أوكرانيا تتبنى هجومًا على جسر القرم وموسكو تعتبر اتفاق الحبوب منتهيًا
كييف - (أ ف ب)
تبنت كييف الاثنين هجوما ليليا أدى الى مقتل شخصين على جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمتها عام 2014، بينما أعلنت موسكو أن اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بات في حكم المنتهي.
تعرّض جسر القرم الذي يعدّ خط إمداد رئيسيا للقوات الروسية في أوكرانيا، لهجوم ليل الأحد باستخدام "مسيّرات بحرية"، قبل ساعات من انقضاء مهلة اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية التي تمّ التوصل إليها في يوليو 2022.
وأفاد مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية (اس بي يو) أن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء استهداف الجسر الذي يعبر مضيق كيرتش.
وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أن "هجوم اليوم على جسر القرم هو عملية خاصة لجهاز اس بي يو والبحرية" تمّ تنفيذها "بواسطة مسيّرات بحرية".
وأكدت لجنة التحقيق الروسية في بيان "قتل مدنيان هما رجل وامرأة في سيارة سياحية على الجسر" جراء الهجوم، مشيرة أيضا إلى أن ابنتهما أصيبت بجروح.
وأضافت الهيئة المكلفة القضايا الإجرامية الرئيسية "حدد التحقيق ضلوع عناصر من أجهزة الاستخبارات وتشكيلات مسلحة في الإعداد لهذه الجريمة وتنفيذها" معلنة فتح تحقيق بارتكاب "عمل إرهابي".
وحمّلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نظام كييف" مسؤولية تنفيذ الهجوم.
وأفادت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية في بيان إن الهجوم وقع عند الساعة 03,05 (الساعة 00,05 ت غ).
وبثت محطة "القرم-24" العامة مقطعا مصورا يظهر انهيار منطقة من الجزء الشرقي من الجسر. ونشرت هيئة التحقيق الروسية أيضا مقطعا مصورا يظهر رجالا يرفعون أدلة عن الطريق.
ويمتد الجسر على مسافة 18 كلم ويتألف من قسمين أحدهما طرقي والآخر للسكك الحديد، ودشّنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 2018 لربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها عام 2014.
وأدى الهجوم إلى تضرر الجزء الطُرُقي وتعليق الحركة لساعات، بينما لم يعانِ الجزء المخصص للسكك الحديد لأضرار. واستؤنفت الحركة قبل ظهر الاثنين على ما ذكرت سلطات القرم.
وهي المرة الثانية في غضون أشهر يتعرض الجسر لهجوم. ففي أكتوبر، أدى انفجار ضخم ناتج عن شاحنة مفخخة، وفق موسكو، الى تدمير جزء من الجسر ومقتل ثلاثة أشخاص.
واتهم بوتين في حينه كييف بارتكاب "عمل إرهابي" عبر تدبير وتنفيذ الانفجار بهدف "تدمير بنية تحتية مدنية روسية ذات أهمية كبيرة".
اتفاق الحبوب مشروط
في سياق النزاع، أعلنت روسيا أن اتفاقية تصدير الحبوب باتت في حكم المنتهية، حتى قبل نهاية مهلتها الرسمية منتصف ليل الاثنين/الثلاثاء بتوقيت اسطنبول (21,00 ت غ).
وقال الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف "اتفاق البحر الأسود انتهى عمليا اليوم" الاثنين.
وأضاف "ما أن يلبى الجزء المتعلق بروسيا (في الاتفاق) ستعود روسيا فورا إلى الاتفاق حول الحبوب".
وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا في
يوليو 2022 برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.
أتاح الاتفاق تصدير أكثر من 32 مليار طن من الحبوب. وفي وقت متأخر الأحد، أظهرت بيانات موقع "مارين ترافيك" أن آخر سفينة شحن وافق عليها أطراف الاتفاق كانت في طريقها عبر البحر الأسود من ميناء مدينة أوديسا الأوكرانية إلى اسطنبول.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أبدى الجمعة تفاؤله بشأن تمديد الاتفاق، مؤكدا أنه "متفق" على ذلك مع بوتين. لكن الكرملين عكس في اليوم التالي التباين بين موسكو وأنقرة.
وذكرت الرئاسة الروسية أن بوتين "أشار إلى أن التعهدات المنصوص عليها في مذكرة التفاهم بين روسيا والأمم المتحدة حول إزالة العقبات أمام تصدير المنتجات الغذائية والأسمدة الروسية لم يتم الوفاء بها بعد".
وأضافت "الهدف الرئيسي للاتفاق، وهو تسليم الحبوب إلى البلدان المحتاجة، ولا سيما في القارة الإفريقية، لم يتحقق".
وسبق لبوتين أن لوّح مرارا بالانسحاب من هذا الاتفاق على خلفية عدم الايفاء بالالتزامات المتعلقة بروسيا فيه.
ووفق بيانات مركز تنسيق الاتفاق، فتركيا والصين هما المستفيدتان الأساسيتان من شحنات الحبوب، إضافة إلى بعض الدول النامية.
وأتاح الاتفاق لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصا غذائيا حادا مثل أفغانستان والسودان واليمن.
وبذل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جهودا لإنقاذ الاتفاق وتجديد مهلته الزمنية. وهو أعرب عن دعمه لإزالة العقبات أمام تصدير روسيا للأسمدة وبعث برسالة الى بوتين الأسبوع الماضي بهذا الشأن.
تقدم أوكراني حول باخموت
في موازاة ذلك، تمضي كييف في هجومها المضاد لاستعادة أراضِ تسيطر عليها قوات روسيا في شرق البلاد وجنوبها.
أقرت أوكرانيا في الفترة الأخيرة بأنها تواجه صعوبات في القتال داعية الولايات المتحدة ودول حليفة أخرى إلى تقديم أسلحة طويلة المدى ومدفعية.
وأعلنت كييف الاثنين أنها استعادت الأسبوع الماضي 18 كيلومترا مربعة من هذه الأراضي، بينها سبعة كيلومترات مربعة حول مدينة باخموت المدمرة في شرق البلاد، والتي سيطرت عليها موسكو في مايو بعد معارك شرسة.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار عبر تلغرام "خلال الأسبوع الماضي ونتيجة لتحسن التموضع والانتشار التكتيكي على خط الجبهة باتجاه باخموت، حررنا سبعة كيلومترات مربعة".
وأضافت أن 11 كيلومترا مربعة أخرى استعيدت في غضون أسبوع في جنوب البلاد ما يرفع إلى 18 كيلومتر مربع كامل المساحة التي يقول الأوكرانيون إنهم استعادوها الأسبوع الماضي.
وأفادت ماليار أن أوكرانيا استعادت 180 كيلومترا مربع في جنوب البلاد منذ بدء الهجوم المضاد مطلع يونيو، و30 كيلومترا مربعة في الشرق خصوصا حول باخموت أي ما مجموعه 210 كيلومترات مربعة.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: