"لسنا نجمة أخرى على علم أمريكا".. هل يتصاعد خلاف إسرائيل وواشنطن؟
كتب- مصراوي
مع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، للتخفيف من حدّة انتهاكاتها بحق المدنيين في قطاع غزة، باتت الولايات المتحدة الأمريكية في موقف حرج كبير كونها الحليف الأبرز لتل أبيب، ما دفعها لانتقاد سلوك بعض وزراء ومسؤولي حكومة الاحتلال وتصريحاتهم التي تحض على عنف مطلق، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش.
رفض إيتمار بن جفير، إدانة أمريكا، لتصريحاته التي حث فيها الفلسطينيين في قطاع غزة على إعادة توطينهم خارج القطاع، إذ قال "أنا معجب حقًا بالولايات المتحدة الأمريكية ، لكن مع كل الاحترام الواجب، نحن لسنا نجما آخر في العلم الأمريكي"، مكررا نفس العبارة التي استخدمها للرد على انتقادات واشنطن.
"الولايات المتحدة هي أفضل صديق لنا، ولكن قبل كل شيء آخر، سنفعل ما هو جيد لدولة إسرائيل: هجرة مئات الآلاف من غزة ستسمح للسكان الإسرائيليين في المنطقة الحدودية بالعودة إلى ديارهم، مضيفًا "العيش في أمان وحماية جنود الجيش الإسرائيلي".
وبرغم كون الولايات المتحدة حليفًا قويًا للحرب الإسرائيلية على غزة، فقد وجهت واشنطن انتقادات إلى بن جفير وزميله الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش، بسبب تعليقات تحريضية، بما في ذلك الدعوة إلى إبادة جماعية للفلسطينيين في القطاع المحاصر.
وقال سموتريش للقناة 12 الإسرائيلية، في السبت الماضي، "نريد تشجيع الهجرة للفلسطينيين من غزة، ونحتاج إلى العثور على دول مستعدة لاستقبالهم كلاجئين" .
ولم يكرر وزير الأمن القومي الإسرائيلي تصريحات سموتريش فحسب، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلًا إن "إسرائيل يجب أن ترسل مستوطنين يهود لإعادة توطين الأراضي الفلسطينية، لا يمكننا الانسحاب من أي منطقة نتواجد فيها في قطاع غزة. أنا لا أستبعد الاستيطان اليهودي هناك فحسب، بل أعتقد أن هذا أمر مهم أيضا".
ولفت إلى أن تشجيع هجرة سكان غزة سيسمح لإسرائيل بإعادة سكان المناطق الحدودية و(كتلة) غوش قطيف" الاستيطانية السابقة في قطاع غزة، مؤكدًا أن أن الحرب تمثل فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان القطاع.
وعقب تلك التصريحات أصدر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر بيانًا، أدان فيه بن جفير وسموتريش بالاسم، قائلًا "ترفض الولايات المتحدة التصريحات الأخيرة للوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير اللذين يدعوان إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة، وهذا الخطاب تحريضي وغير مسؤول".
The United States rejects the inflammatory and irresponsible statements from Israeli Ministers Smotrich and Ben Gvir. There should be no mass displacement of Palestinians from Gaza.
— Matthew Miller (@StateDeptSpox) January 2, 2024
وبحسب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فإن "أبلغتنا حكومة إسرائيل مراراً وتكراراً، بما في ذلك رئيس الوزراء، أن مثل هذه التصريحات لا تعكس سياسة الحكومة الإسرائيلية. ويجب أن تتوقف فوراً".
يأتي هذا التناقض بين أعضاء التحالف اليميني المتطرف في الولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت الذي ظهرت فيه تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بشأن تحمل الاحتلال مسؤولية القطاع العسكرية برغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة هآرتس، قال نتنياهو خلال اجتماعه مع سياسيي الليكود إن العائق الرئيسي أمام إنشاء فريق لتهجير الفلسطينيين هو ضمان وجود "الدول التي ترغب في استقبالهم، ونحن نعمل على ذلك".
وقال نتنياهو في وقت مبكر من الحرب، عندما سأله أحد مراسلي شبكة ABC الإخبارية حول مستقبل غزة، قال إن إسرائيل ستحتل المنطقة "لفترة غير محددة" وستتحمل "المسؤولية الأمنية الشاملة" لغزة.
وفي وقت لاحق قال نتنياهو لقناة فوكس نيوز إن إسرائيل "لا تسعى إلى احتلال غزة، ونحن لا نسعى لاحتلال غزة ولا نسعى إلى حكم غزة".
وعبرت واشنطن عن استيائها من الحكومة الإسرائيلية التي وصفتها بالمتطرفة، مشيرة إلى فشلها في اتخاذ الإجراءات الكافية لحماية المدنيين في قطاع غزة، فإن القصف وارتفاع عدد الشهداء -معظمهم من النساء والأطفال- والمشاهد الوحشية للمدنيين، الذين يتم اعتقالهم وتجريدهم من ملابسهم وإذلالهم وإعدامهم، بدأ في إحراج الولايات المتحدة في دورها الثابت الذي نصبت نفسها كحامية لإسرائيل داخليًا وخارجيًا.
وقد حافظت واشنطن على وجهة نظرها بضرورة تمهيد الطريق لقيام دولة فلسطينية ، حيث قال بايدن في وقت مبكر من الحرب إن احتلال غزة سيكون "خطأً كبيراً"، وعارضت الأفكار الإسرائيلية الرامية إلى إعادة توطين الفلسطينيين في دول أخرى.
فيديو قد يعجبك: