لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بإرسال تعزيزات للخرطوم رغم المحادثات في جدة

01:50 م الأحد 07 مايو 2023

الجيش السوداني

الخرطوم - (بي بي سي)

تجددت الاشتباكات المسلحة والغارات الجوية اليوم الأحد في العاصمة السودانية الخرطوم التي تشهد قتالا منذ الخامس عشر من أبريل/نيسان الماضي بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.

واتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بإرسال تعزيزات إلى الخرطوم على الرغم من المحادثات الأولية التي تستضيفها السعودية بين الجانبين، كما اتهم الجيش قوات الدعم السريع بمهاجمة مواقعه ونهب البنوك.

كما سمع أزيز طائرات حربية ودويّ انفجارات في مدينة بحري -على الضفة الأخرى من النيل المواجهة للخرطوم- مساء السبت على نحو أفزع سكان المدينة.

وفي ما يُعدّ دليلا على مدى اضطراب الوضع في العاصمة، أعلنت تركيا عن نقل سفارتها من الخرطوم إلى بورتسودان، وذلك بعد أن تعرضت سيارة السفير لإطلاق نار، إلا أن أحدا لم يصب بأذى جراء ذلك.

محادثات جدة

أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن وصول مبعوثين عن طرفي الصراع السوداني إلى جدّة لإجراء محادثات مباشرة هي الأولى من نوعها منذ اشتعال الأوضاع في السودان.

وحتى الآن لم تصدر أي بيانات تشير إلى انعقاد أي اجتماع، بينما قال كلا الطرفين إنهما على استعداد لمناقشة هُدنة وبحث الوضع الإنساني، دون الالتزام بإنهاء الاقتتال.

وقال مراسل بي بي سي في أفريقيا ويل روس، إنه لم يتم الكشف عن شخصيات ممثلي الطرفين السودانيين في هذه المحادثات. وأفاد روس بأن الشعب السوداني في أنحاء البلاد يتلهف إلى سماع أخبار طيبة عن محادثات جدة.

وعلى الصعيد الإقليمي، رحبت مصر ببدء المحادثات في جدة، مشيدة بجهود المملكة العربية السعودية والجهود الإقليمية والدولية على صعيد تشجيع طرفي الصراع السودانيين على بدء الحوار والتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار.

مبادرة سعودية-أمريكية

وتأتي محادثات جدة، المطلة على البحر الأحمر، في إطار مبادرة سعودية-أمريكية لإنهاء الصراع المحتدم في السودان بين الجيش السوداني على جانب، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على الجانب الآخر .

ويضغط وسطاء دوليون من أجل إنهاء هذا الصراع الذي دمر السودان ويُنذر استمراره باتساع نطاقه. وقالت واشنطن، إن وسطاء دوليين يكثفون جهودهم لإنهاء الصراع، الذي أودى بحياة مئات الأشخاص وأسفر عن عشرات الآلاف من النازحين واللاجئين.

ورحبت الرياض وواشنطن، في بيان مشترك، ببدء برنامج "محادثات ما قبل التفاوض" بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وحث البيان طرفي الصراع "للمشاركة بنشاط والتوصل إلى وقف إطلاق النار، الأمر الذي من شأنه أن يجنب الشعب السوداني المعاناة وضمان توفر المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة".

وأعرب الوسيطان في البيان عن أملهما في "عملية مفاوضات موسعة تشمل المشاركة مع جميع الأطراف السودانية".

وأكد الجيش السوداني أنه أرسل مبعوثين إلى جدة مساء الجمعة للمشاركة في المحادثات، لكن المبعوث الخاص، دفع الله الحاج قال إن الجيش لن يجلس مباشرة مع أي وفد قد ترسله قوات الدعم السريع "المتمردة". ومن جهتها، رحبت قوات الدعم السريع شبه العسكرية بمبادرة إجراء محادثات سلام في جدة. وأشار قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي"، في بيان، إلى المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية على أنها وسيلة للسماح بوصول المساعدة إلى المدنيين.

كما تعهد حميدتي إما بالقبض على قائد الجيش عبد الفتاح البرهان أو قتله، وكانت هناك أيضا أدلة على الأرض على أن الجانبين لا يزالان غير مستعدين لتقديم تنازلات لإنهاء إراقة الدماء.

أما تحالف ما يعرف بـ"قوى الحرية والتغيير"، فقال إنه يأمل في أن تؤدي المحادثات إلى وقف دائم لإطلاق النار وإلى حل سياسي دائم.إلا أن مراسلين صحفيين يقولون إنه من غير الواضح ما إذا كان الجانبان مهتمين حقا بوقف القتال - خاصة مع استمرار الاشتباكات في أجزاء من الخرطوم.

وتُعد "مبادرة جدة" هي أول محاولة عملية لإنهاء القتال الذي يشل البلاد ويهدد التحول السياسي فيه، بعد سنوات من الاضطرابات التي عصفت بالسودان واقتصاده.

ورحبت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بالمحادثات معبرين عن أملهم في حل سلمي "نأمل في وقف القتال وتمهيد الطريق لحل سلمي سياسي مستدام، وفق ما جاء في بيان نشر على حساب قوى الحرية والتغيير، على منصة فيسبوك.

كما تركز المملكة على الأمن في البحر الأحمر -التي تشترك فيه مع السودان - والذي يُعد جزءاً من الرؤية السعودية 2030ـ بالإضافة إلى أنه ممر ملاحي استراتيجي لصادرات المملكة النفطية.

ويخوض قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان صراعاً مريراً على السلطة مع قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، وكلاهما يقدم نفسه على أنه يسعى لحماية القيم الديمقراطية على الرغم من مشاركتهما في التحركات العسكرية التي أطاحت بحكومة عبد الله حمدوك في أكتوبر عام 2021.

وأسفر القتال العنيف الذي دخل الأسبوع الرابع عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد قرابة 450 ألف مدني.

وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 115 ألف شخص من هذا العدد الإجمالي لجأوا إلى البلدان المجاورة.

أطفال في خطر

يقدر عدد ضحايا القتال الدائر في البلاد بحوالي 700 شخص، أغلبهم في الخرطوم وإقليم دارفور، وفقا لمشروع ACLED لجمع البيانات في مناطق الصراعات المسلحة.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) الجمعة من أن "الوضع في السودان أصبح مأساويا نظرا للعدد الكبير بشكل مثير للخوف من الأطفال" الذين راحوا ضحية القتال.

وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم المنظمة، إن اليونيسف تلقت تقارير من شريك موثوق به - لم يتسن للأمم المتحدة التحقق منها بشكل مستقل بعد - تفيد بمقتل 190 طفلاً وإصابة 1700 آخرين خلال أول 11 يومًا من النزاع.

وأضاف بأن هذه البيانات جُمعت من المنشآت الصحية في الخرطوم ودارفور منذ 15 إبريل/ نيسان، مما يعني أنها تتضمن فقط الأطفال الذين وصلوا بالفعل لتلقي العلاج في تلك المنشآت في تلك المناطق.

مع ذلك، قال إلدر إن "الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بكثير".

ويواجه عمال الإغاثة صعوبة بالغة في الحصول على الإمدادات التي يحتاجون إليها بشدة في المناطق التي ضربها العنف.

ووفقا للهيئة الطبية الدولية، لقي ما لا يقل عن 18 من عمال الإغاثة مصرعهم وسط القتال العنيف في المدن السودانية.

وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إنه سيعقد جلسة خاصة الخميس المقبل لمناقشة سبل "مواجهة أثر الصراع الجاري على حقوق الإنسان".

وقالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هينز يوم الخميس إن واشنطن تتوقع استمرار الصراع لفترة طويلة.

وأضافت، في جلسة استماع بمجلس الشيوخ الأمريكي، "القتال من المرجح أن يستمر لفترة طويلة لأن كلا الجانبين يعتقد أن بإمكانه حسمه عسكريا، كما لا تتوافر الحوافز الكافية لدفع الجانبين إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وتابعت: "يسعى كلا الجانبين إلى الحصول على الدعم من مصادر خارجية. والتي - إذا نجحت - من المرجح أن تزيد من حدة الصراع وتعزز احتمالات أن تشهد المنطقة المزيد من التحديات".

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما يقرب من 450 ألف مدني فروا بالفعل من ديارهم منذ بدء القتال، من بينهم أكثر من 115 ألفًا لجأوا إلى دول الجوار السوداني.

نفذت السلطات في ولاية شمال الراين ويستفاليا غربي ألمانيا ظهر اليوم الأحد تفجير جسر راميده المتهالك تحت السيطرة.

يذكر أن الجسر يبلغ وزنه 17 ألف طن ومقام على ارتفاع 70 مترا فوق أحد الوديان عند طريق سريع مهم، وتم إعداد حفرة ضخمة ليقع فيها حطام الجسر بعد تفجيره.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان