الانتخابات الأمريكية.. هل ينهي فوز ترامب نشوب حرب عالمية ثالثة؟

كتبت- أسماء البتاكوشي:

في ظل تصاعد التوترات في السنوات الأخيرة، ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وامتداد الصراع إلى الجبهة اللبنانية، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة، ازدادت المخاوف من اندلاع حرب إقليمية كبرى قد تتطور إلى حرب عالمية ثالثة بقيادة الولايات المتحدة.

لكن عودة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض جعلت البعض يتوقع تهدئة في الساحة الدولية، خاصةً أن ترامب والحزب الجمهوري معروفان بتفضيلهما التهدئة على الصراع.

كثيرًا ما كرر ترامب قوله إنه "سيمنع نشوب حرب عالمية ثالثة"، مشيرًا إلى أنه في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، سيضع حدًا "للفوضى في الشرق الأوسط" وينهي الصراع في أوكرانيا.

كما انتقد ترامب باستمرار سياسات خلفه جو بايدن، خصوصًا فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، حتى أنه وصف خصومه الديمقراطيين بأنهم "دعاة حرب".

وعن احتمال أن يمنع ترامب نشوب حرب عالمية ثالثة، يرى مهدي عفيفي الباحث والمحلل السياسي الأمريكي وعضو بالحزب الديمقراطي، أن العالم ليس على وشك صراع عالمي، فحرب بهذا الحجم ستدمر الاقتصاد العالمي وتخلف خسائر هائلة، وعلى الرغم التوترات بين إيران وإسرائيل، فإن هذه المناوشات لن تتطور إلى صراع شامل.

وأضاف عفيفي خلال حديثه لـ"مصراوي"، أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية يثير قلقًا في جهات عالمية عدة، ويشير إلى تأثير محتمل على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، إذ أن هناك تخوفًا في كوريا الجنوبية من انعكاس علاقة الرئيس الأمريكي الوثيقة بزعيم كوريا الشمالية على التحالف الذي يجمعها مع اليابان والولايات المتحدة".

كما أن الصين قد تواجه تحديات بعد فوز ترامب، إذ تعهد بفرض رسوم تصل إلى 60% أو أكثر على المنتجات الصينية، ما قد يعمق الخلافات الاقتصادية بين القوتين، حسب ما قاله مهدي عفيفي المحلل السياسي الأمريكي.

أما بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، يعتقد عضو الحزب الديمقراطي، أن إصرار ترامب على إنهائها في وقت وجيز أثار قلقًا واسعًا بين الدول الأوروبية، خاصة أنه أعرب عن نيته تقليص دعم الولايات المتحدة لحلف الناتو وفرض رسوم على المنتجات الأوروبية، لا سيما الألمانية، ما يهدد العلاقات.

والرأي ذاته تتفق معه خبيرة العلاقات الدولية إيرينا توسكر مان، إذ قالت خلال حديثها لـ"مصراوي"، "لا أعتقد أننا نواجه الحرب العالمية الثالثة بالمعنى التقليدي للحروب الشاملة التي خاضتها العديد من البلدان خلال القرن العشرين.

وتضيف توسكر مان، "بدلًا من ذلك، نشهد تزايد في بؤر التوتر، وهو ما يهدد النظام والاستقرار العالميين، لن نرى جيوشًا تتصادم مع بعضها البعض في العديد من المدن في أوروبا، نظرًا لأن طبيعة الحرب.

وترى خبيرة العلاقات الدولية، أنه من المحتمل أن يكون هناك مزيجًا من بعض المواجهات الحركية التقليدية مثل أوكرانيا، مع عناصر حرب المدن وحروب الاستنزاف، كما هو الوضع في الشرق الأوسط.

"هذه الحروب لا تعني انهيارًا كاملًا للعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، لأن طبيعة حروبنا ومجتمعاتنا قد تغيرت، غير أنه دون سياسات لردع الحروب، سيظل هناك زعزعة في الاستقرار، وفقًا لما قالته خبيرة العلاقات الدولية.

وأوضحت أن ترامب بحاجة لأن يتخذ تدابير لتنفيذ سياسات ردع شاملة ضد الجهات المتصارعة، والعمل مع الحلفاء الرئيسيين.