رؤية دحلان لـ"اليوم التالي".. زعيم جديد وقوة عربية لحماية الأمن في "دولة فلسطينية"
كتب- محمد صفوت:
قدم القيادي الفلسطيني محمد دحلان، رؤيته للدولة الفلسطينية بعد انتهاء الحرب المندلعة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وكشف عما تفكر فيه الدول العربية للتعامل مع قطاع غزة بعد الحرب.
وكشف دحلان في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، رؤية عامة حول خطط ما بعد الحرب (اليوم التالي) التي تناقشها دولاً عربيةً.
في الحوار، حدد القيادي الفلسطيني، الخطوط العريضة لخطة تقوم بموجبها إسرائيل وحماس بتسليم السلطة إلى زعيم فلسطيني جديد ومستقل يمكنه إعادة بناء غزة تحت حماية قوة حفظ سلام عربية.
والخطط التي كشف عنها دحلان، أكد أنها تحظى بدعم عدة دول عربية وصفها بـ"المنفتحة على دعم العمليات التي تشكل جزءا من الجهود التي تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية".
واستضافت السعودية الأسبوع الماضي، اجتماعًا لوزراء خارجية بينهم وزير الخارجية سامح شكري، والقطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والأردني أيمن الصفدي والإماراتي عبدالله بن زايد، وأمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
وناقش الوزراء مستقبل غزة والحاجة إلى وقف إطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقا للقانون الإنساني الدولي، ورفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
يواصل دحلان حديثه بالقول، إن الخطة تعتمد على تولي زعيم فلسطيني جديدة مسؤولية غزة وأجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، مؤكدًا أن ذلك الزعيم سيحل محل الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس "أبو مازن" البالغ من العمر 88 عامًا، والذي يحتفظ بدورًا شرفيًا وفق للخطة.
وفي الخطة يلمح دحلان، إلى إمكانية أن تدعو الإدارة الفلسطينية الجديدة، الدول العربية الصديقة مثل الإمارات، إلى إرسال قوات للمساعدة في حفظ النظام في قطاع غزة.
وادعى أن السعودية ستكون مستعدة لتمويل إعادة إعمار القطاع، في حال وافقت إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية.
وفي يناير الماضي، نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن مسؤولين إقليميين قولهم، إن دولاً عربيةً تطالب "بالتزام لا لبس فيه" من جانب إسرائيل وبـ"مسار مضمون" لإقامة الدولة الفلسطينية مقابل ضمان إعادة إعمار غزة.
كشف استطلاع حديث للرأي في إسرائيل، أجراه معهد مدغام نيابة عن مبادرة جنيف الحمائمية، أن أغلبية الإسرائيليين يدعمون خطة أمريكية لإنهاء الحرب في غزة، تتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى المتبقين لدى حركة حماس وموافقة حكومة الاحتلال الإسرائيلية على إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح.
وأكد دحلان، أنه في حال كان هناك حل الدولتين، فإن الدول العربية الرئيسية حريصة جدًا على تسوية هذا الصراع، مضيفًا: "ليست الحرب، بل الصراع بأكمله".
وعن إقناع إسرائيل بضرورة إقامة دولة فلسطينية لحل الصراع، قال دحلان: "ليست وظيفتي إقناع الإسرائيليين، دعوهم يذهبون إلى الجحيم".
وواصل حديثه بالقول، إنه يعمل حاليًا على إقناع حماس بالتنازل عن السلطة لقيادة فلسطينية بديلة لأبو مازن، مؤكدًا إمكانية إقناعها بالتخلي عن السيطرة كجزء من حزمة أوسع تؤدي إلى إنشاء دولة فلسطينية.
نقلت قناة "سكاي نيوز" عربية، أمس الثلاثاء، عن مصدر فلسطيني قوله، إن الدوحة نقلت للرئيس الفلسطيني قبول حماس المبدئي على تشكيل حكومة تكنوقراط، مهمتها إعادة إعمار غزة وإعادة الأمن إليها بعد الحرب.
وأكد المصدر وفقًا لـ "سكاي نيوز" أن حماس لا تشترط أي أسماء بعينها لرئاسة الحكومة.
على الجانب الآخر، واصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفضه لإقامة دولة فلسطينية، واعتبر أن إنشاءها يتعارض مع أمن إسرائيل.
وبرزت خلافات حادة بين الإدارة الأمريكية ونتنياهو خلال الفترة الماضية، بسبب معارضة نتنياهو لخطة لإنهاء الحرب تنتهي بإقامة دولة فلسطينية، وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي تصريحاته الرافضة لإنشاء دولة للفلسطينيين مرارًا وتكرارًا.
هذا ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ 132، ما أدى إلى كارثة إنسانية كبرى في القطاع وتدمير أغلبه بينما يواصل الاحتلال شن غاراته وتوغله البري، وتسبب في استشهاد 28576 فلسطينيًا وإصابة 68291، فضلاً عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
فيديو قد يعجبك: