إعلان

الناتو وإسرائيل والصين.. كيف سيتعامل ترامب مع الصراعات الساخنة؟

08:21 م الأربعاء 06 نوفمبر 2024

ترامب

كتبت- سلمى سمير:

فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة الأمريكية، بعد التجهيز لعودته مرة أخرى للبيت الأبيض بعد مغادرته قبل 4 أعوام، ليزيح بذلك الديمقراطيين وكاميلا هاريس عن مقعد الرئاسة بعد أملها في أن تحل محل الرئيس جو بايدن بعد عملها معه كنائبة له.

بعد فوز ترامب يسلط الضوء مباشرة على عدد من الملفات الهامة في مختلف المناطق حول العالم بدءًا من مسألة حلف الناتو الذي لا يخف امتعاض ترامب منه مرورًا بإسرائيل والملف الروسي الأوكراني وصولًا للصين.

صورة 1

الناتو

"على أوروبا التخلص من عقدة النقص" كانت هذه جزءًا من تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، خلال مقابلة له مع قناة "فرانس 2"، تحدث فيها عن عودة ترامب للبيت الأبيض والتي يترتب عليها ضرورة تعزيز القدرات العسكرية الأوروبية.

في نظر نويل بارو، فإن أوروبا مصابة بشعور من التبعية للولايات المتحدة، وهو ما يجب تغييره بزيادة الإنتاج العسكري، جراء التحديات المحتملة لعودة ترامب التي تفرض ضرورة تقوية البنية العسكرية وزيادة الإنتاج التجاري.

تصريحات بارو عن تعزيز قدرات حلف شمال الأطلسي لم تأت من فراغ بل جاءت بعد تهديد ترامب مرات عدة بالانسحاب من الحلف العسكري بسبب سياسات أعضاء الحزب التي يراها عبئًا متزايدًا على الولايات المتحدة.

صورة 2

انتقد ترامب الدول الأوروبية بشكل واضح خلال حملته الانتخابية، بالقول إن لا ينفقون بقدر كاف على الإنتاج العسكري وتحسين القدرات العسكرية مما يحمل بلاده الجزء الأكبر في تحمل النفقات العسكرية، بل وصل حد التهديد بتشجيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمهاجمة دول الحلف التي لم تف بالتزامتها العسكرية خلال الحرب الدائرة في أوكرانيا حال وصل للبيت الأبيض.

على جانب آخر، حاول بايدن، استباق أي محاولة للانسحاب من الحلف العسكري من قبل الجمهوري ترامب، بتوقيع مرسوم في ديسمبر الماضي، ينص على منع رئيس البلاد من الانسحاب من عضوية الناتو من جانب واحد دون موافقة الكونجرس الأمريكي على تلك الخطوة، وهو ما من شأنه عرقلة مساع ترامب.

وفي تصريحات سابقة له كان المساعد السابق للرئيس الأمريكي السابق لشؤون الأمن القومي جون بولتون، قد قال إن ترامب عازم بشكل جدي سحب الولايات المتحدة من حلف الناتو، فور فوزه في الانتخابات الأمريكية.

صورة 3

إسرائيل

"أعظم عودة في التاريخ" بهذه الكلمات علق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية بعد إعلان تخطيه عتبة الـ270 مقعد في المجمع الانتخابي، مما يظهر التفضيل الواضح لنتنياهو للرئيس الجمهوري، الذي يرى مدير برنامج الولايات المتحدة الأميركية في مجموعة الأزمات الدولية مايكل حنا، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي" أن إسرائيل سترغب في عودته للبيت الأبيض بكل تأكيد.

وقال مايكل حنا، إن نتنياهو، وغالبية الإسرائيليين يفضلون فوز دونالد ترامب، والذي أشارت بعض تقارير الصحفية الإسرائيلية إلى طلبه من نتنياهو إنهاء الحرب إذا كان هو الفائز، والتي في المقابل لن ينهيها إلا بما يخدم مصلحة تل أبيب في المقام الأول.

وأضاف مدير برنامج الولايات المتحدة، أن الفترة التي قضاها ترامب في ولايته السابقة تشير إلى أنه سيمنح إسرائيل حرية أكبر للمضي قدمًا ليس فقط في الحرب وإنما في قضايا أخرى مثل توسيع الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية واحتمالية ضم عدد من الأراضي للسلطة الإسرائيلية.

صورة 4

الصين

توتر العلاقات بين إدارة الرئيس جو بايدن، وبين الصين لا يخفى على أحد، خاصة بعد أن وصفها بايدن بـ "العدوانية للغاية" وذلك خلال تسريب صوتي أمام زعماء تحالف "كواد الذي يضم أستراليا والهند واليابان، وذلك بعد أن نسي ميكروفونه مفتوحًا.

تصريحات بايدن يقابلها على الجانب الآخر، امتعاض صيني التي ترى أن الإدارة الديمقراطية المنتهية عملت على تشكيل التحالفات حولها في المنطقة بهدف صدها وتحجيم نفوذها في المنطقة، وهو ما يراه المحلل السياسي المختص في الشأن الصيني، "رونج هوانج"، الذي قال في تصريحات خاصة لـ "مصراوي" إن بكين قد تفضل عودة ترامب مرة أخرى بسبب نقطة وحيدة وهي عدم ميل الرئيس الفائز بتشكيل التحالفات ضدها على عكس الإدارة الحالية التي عملت على تكوين تحالفات عسكرية واقتصادية في منطقة آسيا بهدف احتواء الصين.

وأضاف "رونج"، أن الصين اختبرت ترامب في ولايته السابقة، وشهدت سياسته التي لم يسع فيها لتكوين الأحلاف ضدها بهدف المواجهة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن الحكم ما إذا كان سيستمر بنفس النهج حال فوزه بالانتخابات، خاصة وأن إدارته السابقة قامت بفرض رسوم جمركية شكلت ضغطًا متزايدًا على الصين.

صورة 5

روسيا وأوكرانيا

يتشابك الملف الروسي الأوكراني بشكل كبيرًا نظرًا للحرب الدائرة وقاربت على دخول عامها الثالث، والتي لم يتمكن بايدن من إنهائها طوال فترة ولايته، بينما ترامب على عكسه فهو يزعم قدرته على إنهاء الحرب في غضون 24 ساعة فور وصوله إلى البيت الأبيض، وهو تراه موسكو في المقابل أن ترامب يمكن أن قادرًا على إنهاء الصراع في أوكرانيا، وذلك بحسب بيان الكرملين اليوم الأربعاء.

منذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022، لم يبد ترامب ترحيبًا بالدعم الأمريكي السخي لكييف، بالنظر إليه على أنه استنزاف للموارد الأمريكية، وهو ما وضعه في مكانة "الخطير للغاية" والأسوأ بالنسبة للأوكرانيين، خشية محاولته إجبار كييف على إبرام اتفاقيات لن تصب في صالحها، مشيرًا لعدم اهتمام المرشح الجمهوري بدمج أوكرانيا مع الغرب جراء الصراع مع روسيا، وهو ما يُشكل وفقًا له "مشكلة كبيرة" بالنسبة للقيادة الأوكرانية الحالية التي راهنت على اتخاذ خطوات تدمجها مع الغرب،وذلك بحسب تصريحات كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، أوليج إجناتوف لـ "مصراوي".

صورة 6

من جانبه يرى المحلل السياسي المختص في الشأن الروسي، محمد مختار، في تصريحات خاصة لـ "مصراوي"، أن بوتين يعول كثيرًا على فوز ترامب، بالنظر إليه على أنه "الورقة الرابحة" بالنسبة لروسيا، مع حديث بوتين عن رغبته في التفاوض وإبداء ترامب رغبة واضحة في وقف الحرب وتقليص الدعم العسكري لأوكرانيا، وهو ما لن يكون سهلًا على الرئيس القادم جراء توقيع سلفه على عدد من الاتفاقيات تم إقرارها من قبل الكونجرس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان