وضعت 15 أرنباً.. من هي "أم الأرانب" التي خدعت بريطانيا بأكملها؟
(وكالات)
يمكن تصوير القصة المذهلة التي جرت في بريطانيا في القرن الثامن عشر، بزوج يسأل هل ولدت زوجته ذكرا أم أنثى، فيأتي الجواب من الطبيب الذي أشرف على الولادة مثل الصاعقة: أرانب!
هذا الأمر الذي بالطبع لا يصدق، حدث لامرأة تدعى ماري توفت. امرأة أثارت ضجة كبيرة بموهبتها في "إنجاب الأرانب". المدهش أن القصة حقيقية وليست من نسج الخيال، وهي موثقة.
ماري توفت، التي ولدت في عام 1703 في عائلة إنجليزية فقيرة، كانت صاحبة حجة قوية وقادرة على إقناع حتى أشهر الأطباء البريطانيين في ذلك العصر.
لا يُعرف أي شيء عن طفولة "ماري توفت" في لندن، وحين بلغت من العمر 17 عاما تزوجت من جوشوا توفت، وأنجبت طفلين، وعاشت بعيدا عن الأضواء في بيئة شديدة الفقر.
بدأت الأضواء تتجه إليها في عام 1726 حين حملت للمرة الثالثة، إلا أنها في المراحل المتأخرة من الحمل تعرضت للإجهاض. في تلك الأجواء المأساوية بالنسبة لأي امرأة، مضت إلى جون هوارد، طبيب التوليد المحلي وعرضت عليه مشكلتها.
فحصها الطبيب واستخرج ما بداخلها، وكتب في تقريره الطبي في وصف الحالة يقول: "ثلاث أرجل لقطط وساق أرنب واحدة، الدواخل كانت لقطط، لكن ثلاثة أجزاء من جسم ثعبان البحر كانت بينها".
هذا الطبيب المتخصص في التوليد ادعى علاوة على ذلك أن ماري استمرت لعدة أيام في "إنتاج" شيء يشبه الأرانب، وأن الأرانب تقافزت منها، ولم يخف مريضته عن الأطباء الآخرين، بل عرض على زملائه أن يراقبوا معه ما يحدث من "معجزات" لهذه المرأة، وبالفعل مضوا معه لمشاهدة هذه المرأة التي خلافا للطبيعة والمنطق والمعقول، تنجب "أرانب".
حتى الملك البريطاني جورج الأول اهتم بهذا الحدث الغريب، وأرسل أطباء المحكمة إلى ماري توفت. فوصلوا إلى المكان فيما كانت المرأة تلد الأرنب الخامس عشر.
جميع المواليد من الأرانب ماتوا، وعثر في معدة بعضها على أعشاب. الطبيب الملكي قرر أن الأرنب الاخير "الحديث الولادة"، يبلغ من العمر ثلاثة أشهر على الأقل، وحمله بعيدا لمزيد من الدراسة ولعرضه على الملك.
بعد فترة تم نقل ماري نفسها إلى أفضل مستشفى في لندن، وحينها توقفت الأرانب عن الولادة. اقترح الأطباء على المرأة إجراء عملية فحص شامل لجسمها، لكنها رفضت.
عندها بدأت تظهر تفاصيل مثيرة للاهتمام للغاية عن"ولادة" الأرانب. من ذلك، على سبيل المثال، اعترف أحد الخدم بأنه حمل أرانب صغيرة عدة مرات إلى غرفة "عشيقته"، وتبين إضافة إلى ذلك أن شريك ماري في هذه المسرحية الكبرى كان زوجها، وكذلك أقارب آخرين.
الخدعة كانت بسيطة. تم وضع الأرانب الحديثي الولادة أو أجزاء منها في جسم المرأة، وكان عليها التحمل لعدة أيام، وبعد ذلك بدأت عملية "الولادة". فاتهمت أم الأرانب "توفت" بالاحتيال وجرى اعتقالها.
كانت هذه المرأة، غريبة الأطوار والأفكار، محظوظة جدا لأنها لم تمت بسبب تحلل بقايا الأرانب بداخلها وتسمم دمها جراء ذلك.
انتشرت موجهة كبرى من السخرية اللاذعة حول "أم الأرانب"، في المجتمع الإنجليزي، وتسببت مضاعفاتها في فقد العديد من الأطباء البارزين وظائفهم لانخداعهم وتصديقهم ما لا يصدق.
ماري توفت، أطلق سراحها بعد وقت، فعاشت فترة من الزمن في الظل، ثم عادت إلى الأضواء مجددا وضبطت بالجرم المشهود في جريمة سرقة.
حطمت حياتها بيديها، وأصبحت صورة كاريكاتورية لأزمنة طويلة، لكن يقال إنها في أوج "أمومتها للأرانب"، أظهرت ثباتا وإصرارا أسطوريين، وقدرة مذهلة على الإقناع.
توفيت "أم الأرانب" في عام 1763 ولم تحقق ما كانت تصبو إليه من شهرة وثروة من خلال استماتتها في محاولة إقناع الجميع، بأنها مختلفة عن الجميع وأنها "معجزة".
فيديو قد يعجبك: