، معتبرة أن منع زيارته من قبل محاميه وأهله منذ عدة أيام كان مقدمة لقتله.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، سلطات إسرائيل لتسليم جثمان عدنان حتى تتمكن أسرته من ترتيب مراسم دفن كريمة بما يتوافق مع عاداتهم ومعتقدتهم.
ويعتبر عدنان من أبرز المعتقلين الفلسطينيين الذين واجهوا الاعتقال الإداري بإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام، بحيث نفذ خمسة إضرابات سابقاً، وهذا الإضراب السادس الذي ينفذه على مدار سنوات اعتقاله، هو أطول إضراب يخوضه.
وتراوحت فترات إضرابات عدنان منذ عام 2004 بين 25 يوما إلى 58 قبل خوض أخر إضراب له على مدار 86 يوما ما أدى إلى وفاته علما أنه أمضى ما مجموعه ثمانية أعوام في سجون إسرائيل معظمها رهن الاعتقال الإداري.
وبات عدنان أول معتقل فلسطيني يتوفى داخل سجون إسرائيل أثناء إضرابه عن الطعام وهو إجراء لجأ له الكثير من المعتقلين الفلسطينيين احتجاجا على اعتقالهم الإداري وقضايا أخرى.
وبحسب مكتب إعلام الأسرى فإنه باستشهاد خضر عدنان ارتفع عدد المعتقلين المتوفين داخل سجون إسرائيل إلى 237 معتقلا.
فيديو قد يعجبك: