خطة من 10 نقاط.. كيف رد بوتين على المبادرة الأفريقية؟
(دويتشه فيله)
بعد لقائه أمس بالرئيس الأوكراني "شجع" وفد الوساطة الأفريقي الرئيس الروسي بوتين على بدء مفاوضات سلام مع أوكرانيا وقدم خطة من 10 نقاط كجزء من مبادرته للسلام. فما أهم بنود المبادرة الأفر يقية؟ وكيف رد بوتين عليها؟
خلال اجتماع مع الرئيس فلاديمير بوتين في قصر كونستانتينوفسكي (قصر قسطنطين) في سانت بطرسبرغ السبت، حث وفد من القادة الأفارقة الرئيس الروسي على بدء محادثات سلام مع أوكرانيا، فيما أكد الأخير لهم التزام روسيا تجاه القارة الأفريقية.
وقال غزالي عثماني، رئيس جزر القمر والرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، لبوتين: "نود أن نشجعكم على بدء المفاوضات مع أوكرانيا"، وفقا لوكالة الأنباء الروسية "إنترفاكس".
وخاطب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا بوتين قائلا: "نحن مقتنعون بأن الوقت قد حان للجانبين لبدء المفاوضات وإنهاء هذه الحرب".
البنود الرئيسية لخطة السلام الأفريقية
وأعلن الوفد، الذي يضم أيضا ممثلين من مصروالسنغال وزامبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا، أنه وضع خطة من 10 نقاط كجزء من مبادرته للسلام.
وذكرت وكالة تاس الروسية، اليوم السبت، أن الخطة الأفريقية لإحلال السلام تضم 10 بنود رئيسية، وهي: تحقيق السلام عبر المفاوضات من خلال الطرق الدبلوماسية، بدء مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن، ووقف تصعيد النزاع من كلا الجانبين، وضمان سيادة الدول والشعوب وفق ميثاق الأمم المتحدة.
وتشمل الخطة أيضا توفير ضمانات أمنية لجميع البلدان، وضمان حركة تصدير الحبوب والأسمدة من الدولتين، وتوفير الدعم الإنساني لمن وقعوا ضحايا الحرب، وتسوية موضوع تبادل أسرى الحرب ودعوة بالسماح لجميع الأطفال العالقين في مرمى هذا الصراع بالعودة من حيث أتوا. وتضم الخطة كذلك، إعادة الإعمار بعد الحرب ومساعدة ضحايا الحرب، وتوفير تفاعل أوثق مع الدول الأفريقية.
بوتين يقاطع الوفد
وفي قصر قسطنطين، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر والمطل على الشاطئ الجنوبي لخليج فنلندا، قاطع الرئيس الروسي حديث الزعماء الأفارقة؛ ليقدم قائمة بالأسباب التي تجعله يعتقد أن معظم مقترحاتهم لا تستند لأسس سليمة.
فبعد عروض قدمها زعماء جزر القمر والسنغال وجنوب أفريقيا، تدخل للطعن في افتراضات خطتهم قبل أن يواصل باقي زعماء وممثلي الدول حديثهم. وأكد بوتين موقفه بأن من بدأ الصراع هما كييف والغرب قبل وقت طويل من إرسال روسيا قواتها المسلحة عبر الحدود إلى أوكرانيا في فبراير من العام الماضي.
وقال الرئيس الروسي إن الغرب، وليس روسيا، هو المسؤول عن الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء العالمية في أوائل العام الماضي.
وألقى بوتين، الذي أمر بنفسه بالغزو العسكري واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير 2022، باللوم مرة أخرى على أوكرانيا لحقيقة أنه لا توجد حاليا مفاوضات سلام. وقال إن روسيا لم ترفض أبدا إجراء محادثات مع الجانب الأوكراني، بل إن كييف هي من تمنع ذلك.
الكرملين: بوتين مهتم بالمبادرة الأفريقية ولكن..!
ومن جانبه، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، أن المبادرة الأفريقية لتسوية الأزمة الأوكرانية صعبة التنفيذ، لكنه أشار إلى اهتمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بها.
وقال بيسكوف إن "المبادرة صعبة التنفيذ... ولكن الرئيس بوتينأبدى اهتماما بدراستها وتحدث عن موقفنا، وليست جميع البنود متماشية مع العناصر الرئيسية لموقفنا ولكن هذا لا يعني أننا لسنا بحاجة الاستمرار بالعمل، حيث أعرب كل من الزعماء الأفارقة وبوتين عن الإرادة السياسية لمواصلة الحوار"، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
ونفى المتحدث باسم الكرملين، أن يكون الوفد الأفريقي قد نقل رسالة من زيلينسكيإلى بوتين، خلال لقاء الرئيس الروسي مع الوفد في قصر كونستانتينوفسكي بمدينة سانت بطرسبورغ.
وأكد بيسكوف، أن موقف روسيا تجاه مسألة تسوية الأزمة الأوكرانية واضح ويتماشى مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وأوضح أن "بنود مبادرات السلام التي لا تتماشى مع موقفنا ستكون مرفوضة بطبيعة الحال بالنسبة لنا، ولكننا لا نزال منفتحين على الحوار على عكس الجانب الأوكراني".
فيديو قد يعجبك: