إسرائيل وحماس تقتربان تدريجيا من اتفاق لوقف إطلاق النار
واشنطن- (أ ب)
بعد أشهر من الجمود، يبدو أن إسرائيل وحركة حماس تقتربان من التوصل إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء حربهما التي استمرت 14 شهرا.
واستأنف كبار المسؤولين من الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود الوساطة في الأسابيع الأخيرة، وأفادوا بوجود استعداد أكبر من الجانبين المتحاربين لإبرام اتفاق.
وفي تنازل رئيسي، قال مسؤولون في حماس إنهم مستعدون لإبداء المزيد من "المرونة" بشأن توقيت انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. ومن جانبه، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الاثنين أن التوصل إلى اتفاق أصبح أقرب من أي وقت مضى.
ومع ذلك، حذر المسؤولون من جميع الأطراف من أن هناك تفاصيل أساسية لا تزال بحاجة إلى الحل. ولكن هناك شعور عام بالتفاؤل كان مفقودا منذ عدة أشهر.
ويبدو أن هذا التغير في الأجواء يعود إلى عدة عوامل. فقد ألحقت إسرائيل أضرارا كبيرة بحماس خلال فترة الحرب.
كما أن حماس أصبحت أكثر عزلة بعد اتفاق حزب الله على وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بالإضافة إلى تعرض إيران، الداعم الرئيسي لكلا الجماعتين المسلحتين، لعدد من الانتكاسات، أبرزها سقوط حليفها المقرب، الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي الولايات المتحدة، أشارت كل من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المنتهية ولايتها والإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى رغبتهما في إتمام الاتفاق قبل حفل التنصيب في 20 يناير.
وبحسب مسؤولين مصريين وآخرين في حماس، فإن الاتفاق سيُنفذ على مراحل ويشمل وقفا للقتال، وتبادلا للأسرى الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، وزيادة في المساعدات المقدمة إلى قطاع غزة المحاصر. وتقول إسرائيل إن حماس تحتجز 100 أسير، يُعتقد أن أكثر من ثلثهم قد لاقوا حتفهم.
وفيما يلي نظرة أقرب على الاتفاق الناشئ، وفقا للمسؤولين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم نظرا لمناقشتهم مفاوضات خلف أبواب مغلقة.
المرحلة الأولى ستستمر من ستة إلى ثمانية أسابيع. وخلال هذه الفترة، ستفرج حماس عن حوالي 30 أسيرًا، أي ما يقارب نصف عدد الذين يُعتقد أنهم على قيد الحياة، ومن بينهم ثلاثة أو أربعة مواطنين يحملون جنسية مزدوجة أمريكية-إسرائيلية.
من جانبها، ستفرج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك ما يصل إلى 100 شخص يقضون أحكامًا طويلة بتهمة التورط في هجمات دموية.
زيادة المساعدات
يدعو الاتفاق إلى زيادة ضخمة في المساعدات إلى غزة، التي غرقت في أزمة إنسانية خلال الحرب المستمرة منذ 14 شهرا. ويُقدّر أن 90% من سكان غزة البالغ عددهم 3 ,2 مليون شخص قد نزحوا، في كثير من الحالات عدة مرات، ويشير عمال الإغاثة إلى انتشار الجوع الشديد في أنحاء القطاع.
ومن المتوقع أن تتضمن هذه الزيادة إعادة فتح معبر رفح مع مصر، الذي أُغلق منذ أن غزت القوات البرية الإسرائيلية بلدة الحدود الجنوبية في مايو.
ويُعد المعبر بالغ الأهمية كونه نقطة الخروج الرئيسية للفلسطينيين في غزة الراغبين بالسفر إلى الخارج، وهو المعبر الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
ويقول الوسطاء إنهم يدرسون العودة إلى اتفاق عام 2005 الذي سمح للسلطة الفلسطينية المعترف بها دوليا بإدارة المعبر بمراقبة من الاتحاد الأوروبي. وانهار هذا الاتفاق عندما سيطرت حماس على غزة في عام 2007 وتم طرد قوات السلطة الفلسطينية.
انسحاب القوات الإسرائيلية
خلال المرحلة الأولى، ستنسحب القوات الإسرائيلية من بعض المراكز السكانية الفلسطينية، مما سيسمح لعدد كبير من الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم. لكن القوات الإسرائيلية لن تغادر غزة بالكامل في هذه المرحلة؛ حيث ستبقى متمركزة على طول ممر فيلادلفيا – وهو شريط استراتيجي من الأرض على حدود غزة مع مصر.
إنهاء الحرب
خلال وقف إطلاق النار الأولي، سيواصل الطرفان المفاوضات بشأن اتفاق دائم يشمل إنهاء الحرب، وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين والجثث التي تحتجزها حماس.
وستبدأ المحادثات حول الترتيبات النهائية لغزة، بما في ذلك تحديد الجهة التي ستتولى إدارة القطاع وخطط إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب.
فيديو قد يعجبك: