محمد الضيف بـ"سبعة أرواح": زعمت إسرائيل اغتياله.. وكذبتها الجنائية الدولية
القاهرة- مصراوي
بعد السابع من أكتوبر، حاولت إسرائيل استهداف العديد من قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، من بينهم قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف. وقد أعلنت إسرائيل مرارًا أنها تمكنت من اغتياله في غارات شنتها على القطاع، كان آخرها غارة استهدفت منطقة إنسانية تأوي نازحين في مواصي خان يونس في بوليو 2024.
ورغم نفي حماس استشهاد الضيف وتأكيدها أنه ما يزال على قيد الحياة، لم يتم التحقق من صحة هذه المعلومات حتى جاء قرار المحكمة الجنائية الدولية اليوم الخميس بمعاقبة محمد الضيف.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أوامر اعتقال بحق القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة محمد الضيف، بدعوى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب مزعومة في إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.
وكانت النيابة العامة قد تقدمت في البداية بطلبات لإصدار أوامر اعتقال بحق اثنين آخرين من كبار قادة حماس، وهما إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وبعد تأكيد استشهادهما، سحبت المحكمة الطلبات في 9 أغسطس 2024 و25 أكتوبر 2024 على التوالي، لكن محمد الضيف فإن النيابة العامة أشارت إلى أنها ستواصل جمع المعلومات فيما يتعلق بمزاعم استشهاده.
محمد الضيف، أو كما يُسمى محمد دياب إبراهيم المصري، ولد عام 1965 في مخيم للاجئين في خان يونس، جنوب مدينة غزة، وهو واحد من عشرات المخيمات التي أقيمت لإيواء الفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح من ديارهم أثناء النكبة عام 1948.
كانت عائلته فقيرة لكن ضيف كان جيدًا بما يكفي في المدرسة للدراسة للحصول على شهادة في العلوم من الجامعة الإسلامية في غزة، وانضم إلى حماس عندما تأسست عام 1987 في الأشهر الأولى من الانتفاضة الأولى أو الانتفاضة الفلسطينية.
نجا محمد الضيف، المتمرس والقادر والملتزم والمتشدد تمامًا بحركة حماس كما تصفه إسرائيل دائمًا، من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية على الأقل. وحاولت إسرائيل مع بداية الحرب على غزة في أكتوبر اغتيال القائد البالغ من العمر 58 عامًا ، لكن حركة حماس أكدت نجاته للمرة الثامنة. في حين زعمت إسرائيل نجاحها في العملية واعتبرت أن هذه خطوة كبيرة نحو الانتصار.
قيل أن محمد المصري لقب باسم "الضيف" لأنه حلّ ضيفًا على الضفة الغربية، فساهم في بناء كتائب القسام هناك. وقيل أيضًا أنه لقب ىبهذا الاسم لأنه لا يستقر في أي مكان؛ فكثيرًا ما يكون ضيفًا على أحد. وذلك بسبب محاولاته الدائمة النجاة من محاولات الاغتيال الإسرائيلية من خلال نقل الموقع كل ليلة تقريبًا والبقاء في أماكن مختلفة.
من خلال العمل الوثيق مع يحيى السنوار، الزعيم الراحل لحركة حماس في غزة، سرعان ما أظهر الضيف موهبة في العمليات العسكرية والأمن الداخلي. وفي عام 1989، اعتقلته إسرائيل وقضى حوالي 16 شهرًا في الاحتجاز. وخلال التسعينيات، ساعد الضيف في التخطيط لتفجيرات داخل إسرائيل وتنفيذها.
وزعمت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية، إنه فقد عينه وأصيب بجروح خطيرة في إحدى ساقيه في إحدى محاولات إسرائيل السابقة لاغتياله. بينما يقول البعض إنه يجلس على كرسي متحرك ؛ ويقول آخرون إن هذا ليس صحيحًا رغم أن لديه عرجًا واضحًا. لكن وبالرغم من كل ذلك إلا أن إسرائيل نشرت خلال الحرب الحالية صورا ادعت أن هذا الشخص هو محمد الضيف ويبدو عليه أنه بصحة جيدة.
استشهدت زوجته وابنه البالغ من العمر سبعة أشهر وابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات في غارة جوية إسرائيلية خلال حرب غزة عام 2014، ووزع جيش الاحتلال الإسرائيلي منشورات في قطاع غزة ووعد بجائزة نقدية كبيرة بقيمة 100 ألف دولار وأكثر لأولئك الذين سيقدمون معلومات موثوقة عن مكان وجود مسؤولي حماس، وعلى رأسهم محمد الضيف.
في السنوات الأخيرة، أشرف محمد الضيف على جهود حماس "لبناء صواريخ أكثر فعالية في غزة ومجمع الأنفاق الهائل في جميع أنحاء المنطقة. ويعتقد أيضًا أنه تم تكليفه بتدريب عناصر الحركة الذين هاجموا إسرائيل العام الماضي، ولا سيما قوات النخبة من حركة المقاومة حماس.
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، أوامر اعتقال بحق القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس" في قطاع غزة محمد الضيف، بدعوى ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب مزعومة في إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023.
فيديو قد يعجبك: