لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد سقوط الأسد.. ما ملامح المرحلة الانتقالية في سوريا؟

02:53 م الإثنين 09 ديسمبر 2024

بشار الاسد

القاهرة- مصراوي:

بعد نحو 13 عامًا من الصراع المسلح الذي شهدته سوريا، وسقوط نظام الرئيس الهارب بشار الأسد، تزامنًا مع إعلان الفصائل المسلحة السيطرة على العاصمة دمشق وأكبر المدن في البلاد لا سيما حلب وحماة وحمص، تدخل سوريا مرحلة انتقالية غامضة مليئة بالمخاطر.

وأعلن التلفزيون السوري سقوط نظام الأسد، إذ بث شاشة حمراء مكتوبًا عليها: انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد، وذلك عقب اشتباكات دامت 12 يومًا بين الفصائل السورية المسلحة والجيش السوري، لكن ماذا بعد.

وقال الائتلاف الوطني السوري عبر صفحته الرسمية على موقع إكس "تويتر سابقًا" الأحد، إن لديه خطط لتشكيل هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة، بالتعاون مع جميع القوى الوطنية دون أي استبعاد.

وأضاف، "نعمل على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة بمشاركة جميع القوى الوطنية، للوصول إلى سوريا حرة وديمقراطية وتعددية"، معربًا عن تطلعه إلى بناء شراكات استراتيجية مع دول المنطقة والعالم، بهدف إعادة بناء سوريا كدولة تسع جميع أبنائها بمختلف مكوناتهم العرقية والدينية والمذهبية.

ومن جانبه شدد مدير مركز صقر للدراسات الاستراتيجية مهند عزاوي، على أهمية رسم خريطة طريق تتضمن تنسيقًا عربيًا ودوليًا لدعم سوريا، موضحًا أن القرار العربي أصبح أكثر استعدادًا لدعم استقرار سوريا، شرط التوافق على مشروع سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري".

وعلى الرغم من ذلك أشار إلى تحديات كبيرة تتعلق بقدرة الفصائل المسلحة السورية، على التوحد وتقديم قيادة موحدة للمفاوضات مع المجتمع الدولي.

وفي ذات السياق رأى العسكري السوري المتقاعد، أسعد الزعبي، أن المرحلة المقبلة يجب أن تركز على ضبط السلاح داخل سوريا، لافتًا إلى أن الالتزام الوطني بين الفصائل المسلحة يعكس وعيًا عميقًا بمصلحة الوطن، وهو ما يجب البناء عليه لتجنب صراعات داخلية في المستقبل".

ويرى المراقبون، أن الدور العربي في المرحلة الانتقالية لسوريا سيكون أساسيًا في سد الفراغ الذي تركته إيران وحزب الله في سوريا، إذ أن الولايات المتحدة والدول العربية بحاجة إلى رؤية مشتركة لإعادة الإعمار ودعم البلاد اقتصاديًا وسياسيًا.

في المقابل، لفتت المتحدثة السابقة باسم قوى الثورة والمعارضة السورية فرح الأتاسي، إلى ضرورة رفع العقوبات عن سوريا، مؤكدة أن ذلك سيكون خطوة حاسمة لدعم الشعب السوري وتحقيق الاستقرار، نظرًا لأن المرحلة الانتقالية المقبلة تتطلب "توحيد الجهود لإعادة بناء سوريا بمشروع وطني شامل".

وكان رئيس الوزراء السوري، محمد غازي الجلالي، قد أكد أن الوضع في دمشق من الناحية الأمنية شهد تحسنا ملحوظا، موضحًا أن حكومته تسعى لجعل المرحلة الانتقالية سلسة وسريعة لتخفيف الأعباء عن الشعب السوري الذي عانى خلال السنوات الماضية.

ولفت الجلالي، خلال مقابلة هاتفية مع سكاي نيوز عربية، إن "الأمور كانت قد وصلت إلى طريق مسدود، وهناك تنسيق جارٍ للقاء مع قيادات المعارضة السورية وقيادات العمليات العسكرية، دون استثناء أحد، بما في ذلك لقاء أبو محمد الجولاني إن لزم الأمر".

وأكد الجلالي أن "معظم الوزراء موجودون في دمشق ويمارسون أعمالهم من مكاتبهم بشكل طبيعي"، مشيرا إلى أن هناك استعدادا لتقديم الدعم اللازم لنقل الملفات بشكل منظم، إضافة إلى أن السياسة الخارجية سترسمها الجهة التي تتولى السلطة، وليس لدي إجابة عن مصير الجيش السوري، فالأمر متروك لمن سيستلم القيادة".

وبشأن الفترة التي سبقت المرحلة الانتقالية، أكد الجلالي أن الرئيس الهارب بشار الأسد كان ينفرد بالقرارات دون نقاش مع الحكومة، مشيرًا إلى أنه "منذ تسلمه منصب رئيس الوزراء في سبتمبر الماضي، حاول مرارًا لفت نظر الأسد إلى خطورة الوضع".

وأضاف: "أبلغته في آخر تواصل بيننا أن الوضع لم يعد يحتمل، لكنه أجاب (بكره بنشوف) أي بأن الأمور ستناقش فيما بعد، وهو ما لم يحدث"، موضحًا أن الأسد الأسد كان لديه مخطط مسبق، وعندما وصلت الأمور إلى هذه المرحلة، قرر المغادرة وترك البلاد في حالة من الفوضى، دون أن يصدر أي بيان أو توجيهات لحكومته".

وأكد على أن الهدف الرئيسي في المرحلة الحالية هو تعزيز الأمن والاستقرار، وإعادة ترتيب الأوضاع بما يضمن للشعب السوري حياة أكثر استقرارًا بعد سنوات طويلة من المعاناة.

وكانت الفصائل السورية المسلحة شنت، في 27 نوفمبر، هجومًا واسع النطاق على مواقع القوات الحكومية في محافظتي حلب وإدلب.

وبحلول مساء يوم 7 ديسمبر، استولت الفصائل على حلب وحماة ودرعا وحمص، وفي صباح أمس الأحد دخلوا دمشق، وغادرت وحدات الجيش السوري العاصمة.

من جانبه أعرب رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي استعداده لنقل السلطة في البلاد سلميا، بعد إعلان سقوط حكم نظام بشار الأسد وهروبه خارج البلاد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان