اجتماع العقبة.. خارطة طريق لإنقاذ سوريا تواجه مخاوف من إعادة إحياء النظام
كتب- محمود الهواري:
ما بين مؤيد ومعارض، أثار اجتماع لجنة الاتصال الوزارية العربية لدعم الشعب السوري خلال المرحلة الانتقالية بعد سقوط نظام بشار الأسد، جدلاً واسعاً بين السوريين، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد للتوصيات التي صدرت عنه، ومعارض يرى فيها محاولة لفرض أجندات خارجية.
كانت اللجنة أكدت خلال اجتماعها السبت الماضي في العقبة الأردنية بحضور كبار المسؤولين من عدد من الدول، على ضرورة تحقيق انتقال سياسي سلمي وشامل، يُلبي طموحات الشعب السوري ويحترم إرادته، فيما أدانت اللجنة في بيانها الختامي لاجتماعها التوغلات الإسرائيلية في المنطقة العازلة ومناطق بجبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق.
ودعت اللجنة التي تضم مصر والأردن والسعودية والعراق ولبنان، وأمين عام جامعة الدول العربية، إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، مع تنفيذ خطوات ملموسة لنقل السلطة إلى نظام سياسي جديد يعكس تطلعات السوريين، مشيرة إلى أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، وإعداد دستور جديد يقره السوريون، إلى جانب إشراك جميع القوى السياسية والاجتماعية.
تباين ردود الفعل
ووصف رئيس هيئة التفاوض السورية، بدر جاموس، مخرجات الاجتماع بأنها "خارطة طريق متوازنة لإنقاذ سوريا"، مؤكداً أنها تمثل برنامجاً متكاملاً لتحقيق الاستقرار في البلاد.
نرحب بالبيان الختامي للجنة الاتصال العربية التي اجتمعت اليوم في الأردن، ونرى أن خارطة الطريق التي أقرتها هي مشروع حقيقي متوازن لإنقاذ سوريا، وضمان وحدتها، وانتقالها إلى دولة عصرية تداولية ديمقراطية تشاركية لكل أبنائها.
— د بدر جاموس Dr Bader Jamous (@JamousBader) December 15, 2024
لقد دفعنا، كغيرنا من السوريين، أثماناً باهظة للدفع بالحل…
أما الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، فرحب بالبيان الختامي، معتبرًا أنه يعبر عن دعم صادق لتطلعات الشعب السوري، وشدد على ضرورة إطلاق حوار وطني شامل لبناء سوريا ديمقراطية ومستقرة.
وفي السياق نفسه، قال هادي البحرة، رئيس الائتلاف السوري، إن البيان يدعم تشكيل حكومة انتقالية شاملة لجميع المكونات السياسية والاجتماعية باستثناء النظام السابق، مشيراً إلى ضرورة مشاورات واسعة لضمان شمولية الحكومة.
من جهته، أشاد قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الجنرال مظلوم عبدي، بالدور العربي في دعم عملية السلام، مؤكدًا أن وقف العمليات العسكرية خطوة أساسية لبناء سوريا مستقرة، بينما وصف مجلس سوريا الديمقراطية "مسد" البيان بأنه يعكس جهوداً عربية ودولية لإرساء حل سياسي شامل وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254.
نرحب بالبيان الختامي لقمة العقبة لوزراء خارجية لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا، ونشيد بالدور العربي الفعّال في إخراج سوريا إلى بر الأمان.
— Mazloum Abdî مظلوم عبدي (@MazloumAbdi) December 15, 2024
نؤكد على ضرورة وقف العمليات العسكرية، وفقاً لما ورد في البيان الختامي، على كامل الأراضي السورية، كخطوة أساسية لتمهيد الطريق نحو حوار…
انتقادات حادة واتهامات بالوصاية
على الجانب الآخر، عبر عدد من السوريين على منصة "إكس" عن استيائهم من الاجتماع، حيث أشار أحدهم إلى أن اجتماع العقبة "لا يبشر بخير، بل يوحي بمحاولة فرض وصاية خارجية".
وفي تعليق آخر، دعا أحد المستخدمين إلى مقاطعة أي شخصية سورية شاركت في الاجتماع، قائلاً: "لا يجب الثقة بهم أو منحهم أي منصب في المستقبل".
بينما وصف آخر الاجتماع بأنه "خذلان للثورة وإنجازاتها"، محذراً من أن نتائجه قد تكون مقدمة لثورة مضادة للثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
مواقف مؤيدة للمخرجات
في المقابل، رأى مؤيدون أن نتائج الاجتماع تمثل خطوة إيجابية تخدم مصلحة الشعب السوري، حيث أكد أحد المؤيدين أن "بيان العقبة يدعم تمثيل كافة القوى السورية السياسية والاجتماعية"، معتبراً أن الانتقادات الموجهة له لا تعكس سوى محاولات لتعطيل الحل السياسي.
فيديو قد يعجبك: