لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصر والانتخابات الأمريكية.. مَن الأقرب لسياسات القاهرة: ترامب أم هاريس؟

08:04 م الثلاثاء 05 نوفمبر 2024

دونالد ترامب وكامالا هاريس

كتب - أحمد جمعة:

تتابع العواصم الدولية والإقليمية عن كثب مجريات الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تُجرى، الثلاثاء، وسط ترقب لإعلان الفائز من المرشحين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، انتظارًا لتحديد بوصلة السياسة الخارجية الأمريكية للسنوات الأربعة المقبلة.

من القاهرة، تدور أحاديث الانتخابات في أروقة الدوائر السياسة العليا، وبين الأوساط الاجتماعية المختلفة، وصولًا للمقاهي التي في المعتاد ما تكون ساحة لمشاهدة مباريات كرة القدم أو النقاش حول الأوضاع الداخلية، بيد أنها حوّلت جزءًا من بوصلتها الليلة لمتابعة ما يجري في واشنطن وضواحيها.

ترتبط مصر والولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية ممتدة، تشمل في طياتها التعاون في مجالات عدّة على رأسها السياسة، الأمن، والاقتصاد، للدرجة التي تعد مصر واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات الأمريكية في المنطقة، في الوقت التي تنظر أمريكا إليها بأنها تلعب دورًا محوريًا في جهود الأمن الإقليمي.

ويرى أمين المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير علي الحفني، أن القاهرة تتعامل مع "ساكن البيت الأبيض" سواءً كان ديمقراطياً أو جمهورياً وفق لمبدأ "المصالح المشتركة".

منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي سلطة الحكم منتصف عام 2014، تعامل مع 3 رؤساء أمريكيين، الديمقراطي باراك أوباما الذي تشدد في نظرته للواقع الجديد لمصر بعد ثورة 30 يونيو، ثم الانفتاح الذي شهدته العلاقة مع الجمهوري ترامب الذي تولى منصبه بين عامي 2017 وحتى 2021، ثم العودة من جديد للتعامل مع الإدارة الديمقراطية خلال ولاية جو بايدن.

وقال الحفني في تصريحات لمصراوي: "هذه ليست الانتخابات الأولى التي تجرى في تتابعها الإدارة المصرية الراهنة، كما أن مسألة تداول السلطة بين الديمقراطيين والجمهوريين شأن أمريكي تقليدي، لكن هناك علاقات استراتيجية قد تتسم بالتذبذب طبقا للمتغيرات الإقليمية والدولية".

ومع ذلك، شدد على أن "الواقع يؤكد أن العلاقات بين القاهرة وواشنطن ترتبط بالمصالح المتعددة التي تربط الدولتين، فضلًا عن التقدير المتبادل بين مؤسسات البلدين في بعض الملفات ذات الطابع الإقليمي والأمني، وهذا الدور يستمر تحت أي إدارة، خاصة بالنظر للدور المحوري لمصر في منطقة الشرق الأوسط".

لكن بعيدًا عما تراه الإدارات الرسمية بين مصر والولايات المتحدة، فشعوب المنطقة -ومن بينهم المصريين- لديهم قناعات بالممارسات الخاطئة للولايات المتحدة في المنطقة منذ الربيع العربي وصولًا لمساندة إسرائيل في عدوانها على غزة ولبنان، والذي خصم من رصيدها الإقليمي، وفق رؤية "الحفني"، الذي تمنى "نظرة جديدة ورؤية مغايرة للسياسات الأمريكية في تعاملها مع الأزمات المتصاعدة بالأونة الأخيرة".

جنبًا إلى جنب مع ذلك، فالتخوف الآخر أن تمس تداعيات هذه الانتخابات "جيوب المصريين" إذ ما ثارت أعمال شغب عقب إعلان النتائج الرسمية للانتخابات.

وعن ذلك يقول الدبلوماسي المصري السابق إن "أي أعمال شغب في الولايات المتحدة تؤثر على البورصات العالمية، والعملات المحلية، وأسعار النفط والذهب، وبالتالي هذا يؤثر بشكل مباشر على اقتصادات المنطقة العربية ودول الجنوب".

فيما يشتد التنافس، تستعد واشنطن لأي تكرار محتمل لأعمال العنف التي هزّتها قبل 4 سنوات عندما خسر ترامب أمام جو بايدن، في وقت أثارت ادعاءات المرشح الجمهوري حول تزوير الانتخابات في ولاية بنسلفانيا مخاوف من إمكانية سعيه مجددا لتكرار هذه الأزمة.

بدوره، يقول سفير مصر الأسبق في واشنطن، محمد توفيق، في مقال نشره مركز معلومات مجلس الوزراء، إنه ليس أمام السياسة الخارجية المصرية خيارا سوى التمسك بتحقيق "الاستقلال الاستراتيجي" والحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الدولية الفاعلة وتعميقها.

كما أشار لضرورة السعي في الوقت ذاته إلى تأكيد نقاط التلاقي في المصالح المصرية والأمريكية بوجه خاص على مختلف الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، بغض النظر عما تسفر عنه الانتخابات الأمريكية الراهنة.

ترامب أم هاريس؟

من نيويورك وبالتزامن مع انتهاء عمليات التصويت، ترى الباحثة المتخصصة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، في حديثها لمصراوي، أنه إذا فاز ترامب، فمن المحتمل أن تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر بشكل كبير، فالجمهوريون يهتمون أكثر بمخاطر زعزعة الاستقرار الإقليمي؛ ولذلك يُحتمل أن يتم استعادة المساعدات العسكرية بالكامل دون شروط، وأن يكون التجارة الثنائية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الدفاع، في مقدمة أولويات الإدارة الجمهورية.

وأشارت "تسوكرمان" إلى أنه من المحتمل كذلك أن يعمل المسؤولون الجمهوريون بشكل أوثق مع مصر لمعالجة القضايا الإقليمية الأخرى مثل دور إيران ووكلائها، وحرية الملاحة وأمن البحر الأحمر، والتوترات في أفريقيا، والقضايا المتعلقة بليبيا، والحرب الأهلية في السودان، والتوترات بين الصومال وإثيوبيا.

في المقابل، يًتوقع أن تستمر إدارة هاريس في نهج بايدن، بمواصلة وضع ملف حقوق الإنسان على أولوياتها، مع التركيز على قضايا الديمقراطية، وقد تكون هناك ثمّة اختلافات بين البيت الأبيض والقاهرة فيما يتعلق بالقضايا المحلية، حسبما أشارت الباحثة الأمريكية.

ومع دعم "تسوكرمان" للحزب الجمهوري، لكنها لم تمنح صوتها لأيٍ من المرشحين ترامب أو هاريس لاعتقادها أن كلاهما غير مرشح لتولي المنصب في الوقت الراهن.

وتشرح أنه "تحت إدارة ترامب، كانت العلاقات مع مصر في ذروتها، حيث كان للقاهرة دورًا بارزًا في مكافحة الإرهاب، كما اتخذت الحكومة المصرية خطوات كبيرة نحو تحسين الحريات الدينية، كما جرى تعزيز التعاون الأمني، بينما لم يكن الأمر كذلك تحت إدارة بايدن الديمقراطية، حيث جمدت الولايات المتحدة جزءًا كبيرًا من المساعدات العسكرية لوقت طويل، ووجهت اهتمامها إلى قضايا أخرى".

وتمنح الولايات المتحدة مصر سنويا مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليارات دولار، في حين يربط الكونجرس نحو 300 مليون دولار منها بأوضاع حقوق الإنسان.

وعلى مدار عامي 2021 و2022، حجبت واشنطن ما قيمته 130 مليون دولار من تلك المساعدات، قبل أن تعدل لاحقا عن قرارها في سبتمبر الماضي لتمرر المساعدات كاملة، في الوقت الذي عولت إدارة بايدن على الدور المصري للمضي قدمًا في مباحثات وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان