المجمع الانتخابي.. كيف يمكن أن يقلب نتائج الانتخابات الأمريكية؟
كتبت- أسماء البتاكوشي
مع اقتراب انطلاق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تُعدّ أبرز حدث عالمي، سيُدلي أكثر من 150 مليون شخص بأصواتهم لاختيار رئيس الولايات المتحدة. لكن هناك 538 ناخبًا فقط هم من سيختارون الرئيس، وهو ما يُعرف بـ "المجمع الانتخابي".
"المجمع الانتخابي" قلب الموازين في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016، حيث خسر المرشح الجمهوري دونالد ترامب التصويت الشعبي أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. على الرغم من ذلك، أصبح ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، مما يبرز الطبيعة المعقدة لنظام الانتخابات في البلاد وأهمية المجمع الانتخابي في تحديد الفائز.
وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون، فإن الناخبين الأمريكيين لا يختارون رئيسهم بشكل مباشر، بل الكلمة الفصل تعود إلى "المجمع الانتخابي". يوضح موقع الأرشيف الوطني أن هذه العملية تشمل أولاً اختيار المندوبين، وهم أعضاء المجمع، ثم اجتماعهم للتصويت لاختيار الرئيس ونائب الرئيس، وأخيرًا يتم فرز أصوات المندوبين في الكونجرس.
وتم تشريع المجمع الانتخابي ليكون حلاً وسطًا بين انتخاب الرئيس عن طريق المندوبين وانتخابه من خلال تصويت المواطنين في الانتخابات الشعبية. لكل مرشح رئاسي في كل ولاية أمريكية مجموعته الخاصة من "المندوبين"، ويعود اختيارهم إلى حزب المرشح، وذلك اعترافًا بـ"سنوات خدمتهم المخلصة للحزب".
ويكون اختيار المندوبين حسب قوانين كل ولاية، لكن عمومًا يتم عبر مرحلتين. في المرحلة الأولى، تقدم الأحزاب السياسية في كل ولاية قوائم المندوبين المحتملين قبل الانتخابات العامة، ليصوت عليهم المواطنون. أما في المرحلة الثانية، فيتم ذلك من خلال التصويت في الانتخابات العامة.
ويقول موقع الإذاعة الوطنية "أن.بي.آر" إن ذلك يعني أن التصويت للمرشح الرئاسي المفضل في ولاية ما يتضمن التصويت لمندوبي حزبه في تلك الولاية. حيث إن المندوبين غالبًا ما يتبعون حزبًا معينًا أو يكون لهم علاقات بالأحزاب في الولاية، ويتم اختيارهم بناءً على مساهماتهم في دعم الحزب.
ويجتمع "الناخبون" في ديسمبر، حيث يدلون بأصواتهم للرئيس ونائبه في اقتراع منفصل، وتُسجل أصواتهم على "شهادة تصويت". تُرسل هذه الشهادات إلى الكونجرس لفرزها، بالإضافة إلى "إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية" كجزء من السجلات الرسمية للانتخابات الرئاسية.
وفي يناير، يُعقَد الكونجرس لإجراء الفرز الرسمي، حيث يترأس نائب الرئيس الجلسة بصفته رئيس مجلس الشيوخ. بعد إتمام التعداد، يعلن رئيس الجلسة الفائزين بمنصبَي الرئيس ونائبه، وذلك بعد حصولهما على ما لا يقل عن 270 صوتًا من الناخبين، وهو أكثر من نصف إجمالي أصوات "المجمع الانتخابي".
وفي حال عدم فوز أي مرشح بالأغلبية، يُحال التصويت إلى الكونجرس، حيث ينتخب مجلس النواب الرئيس الجديد، بينما يتولى مجلس الشيوخ انتخاب نائب الرئيس. وقد حدث ذلك مرة واحدة فقط في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك في عام 1824 عندما انتخب مجلس النواب جون كوينسي آدامز رئيسًا.
ويتم إعلان الفائز "المتوقع" ليلة الانتخابات العامة في نوفمبر، ولكن تصويت "المجمع الانتخابي" قد يقلب المقاييس. حدث ذلك بالفعل مع هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016، حيث خسرت أصوات المجمع الانتخابي رغم فوزها في التصويت الشعبي.
لم يحدث ذلك في تاريخ الولايات المتحدة مع هيلاري كلينتون فقط، بل تكرر أربع مرات سابقًا. فالرئيس جون كوينسي آدامز خسر في التصويت الشعبي عام 1824، والرئيس روثرفورد هيز في عام 1876، والرئيس بنجامين هاريسون في عام 1888، وأخيرًا الرئيس جورج بوش عام 2000، حيث تفوق عليه خصمه آل غور بـ540 ألف صوت شعبي، لكنه فاز بـ 271 صوتًا مقابل 266 من أصوات المجمع الانتخابي، ليصبح الرئيس الـ43 للولايات المتحدة.
فيديو قد يعجبك: