واشنطن تلغي المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات عن اعتقال أحمد الشرع
بي بي سي
التقى القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، بوفد دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى في دمشق الجمعة.
ويعد هذا أول اتصال رسمي مباشر بين الولايات المتحدة وقادة سوريا الجدد، في محاولة من جانب واشنطن لاستكشاف خطط الحكومة السورية الجديدة.
ووصف مصدر من السلطة السورية الجديدة اللقاء بأنه "إيجابي".
وقال المصدر، دون الكشف عن هويته، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس بشأن اللقاء: "نعم صحيح، جرى اللقاء وكان إيجابيا، وستصدر عنه نتائج إيجابية إن شاء الله".
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، التي ترأست الوفد الأمريكي، إنها أبلغت أحمد الشرع أن واشنطن ألغت المكافأة المالية المخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله، بينما رحبت بـ "الرسائل الايجابية" التي أعرب عنها خلال المحادثات معه وتضمنت تعهدا بمحاربة الإرهاب.
وقالت باربرا ليف للصحفيين بعد لقاء الشرع في دمشق: "بناء على محادثاتنا، أبلغته أننا لن نتابع تطبيق عرض برنامج مكافآت من أجل العدالة الذي كان ساريا منذ سنوات عدة".
وأضافت ليف التي شاركت في أول زيارة رسمية لوفد أمريكي إلى دمشق منذ سنوات: "رحبنا بالرسائل الإيجابية (للشرع)... نريد إحراز تقدم بالاستناد على هذه المبادئ، أفعال وليس فقط أقوال".
وأشارت ليف إلى أنها أكدت للشرع أيضا أهمية "التشاور الواسع خلال هذه الفترة الانتقالية".
وأكدت: "نحن ندعم بالكامل عملية سياسية بقيادة سورية... تؤدي إلى حكومة جامعة وتمثيلية تحترم حقوق جميع السوريين، بمن في ذلك المرأة والمجتمعات السورية المتنوعة عرقيا ودينيا".
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قد قال، في وقت سابق من الجمعة، إن المسؤولين الأمريكيين من إدارة الرئيس جو بايدن سيناقشون مع ممثلي هيئة تحرير الشام مجموعة من المبادئ، مثل الشمول واحترام حقوق الأقليات، التي تريد واشنطن تضمينها في عملية الانتقال السياسي في سوريا.
تضمن الوفد الأمريكي إلى دمشق مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط، باربرا ليف، والمبعوث الرئاسي لشؤون الرهائن روجر كارستينز، والمستشار الأول دانيال روبنشتاين، المكلف بقيادة نشاط الوزارة في سوريا.
وسعى الوفد إلى الحصول على معلومات عن الصحفي الأمريكي، أوستن تايس، الذي أُسر أثناء رحلة صحفية إلى سوريا في أغسطس عام 2012، ومواطنين أمريكيين آخرين فُقِدوا في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "سيتواصلون بشكل مباشر مع الشعب السوري، بمن في ذلك أعضاء المجتمع المدني وناشطون وأعضاء المجتمعات المختلفة وأصوات سورية الأخرى، حول رؤيتهم لمستقبل بلادهم وكيف يمكن للولايات المتحدة أن تساعد في دعمهم".
وأضاف: "كما يخططون للقاء ممثلي هيئة تحرير الشام لمناقشة مبادئ الانتقال، التي أقرتها الولايات المتحدة والشركاء الإقليميون في اجتماع العقبة بالأردن".
واشنطن "ستبقى منخرطة" في العملية الانتقالية في سوريا
وتعدّ هذه أول زيارة لمسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية إلى سوريا منذ سنوات عديدة.
وتأتي الزيارة ضمن جهود استئناف المشاركة الدبلوماسية الأمريكية مع الحكومة الانتقالية في سوريا بعد سقوط حكم الأسد.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد قال إن بلاده ستبقى منخرطة في العملية الانتقالية بسوريا.
وأشار بلينكن في مقابلة مع بلومبيرغ، إلى أن واشنطن "تنظر في جميع السلطات التي لديها بشأن العقوبات المفروضة على سوريا".
وأضاف: "نريد أن نوضح لهيئة تحرير الشام أن الاعتراف يقابله توقعات معينة".
ويوم السبت الماضي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده أقامت "اتصالاً مباشراً" مع هيئة تحرير الشام التي تقود تحالف المعارضة الذي أسقط الرئيس بشار الأسد وتولى السلطة في سوريا.
وأغلقت الولايات المتحدة سفارتها في سوريا عام 2012، وسحبت جميع موظفيها الدبلوماسيين، على خلفية الأحداث التي شهدتها البلاد آنذاك.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، "أن الوقت ما زال مبكراً للحكم على إمكانية وفاء القيادة الجديدة بوعودها في حفظ سيادة سوريا".
وبينت فون دير لاين أنه من المهم تلبية احتياجات السوريين، مشيرة إلى أن المفوضية الأوروبية "أنشأت قنوات دبلوماسية للتعامل مع النظام الجديد".
وأضافت فون دير لاين: "نحتاج إلى أفعال حقيقية من القيادة الجديدة في دمشق من خلال مبدأ خطوة مقابل خطوة".
يأتي هذا في وقت دعا فيه المجلس الأوروبي إلى احترام استقلال سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها داخل حدود آمنة بشكل كامل وفقاً للقانون الدولي.
وشدد المجلس على أنه يجب ضمان احترام حقوق الإنسان بما في ذلك حقوق المرأة والحكم غير الطائفي وحماية الأقليات، بالإضافة إلى "تهيئة الظروف للانتقال السياسي الشامل والسلمي".
وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس الخميس، أن هناك 2000 جندي أمريكي في سوريا، وهو رقم أعلى من الرقم المعلن سابقاً وهو 900 جندي.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، باتريك رايدر، "كما تعلمون، دائماً كنا نقول إن هناك نحو 900 جندي أمريكي موجودين في سوريا، علمت اليوم أن هناك عملياً حوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا".
العراق "بذل جهودا لإيجاد مخرج سياسي" للأزمة السورية
وفي سياق متصل، كشف رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن محاولات مع الرئيس المخلوع بشار الأسد لإيجاد مخرج سياسي للأزمة في سوريا.
وقال السوداني في مقابلة مع تلفزيون العراقية الرسمي، "كررت المحاولة مع الأسد 3 مرات لعقد اجتماع ببغداد على مستوى وزراء الخارجية والجانب التركي كان موافقاً، وتركيا اشترطت عودة النازحين واللاجئين على أراضيها من السوريين ومواجهة الإرهاب".
وأضاف: "الجانب السوري قال لنا بإنه يشترك مع شروط تركيا حول عودة النازحين ولكن يجب مواجهة الإرهاب بشكل عام، سواء على حزب العمال الكردستاني أو الفصائل المسلحة الأخرى وكانت هذه نقطة الخلاف".
ومضى السوداني بالقول: "تعذر جلوس تركيا وسوريا على طاولة واحدة بعد 3 محاولات"، مبيناً أن "العراق بذل جهداً يعد الأهم من أجل تقريب وجهات النظر بين تركيا وسوريا".
وأوضح السوداني: "نريد أن يترك القرار للشعب السوري بأن يحدد خياراته"، مؤكداً أن "موقف العراق كان واضحاً بعدم التدخل بالشأن السوري".
وأعرب السوداني عن قلقه من تطور الأوضاع في سوريا، مشيراً إلى "وجود تنظيمات مسلحة وعناصر من داعش الإرهابية".
وأوضح وزير الخارجية العراقي قائلاً: "نرصد تحركات لداعش وبدأنا بعمليات مشتركة مع الأردن والتحالف الدولي".
وأكد أن العراق "مستعد لدعم عملية سياسية شاملة في سوريا دون التدخل".
فيديو قد يعجبك: