الأمريكيون يستعدون للشغب بعد الانتخابات.. ومنزل هاريس خلف الأسوار
القاهرة - (مصراوي):
حالة من الاستنفار الأمني تعيشه العاصمة الأمريكية واشنطن، عشية الانتخابات الرئاسية، والتي ستنطلق صباح، الثلاثاء، الموافق الخامس من نوفمبر الجاري، لاختيار اسم الرئيس رقم 60 للولايات المتحدة.
ومع تنامي حالة التشاحن والاستقطاب بين مرشحي الرئاسة كامالا هاريس ودونالد ترامب، استعد مواطنون وأصحاب الممتلكات تحسبًا لاندلاع أعمال شغب في أعقاب الإعلان عن الفائز.
وفي الوقت الذي تعمل فيه السلطات على تأمين المباني الحكومية والعامة، استعد بعض أصحاب المحال والممتلكات للأسوأ، حيث زادوا من وسائل التأمين، وقاموا بتعزيز نوافذ ومداخل الطوابق السفلية، وانهوا خطط الطوارئ تحسبًا لحدوث سلب أو شغب.
وأكد مسئولي جمعيات الأعمال أنهم يفضلون أن يكونوا مفرطين في الاستعداد بدلاً من تحمل الأضرار في حال حدوث عنف في الشارع، ذلك رغم أن مسؤولي المقاطعة أكدوا أنه لا داعي لتغطية النوافذ.
وفي الوقت الذي تواصل فيه السلطات الأمنية ببعث رسائل طمأنة للسكان والشركات من أي عنف محتمل، تقوم السلطات ذاتها بفرض سياجات وأسوار حديدية في مواقع رئيسية لتعزيز الأمن، لاسيما البيت الأبيض ومبنى الكابيتول ومنزل نائبة الرئيس كامالا هاريس الذي أصبح محاطًا بأسوار حديدية من كل الاتجاهات.
ولا يزال الكثيرين داخل المجتمع الأمريكي متأثرين بالأضرار التي لحقت بهم خلال بعض احتجاجات العدالة العرقية، وكذا أعمال العنف التي ضربت ولايات عدة بعد الانتخابات في عام 2020.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن رئيس شرطة واشنطن قوله في مؤتمر صحفي، إنه لا توجد تهديدات موثوقة، مضيفًا أنه "لا داعي للقلق."
وقامت وكالة الخدمة السرية بتركيب حواجز وأنظمة أمنية خارج مركز المؤتمرات في ويست بالم بيتش، فلوريدا، حيث سيعقد دونالد ترامب حفلة ليلة الانتخابات، بالقرب من مقر إقامته في مارالاجو.
وأشارت الوكالة في بيان يوم الأحد، أنها تعمل بشكل وثيق مع الشرطة الفيدرالية والمحلية في واشنطن العاصمة ومقاطعة بالم بيتش، فلوريدا، لضمان مستويات عالية من الأمان والسلامة في يوم الانتخابات.
وأوضحت الخدمة السرية أن هذه التعزيزات ليست ردًا على أي قضية محددة، بل هي جزء من استعدادات شاملة للسلامة العامة لانتخابات يوم الثلاثاء.
كما أعلنت شرطة واشنطن عن إغلاق الشوارع اعتبارًا من الساعة 7 مساءً يوم الإثنين استعدادًا لحفلة هاريس ليلة الانتخابات في جامعة هوارد.
وقالت رئيسة الشرطة، باميلا سميث، الأسبوع الماضي إن جميع ضباط شرطة واشنطن المؤهلين وعددهم 3.300 سيعملون في نوبات مدتها 12 ساعة مع إلغاء معظم الإجازات حتى على الأقل يوم الانتخابات، لضمان وجود عدد كافٍ من الضباط في الشوارع.
وتعليقًا على حالة الاستنفار من قبل أصحاب المحال التجارية يقول نائب رئيس الشؤون الحكومية لجمعية المباني السكنية والتجارية في منطقة واشنطن، إريك جونز: "هناك قلق في المدينة. لا نتوقع حدوث فوضى كاملة كما رأينا بعد 6 يناير 2021، فهي مجرد مخاوف".
وأضاف جونز أن بعض تجار التجزئة البعيدين نسبيًا عن وسط المدينة يخشون من عمليات السرقة الانتقائية في الوقت الذي تكون أعين الشرطة منصبه في أماكن أخرى أكثر حساسية، مشيرًا إلى أن الناس يفضلون أن يكونوا مفرطين في الاستعداد بدلاً من العكس.
وكما تلقي الشرطة الفدرالية والأمن السري بثقلها في الشوارع، تستعد كذلك شركات الأمن الخاصة للسيناريوهات الأسوأ التي قد تحدث في أعقاب الإعلان عن الفائز بالانتخابات الرئاسية.
فقد أعلن النائب التنفيذي لرئيس شركة أدميرال سيكيوريتي سيرفيسز، ليون بيرسفورد، التي توفر حراس الأمن لـ150 مبنى تجاري في واشنطن، إن الشركة تقوم بتعبئة حوالي 2000 موظف خاص ليكونوا جاهزين للعمل في نوبات مدتها 12 ساعة في مرافق عملائها التي تتركز حول البيت الأبيض، على طول شارع K NW وفي ساحة الحرية في شارع بنسلفانيا NW بين البيت الأبيض ومبنى الكابيتول.
من جانبها قالت عضو مجلس واشنطن، بروك بينتو، إنهم لن يتسامحوا بأي شكل من الأشكال مع العنف أو التدمير من قبل أنصار أي من المرشحين، مضيفة أنها متفائلة بمرور هذه الأيام بخير و ضمان استمتاع زوار المقاطعة بموسم الأعياد.
هذا ولم تكن واشنطن يومًا غريبة عن التظاهرات العامة، فقد شهدت أعمال عنف متقطعة على مدى العقود التي تلت أعمال الشغب المدمرة في أبريل 1968 بعد اغتيال مارتن لوثر كينج جونيور، وخلال تنصيب الرئيس دونالد ترامب في عام 2017، حيث قدرت السلطات تلك الاضطرابات بتسببها في أضرار بمئات الآلاف من الدولارات وتلفيات بعشرات الممتلكات وسط المدينة.
لكن تبقى الاضطرابات الأبرز تلك التي حدثت في 2020، واقتحام أنصار دونالد ترامب مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021 احتجاجاً على خسارته واتهام الديمقراطيين بتزوير الانتخابات محفورة في أذهان السكان المحليين.
يشار إلى أن قادة الحكومة في المقاطعات والوكالات المختلفة أمضوا عدة أشهر في التخطيط لما بعد الانتخابات، تفاديًا للتعرض لأي مفاجآت كما حدث قبل نحو أربع سنوات بعد إعلان جو بايدن رئيسًا لأمريكا.
فيديو قد يعجبك: