كيف تهدد غزة مستقبل بايدن في الانتخابات الرئاسية؟

كتبت- سلمى سمير:

مع فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيجان بفارق مطمئن للمرشح الديمقراطي لكن بعض المقلقات تطفو على ساحة المعترك السياسي مع إلقاء حرب غزة بظلالها على الانتخابات المرتقبة، بظهور حملة احتجاجية تهدف لاستخدام ورقة الناخبين من أجل إرجاء بايدن عن آرائه بخصوص الحرب الدائرة.

ظهر التصويت الاحتجاجي لحملة تُدعى "استمعوا إلى ميشيجان" كأسلوب تهديد لبايدن، بنجاح الحملة في جمع أكثر من 58 ألف صوت من الناخبين الديموقراطيين الذين صوتوا بـ "غير ملتزم" اعتراضًا على طريقة تعاطي الرئيس الأمريكي مع الحرب منذ بدايتها.

وحسب شركة "إديسون" للأبحاث، فإن نتائج الانتخابات فاقت توقعات منظمو الحملة بشكل إيجابي، مع استهدافها في البداية الحصول على عدد 10 آلاف صوت، لتكتب النتائج بذلك اجتذاب الحملة لعدد كبير من الأصوات المعارضة لسياسات الرئيس صاحب الـ81 عامًا.

ردود الفعل

جاءت نتائج الانتخابات في الولاية صاحبة النسبة الكبيرة من أصحاب الأصول العربية، بفوز بايدن بنسبة 81% من الأصوات المؤيدة بينما وصلت أصوات ناخبين الحملة المصوتين "بغير ملتزم" نحو 13%، وهو ما لم يذكره بايدن من قريب أو بعيد خلال بيانه المُلقى عقب فوزه، حين توجه بالشكر لجميع سكان ولاية ميشيجان على ممارسة حقهم في التصويت والمشاركة في الديمقراطية الأمريكية، دون أي إلماح للحملة.

بينما وردت ردود فعل بايدن بهذا النحو، لكنه لم يتجاهل الحملة على الإطلاق والتي يعيرها انتباهًا كبيرًا حسب مسؤول كبير في حملة بايدن تحدث إلى وكالة "رويترز" للأنباء، بقوله إن الرئيس الأمريكي يأخذ مطالب المحتجين بعين الاعتبار، لافتًا إلى أن بايدن يؤمن بأن "قضيتهم مهمة".

خيم التخويف من عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الرئاسة في حديث بعض الديمقراطيين عن الحملة، بقول حاكمة ميشيجان جريتشن ويتمر، إن فقدان بايدن لدعم الديمقراطيين يعني تسليم البلاد إلى ترامب، مذكرة العرب والمسلمين في الولاية بحظر السفر الذي فرضه ترامب على المسلمين حين كان رئيسًا، لتشدد عودة ترامب "كارثة"، وذلك حسب تصريحات ويتمر لبرنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

في المقابل رفع منظمو الحملة شعار الانتصار عقب صدور النتائج، معلنين تطلعهم للمرحلة المقبلة من الانتخابات، وهو ما تحدث عنه نائب ولاية ميشيجان أبراهام عياش والمناصر القوي للحركة، حين ألمح إلى إمكانية تحقيق الحملة المزيد من النتائج الإيجابية مستقبلًا، حسبما صرح لوكالة "إن بي أر" الأمريكية .

ومع الفرحة العارمة لإحراز حركة "استمعوا إلى ميشيجان" لتلك النتائج لكنها لم تفصح عن رغبة خسارة بايدن في الانتخابات، بحديث مستشار الحركة الديمقراطي البارز وليد شهيد، عن هدف الحركة بقوله إن تصويت الناخبين بـ "غير ملتزم" يعني عدم التزامهم بانتخاب بايدن لحين توقفه عن تمويل إسرائيل في حرب غزة.

ورغم عدم وجود معارضة جدية لترشح بايدن لولاية ثانية، إلا أن ما حدث يعد ناقوس خطر يُدق إلى الرئيس الأمريكي مع استطاعة الكتلة المعارضة الحالية أن ترجح كفة فوز بايدن كما نجحت سابقًا في أن تكون فارقًا جعل بايدن يتخطى خصمه دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.