لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"التاريخ يُكرر نفسه".. فورين أفيرز: الحرب العالمية قادمة

03:40 م الخميس 01 فبراير 2024

حرب روسيا واكرانيا ارشيفية

كتب- محمد صفوت:

سلط تقرير في "فورين أفيرز" الضوء على التشابهات بين الصراعات الإقليمية القائمة حاليًا والصراعات التي أدت إلى الحرب العالمية الثانية.

يركز التقرير على الحرب الأكثر دموية التي تشهدها القارة الأوروبية بعد انتهاء الحرب الباردة في تسعينيات القرن الماضي (أوكرانيا وروسيا) والحرب في غزة التي تغذي العنف في الشرق الأوسط، والقارة الآسيوية التي يراها أكثر استقرارًا لكن يتصاعد بها خطر الصراع في تايوان.

توضح "فورين أفيرز" أن الحرب العالمية بدأت بثلاث صراعات غير مترابطة للسيطرة على مناطق رئيسية من أوروبا إلى آسيا والمحيط الهادي. ( أزمة اليابان والصين ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وسعي إيطاليا لإقامة إمبراطورية في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، ومحاولات ألمانيا بسط هيمنتها في أوروبا وخارجها).

ساهمت تلك الصراعات في ما وصفه الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في عام 1937 بأنه "وباء الفوضى العالمية المنتشر".

ويرى التقرير أن فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية تكشف عن الجوانب المظلمة للترابط الاستراتيجي في عالم مزقته الحرب، ويوضح أوجه التشابه غير المريحة مع الوضع القائم حاليًا.

وترى "فورين أفيرز" أن العالم المعرض للخطر بالفعل يمكن أن يتحول إلى عالم في حالة حرب، وتبدو الولايات المتحدة ليست مستعدة على الإطلاق لمواجهة هذا التحدي.

عوامل اندماج الأزمات الإقليمية قبل الحرب العالمية الثانية

في تحليل "فورين أفيرز" حددت العوامل التي دفعت إلى اندماج الأزمات الإقليمية المختلفة قبل الحرب العالمية الثانية في 3 نقاط

القوى الفاشية وقتها كان لديها تشابه أكثر جوهرية في الهدف، حيث يسعى الجميع إلى فرض سيطرته وهيمنته على مناطق واسعة، لتشكيل ما يشبه الإمبراطوريات.

طور العالم شكلاً ضارًا من الاعتماد المتبادل، حيث تؤدي حالة عدم الاستقرار في منطقة إلى تفاقم وضع عدم الاستقرار في منطقة أخرى، حيث تسببت بعض الأزمات في تعطل شرايين الحياة للنقل في بعض المناطق.

برامج العدوان المتطرف أدت إلى استقطاب العالم وتقسيمه إلى معسكرات متنافسة

أوجه التشابه بين الماضي والحاضر

تقارن "فورين أفيرز" بين تحديات الماضي والحاضر، ويصف التشابه بين حقبة ما قبل الحرب العالمية الثانية والحاضر بـ "المذهلة".

يرى التقرير أن النظام العالمي يواجه 3 تحديات إقليمية حادة، وحددها في الصراع الصيني الأمريكي ومحاولات بكين لطرد واشنطن من منطقة غرب المحيط الهادئ.

والحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا التي يراها جهود طويلة الأمد لاستعادة التفوق الروسي في أوروبا الشرقية.

وفي الشرق الأوسط، تخوض إيران وأذرعها العسكرية، صراعًا بهدف الهيمنة الإقليمية ضد إسرائيل ودول الخليج والولايات المتحدة.

وتؤكد "فورين أفيرز" أن أوجه التشابه هنا كالماضي، حيث أن القواسم المشتركة الأساسية التي تربط ما وصفها بـ"الدول الرجعية" هي الحكم الاستبدادي والمظالم الجيوسياسية، والرغبة في كسر النظام الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يحرمهم من العظمة التي يرغبون فيها.

مناطق ساخنة في العالم

يرى التقرير أن التحديات المشتعلة بالفعل هي حربي أوكرانيا وغزة، حيث تخوض روسيا الأولى بشكل مباشر، فيما تدعم إيران الثانية وتخوض حربًا بالوكالة عبر أذرعها بالمنطقة، في نفس الوقت تسعى جاهدة للحصول على السلاح النووي.

غرب المحيط الهادئ والبر الرئيسي لآسيا، لا تزال الصين تعتمد في الغالب على الإكراه دون الحرب، ولكن مع تغير التوازن العسكري في مناطق حساسة مثل مضيق تايوان أو بحر الصين الجنوبي، سيكون لدى بكين خيارات أخرى وربما شهية أكبر للعدوان.

تعارض المصالح

يشير التقرير إلى أنه كما كان الحال في ثلاثينيات القرن الماضي، فإن القوى الساعية للهيمنة (روسيا الصين إيران) لا تتفق دائمًا في وجهات النظر.

ويوضح أن روسيا والصين تسعيان إلى التفوق في آسيا الوسطى، وتندفعان نحو الشرق الأوسط فيما يتعارض مع مصلحة إيران.

ويرجح أنه في حال نجحوا في طرد عدوهم المشترك (الولايات المتحدة) فقد ينتهي بهم الأمر إلى القتال فيما بينهم على الغنائم، تمامًا كما كانت قوى المحور، لو هزمت منافسيها بطريقة أو بأخرى، لانقلبت على بعضها البعض.

ومع ذلك، في الوقت الحالي، تزدهر العلاقات بين القوى الرجعية، وأصبحت الصراعات الإقليمية في أوراسيا أكثر ترابطًا.

الصراع في آسيا

لا يزال شرق آسيا يتمتع بسلام هش، وسط تحذيرات من مسؤولين أمريكيين من أن الصين ربما تصبح أكثر عدوانية مع تفوق قدراتها، مرجحين أن يحدث هذا في النصف الثاني من العقد الحالي.

ويعدد التقرير، الكوارث المحتملة لاندلاع صراع في تايوان، حيث سيؤدي إلى اندلاع حرب بين الصين والولايات المتحدة مما قد يضع أقوى جيشين في العالم ــ وترسانتهما النوويتين ــ ضد بعضهما البعض.

ويؤكد أن مثل هذا التصعيد سيدمر التجارة العالمية على نحو يجعل تداعيات الحربين في غزة وأوكرانيا تبدو تافهة.

وسيزيد الصراع من الاستقطاب السياسي العالمي حيث تسعى الولايات المتحدة إلى حشد العالم الديمقراطي ضد العدوان الصيني، مما يدفع بكين إلى احتضان أكثر إحكامًا مع روسيا والقوى الاستبدادية الأخرى.

ويؤكد أن اقتران الصراع في شرق آسيا بالصراعات الجارية سيخلق وضعًا لا يشبه أي حدث منذ أربعينيات القرن الماضي، حيث ستشتعل النيران في كل مكان، ولن تتحول إلى حرب عالمية واحدة لكنه سيؤدي إلى عالم مبتلى بالحروب.

سيناريو الكابوس

يشير التقرير إلى أن هناك أسباب ربما تؤدي إلى عدم حدوث هذا السيناريو، حيث يمكن أن تهدأ الحرب في أوكرانيا وغزة، ويظل شرق آسيا ينعم بالسلام، لكن التفكير في السيناريو الكابوس لا يزال جديرًا بالاهتمام، نظرًا لأن العالم قد يكون بعيدًا عن الصراع الأوراسي المنتشر، كما أن الولايات المتحدة غير مستعدة لهذا السيناريو.

وتوضح "فورين أفيرز" أن سعي واشنطن لدعم إسرائيل وأوكرانيا يستنزف قدراتها ومواردها العسكرية، كما أن مواجهة الحوثيين في البحر الأحمر تستنزف موارد البحرية الأمريكية.

ويشير إلى أن هذا يستهلك الأصول الأمريكية التي ستكون ذات قيمة كبيرة في الصراع الأمريكي الصيني، ويراها أعراض لمشكلة أكبر " تقلص قدرة وقدرات الجيش الأمريكي مقارنة بالتحديات العديدة والمترابطة التي يواجهها".

تحديات تواجه أمريكا

يوضح التقرير أن البنتاجون، تحول تدريجيًا منذ بداية القرن الـ 21، إلى استراتيجية الحرب الواحدة بدلاً من استراتيجية هزيمة خصمين في آن واحد.

ويقول، إن هذه الاستراتيجية تركت البنتاجون غير مجهز للتعامل مع عالم متعدد القوى وتهديديات إقليمية مختلفة في وقت واحد، ويرجح أن هذا شجع خصوم واشنطن ليكونوا أكثر عدوانية.

ويؤكد أن القاعدة الصناعية الدفاعية التي انتصرت في الحرب العالمية الثانية ثم الحرب الباردة لم تعد موجودة، بسبب نقص الاستثمار المستمر والانحدار الأوسع للتصنيع في الولايات المتحدة.

ستواجه الولايات المتحدة صعوبة كبيرة في التعبئة لحرب متعددة المسرح، أو حتى التعبئة لصراع طويل الأمد في منطقة واحدة مع الحفاظ على حلفائها في مناطق أخرى.

ويختتم التقرير بالقول: "التنافس المتزايد والتوازن العسكري المتغير يشكلان مزيجًا خطيرًا، وغالبًا ما تبدو الكوارث الكبرى غير متوقعة إلى أن تحدث، وحان الوقت لندرك إلى أي حد أصبح الصراع العالمي قابلاً للتفكير بشكل جدي.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان