رجل إسرائيل في دمشق.. من هو إيلي كوهين الذي أعدمته سوريا قبل 60 عامًا؟
كتبت- سلمى سمير:
بعد مرور نحو 60 عامًا على إعدامه في ساحة المرجة بدمشق، لا تزال إسرائيل تسعى جاهدة لاستعادة رفاة الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، والذي عادت قضيته إلى الواجهة من جديد، مع التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وتسعى تل أبيب للاستفادة من الأوضاع الراهنة في سوريا لتحديد مكان دفن جاسوسها الشهير، الذي ترك وراءه إرثًا كبيرًا من التجسس والمعلومات الحساسة التي أثرت في مجريات الحروب في المنطقة، وذلك بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وكانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، قد نفت صحة الأنباء المتداولة حول استعادة رفات الجاسوس إيلي كوهين، الذي تم إعدامه في سوريا عام 1965، قائلة إن ما تم تداوله بشأن إعادة رفات كوهين "غير دقيق".
وقالت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إن "رجل إسرائيل في دمشق" والذي خدم بلاده في سوريا في أوائل الستينيات، لم يتم العثور على مكان دفنه بعد.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في صيف 2018 عن استعادة ساعة يد كوهين، التي كانت جزءًا من هويته المزيفة في سوريا، وذلك بفضل عملية سرية نفذها جهاز الموساد، وهو ما تزامن حينها مع انتشار معلومات عن مفاوضات تجريها تل أبيب مع روسيا لاستعادة أغراض شخصية أخرى لكوهين، وحتى رفاته
من هو إيلي كوهين؟
وُلد إيلي كوهين، في 26 ديسمبر 1924 في الإسكندرية لعائلة يهودية مهاجرة من مدينة حلب السورية، وكان واحدًا من أخطر جواسيس الموساد الإسرائيلي في القرن العشرين.
نشأ كوهين في مصر، حيث انخرط في النشاط الصهيوني ودعم الهجرة إلى فلسطين المحتلة، وفي عام 1949، هاجرت عائلته إلى إسرائيل، حيث بدأ حياته الجديدة هناك، ورغم أنه بدأ حياته المهنية في مجال المحاسبة والترجمة، فإن شغفه بالمؤامرات السياسية دفعه في النهاية للعمل لصالح الموساد.
في عام 1961، قرر الموساد إرسال كوهين إلى سوريا كجزء من خطة لتجميع معلومات حيوية عن النظام السوري، وبعد تدريبات مكثفة، أُعطي هوية مزيفة باسم "كامل أمين ثابت"، رجل أعمال سوري مهاجر يعود إلى وطنه بعد سنوات من الغربة في الأرجنتين، وهو الدور الذي نجح كوهين من خلاله في بناء شبكة علاقات واسعة داخل دمشق، مع كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين في سوريا.
بعد تصفية أعماله في الأرجنتين، وعودته إلى سوريا بدأ كوهين في جمع معلومات حاسمة حول الدفاعات السورية، خصوصًا على جبهة الجولان، وكان من أبرز المعلومات التي أمد بها الموساد تتعلق بالخطط الدفاعية السورية في مرتفعات الجولان، وهو ما كان له تأثير بالغ على نتائج حرب 1967.
كما سرب كوهين معلومات حساسة حول تحركات الأسلحة السوفيتية في سوريا، مما ساعد في تهيئة التفوق الإسرائيلي في الحرب.
السقوط والإعدام
رغم النجاح الباهر الذي حققه كوهين في مهمته، إلا أن خيوط اللعبة بدأت تتشابك عندما تم اكتشاف أمره، وذلك بعد اكتشاف المخابرات السورية تداخل إشارات لاسلكية مشبوهة قرب السفارة الهندية في دمشق، ما أدى إلى تتبع تحركات كوهين.
في 18 مايو 1965، تم إعدام كوهين علنًا في ساحة المرجة بدمشق، حيث بقيت صورة جثته المعلقة على مرأى من الجميع، لتوجه بها دمشق ضربة للموساد الذي فقد أحد أبرز عملائه.
فيديو قد يعجبك: