هدفه إنهاء نظام الأسد.. تفاصيل مقابلة الجولاني مع شبكة سي إن إن
مصراوي
قال قائد هيئة "تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، إن "هدف التحالف المسلح في سوريا، الذي سيطر على مدن كبرى هذا الأسبوع، يتمثل في الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد".
وأكد الجولاني خلال حديثه مع مع شبكة "سي إن إن"، أمس الخميس، أن طموحات هيئة تحرير الشام، وضع خطط لإنشاء حكومة قائمة على المؤسسات و"مجلس يختاره الشعب".
وأضاف الجولاني، "عندما نتحدث عن الأهداف فإن هدف الهجوم المسلح يبقى إسقاط هذا النظام، ومن حقنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيقه"، مشيرًا إلى أن إيران حاولت مساعدة الأسد وكسب الوقت له، كما حاولت روسيا كذلك، لكن الحقيقة تبقى: هذا النظام مات، على حد وصفه.
ومنذ بدء الفصائل المسلحة عملية "ردع العدوان"، في شمال غرب البلاد قبل أكثر من أسبوع، كان تقدمهم سريعًا بشكل مذهل، إذ سيطروا على حلب، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد، ليليها مدينة حماة.
وتستمر الولايات المتحدة وتركيا والأمم المتحدة وعدة دول غربية أخرى في تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية أجنبية، على الرغم من محاولات المجموعة إبعاد نفسها عن جذورها، إذ كانت جزءًا من تنظيم القاعدة.
وكانت مقابلة الجولاني مع شبكة "سي إن إن" بمثابة تحول جذري عن الخطاب المتشدد الذي استخدمه خلال أول مقابلة تلفزيونية له على الإطلاق في عام 2013، عندما أجرت معه قناة "الجزيرة" مقابلة وهو في الظل، في ذلك الوقت، وحينها ركزت تصريحاته على تعزيز فرع القاعدة في سوريا.
وخلال مقابلته مع الشبكة الأمريكية، عرض الجولاني رؤية مختلفة لسوريا، وفي إشارة إلى محاولته تغيير اسمه، استخدم أيضًا علنًا اسمه الحقيقي لأول مرة - أحمد الشرع - بدلًا من الاسم الحربي الذي يُعرف به على نطاق واسع.
ومع توسع الأراضي والسكان الخاضعين لسيطرة الجماعة المسلحة نتيجة للتقدم العسكري الذي تحرزه، أصر الجولاني على أن "المدنيين لا يخشون إدارة المناطق التي يسيطر عليها الجماعة في سوريا"، مضيفًا "أن الأشخاص الذين يخشون الحكم الإسلامي إما أنهم شاهدوا تطبيقًا خاطئًا له أو لا يفهمونه بشكل صحيح".
وأوضح أنه إذا نجحت الفصائل المسلحة في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، فسوف ينتقل النظام إلى "دولة حكم ومؤسسات".
وعند سؤال الجولاني حول المخاوف بشأن سلامة الأقليات، قال "كانت هناك بعض الانتهاكات ضدهم من قِبل بعض الأفراد خلال فترات الفوضى، لكننا عالجنا هذه القضايا، فلا يحق لأحد أن يمحو طائفة أخرى، فهذه الطوائف تعايشت في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد أن يقضي عليها".
وعلى الرغم من ذلك فإن جماعات حقوق الإنسان والمراقبون المحليون تخوفوا من معاملة "هيئة تحرير الشام" الأخيرة للمعارضين السياسيين في إدلب، إذ تشن الجماعة حملات قمع قاسية على الاحتجاجات وعذبت المعارضين وأساءت معاملتهم، على حد تعبيرهم.
وقال الجولاني لشبكة "سي إن إن"، إن "حوادث الإساءة في السجون لم تتم بأوامرنا أو توجيهاتنا وأن الهيئة حملت المتورطين المسؤولية".
كما رفض الجولاني تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية، واصفًا هذا التصنيف بأنه "سياسي في المقام الأول، وفي الوقت نفسه غير دقيق"، مجادلًا بأن بعض الممارسات الإسلامية المتطرفة "خلقت انقسامًا" بين هيئة تحرير الشام والجماعات الجهادية، وزعم أنه يعارض بعض التكتيكات الأكثر وحشية التي تستخدمها الجماعات الجهادية الأخرى والتي أدت إلى قطع علاقاته بها، كما زعم أنه لم يشارك شخصيًا في هجمات على المدنيين.
وأعرب الجولاني عن رغبته في رؤية "القوات الأجنبية تغادر سوريا"، فهناك حاليًا قوات من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيران، بالإضافة إلى وكلاء إيرانيين في البلاد، قائلًا أعتقد أنه بمجرد سقوط هذا النظام، ستُحل القضية ولن تكون هناك حاجة بعد الآن لبقاء أي قوات أجنبية في سوريا.
وأضاف أن "سوريا تستحق نظام حكم مؤسسي، وليس نظامًا يتخذ فيه حاكم واحد قرارات تعسفية". لقد ظلت عائلة الأسد في السلطة لمدة 53 عامًا، منذ عام 1971.
وتابع الجولاني: "نحن نتحدث عن مشروع أكبر، نتحدث عن بناء سوريا، وهيئة تحرير الشام ليست سوى جزء من هذا الحوار وقد تنحل في أي وقت، وهي ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة: مواجهة هذا النظام".
فيديو قد يعجبك: