تفاقم التوتر بين بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق ورئيس الجمهورية
بغداد - (بي بي سي)
قرر بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق الكاردينال لويس روفائيل ساكو الانسحاب من المقر البطريركي في بغداد والتوجه إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان، في فصل جديد من التوتر بينه وبين رئيس الجمهورية وزعيم طائفة مسيحية.
ويعدّ الكاردينال ساكو الذي كان عراب زيارة البابا فرانسيس التاريخية إلى العراق في 2021، شخصية عامة مهمة بالنسبة إلى الأقلية المسيحية، وإلى المسؤولين السياسيين في البلاد. واشتدّ، منذ أشهر، الخلاف بين ساكو وريان الكلداني، زعيم حركة مسيحية ممثّلة في البرلمان والحكومة، مع سحب رئيس الجمهورية مرسوما كان سيمنح وظائف الكاردينال باعتباره رئيسا للكنيسة الكلدانية وضعاً قانونياً.
ويعتبر الكاردينال مرسوم التعيين ضروريا من الناحية الإدارية ليتيح له إدارة أملاك وأوقاف الكنيسة. لكن رئاسة الجمهورية العراقية بررت سحب المرسوم بغياب "سند دستوري وقانوني" له.
وفي بيان آخر، أوضحت الرئاسة أنه "لا تصدر المراسيم الجمهورية بالتعيين إلا للعاملين في المؤسسات والرئاسات والوزارات والهيئات الحكومية".
وأضافت "بالتأكيد لا تُعد المؤسسة الدينية دائرة حكومية ولا يُعد رجل الدين القائم عليها موظفا في الدولة كي يصدر مرسوم بتعيينه".
وأوضحت في الوقت نفسه أن "سحب المرسوم الجمهوري ليس من شأنه المساس بالوضع الديني أو القانوني للكاردينال لويس ساكو"، مشددةً على أن "البطريرك لويس ساكو يحظى باحترام وتقدير رئاسة الجمهورية".
وأعلن ساكو السبت في بيان أنه "قرر الانسحاب من المقر البطريركي ببغداد. إلى أحد الأديرة في إقليم كردستان العراق". وإذ شجب ما اعتبره "لعبة قذرة"، اقترح على من وصفه "حامي الدستور" في إشارة إلى رئيس الجمهورية بأن يولي الكلداني وشقيقيه مسؤولية "أوقاف الكنيسة".
ويتبادل ساكو والكلداني اتهامات بمحاولة الاستيلاء على مقدّرات المسيحيين في البلاد التي شهدت عقوداً من النزاعات وتعاني الفساد.
ويندد الكلداني الخاضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2019، بدور "سياسي" للكاردينال ساكو، في حين يتهم ساكو الكلداني بمحاولة الاستحواذ على التمثيل المسيحي. وتعدّ الكنيسة الكلدانية من أكبر الكنائس في العراق.
وتشير التقديرات إلى أن عدد المسيحيين اليوم لا يتخطى 400 ألف نسمة، بعد أن كان نحو مليون ونصف مليون قبل عقدين، هاجروا بسبب عشرين عاماً من الحروب والنزاعات.
وفي شمال العراق، خلت قرى كاملة من سكانها الذين هربوا في عام 2014 مع سيطرة تنظيم داعش على المنطقة.
فيديو قد يعجبك: