إنذار "غير ملتزم".. غزة تهزم بايدن في ميشيجان وتصعب انتخابات 2024
كتب- محمد صفوت:
في ميشيجان إحدى الولاية المتأرجحة، التي تضم أكبر تجمع للأمريكيين العرب في الولايات المتحدة، حقق الرئيس الأمريكي جو بايدن فوزًا سهلاً في الانتخابات التمهيدية بالولاية، لكن الفوز شابه نغصة إذ صوت أكثر من 100 ألف شخص بـ "غير ملتزم" ليفقد بايدن نحو 13.5% من الأصوات.
"غير ملتزم" يعني أن الناخب ملتزم بالتصويت للحزب الديمقراطي، لكنه يمتنع عن دعم بايدن، وهو شعار رفعه ديمقراطيون في الولاية المتأرجحة التي تعد نتائجها ضربة لبادين وسياساته، وتعد هذه الأصوات انتصارًا لحركة عدم التصويت لبايدن على خلفية دعمه الكامل لعدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
يشار إلى أنه في الانتخابات التمهيدية التي جرت في 2020، صوت ما يقرب من 20 ألف ديمقراطي بـ"غير ملتزم" ما مثل 1% فقط من إجمالي أصوات الديمقراطيين في الانتخابات التمهيدية في 2020.
الحلمة تهدف لدفع الرئيس الأمريكي للتراجع عن دعمه المتواصل للاحتلال الإسرائيلي وحربه على غزة، الذي يشهد أزمة إنسانية حادة فضلاً عن استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني غالبيتهم من المدنيين.
الدعم الذي منحه بايدن إلى إسرائيل التي تواصل ارتكاب الانتهاكات بحق أهالي غزة، كان سببًا في غضب الناخبين العرب والمسلمين الأمريكيين في ميشيجان خاصة والولايات المتحدة عامة، والذي شكلوا دعامة رئيسية في فوزه بالانتخابات الرئاسية 2020.
قبل الانتخابات التمهيدية التي جرت في ميشجان، خفض رعاة الحملة توقعاتهم قائلين إنهم يأملون في الحصول على ما لا يقل عن 10 آلاف صوت.
تقول وسائل الإعلام الأمريكية، إنه لا يمكن الاستخفاف بهذا النجاح في الانتخابات التمهيدية التي جرت في ميشجان، ومن السهل جدًا على حملة بايدن أن تتجاهل المقبرة من خلال افتراض أن الناخبين الأمريكيين العرب وغيرهم من المسلمين سيقدرون في نوفمبر أن ترامب سيكون أسوأ بالنسبة لهم. قد لا يظهر الكثير.
وكان الإقبال الكبير من الشباب حاسمًا في نجاح الديمقراطيين في الانتخابات الفيدرالية الثلاثة الماضية، للكونجرس في عامي 2018 و 2022 والرئاسة في عام 2020. ولا يمكن لبايدن أن يعتبر ذلك أمرا مفروغا منه في عام 2024.
ميشيجان، تمثل محطة حاسمة في السباق إلى المكتب البيضاوي، حيث تمتلك 16 مقعدًا في المجمع الانتخابي، الذي يختار الرئيس الأمريكي في الانتخابات الرئاسية.
ونقلت موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن رئيس بلدية ديربورن عبد الله حمود، قوله قبل التصويت "بغير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية: "هذه ليست قضية عربية إنها ليست قضية إسلامية هذه قضية أخلاقية".
وقال المتحدث باسم حملة "استمع إلى ميشيجان" عباس علوية، في تصريحات لـ "أكسيوس": "لقد خسر بايدن المجتمع العربي بشكل أساسي بعد الحرب الإسرائيلية في غزة، والتي تُعد الأكثر تدميرُا في التاريخ الحديث".
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تعقليًا على النتائج، إن وجود واحد من كل ثمانية ديمقراطيين يصوتون في انتخابات تمهيدية سهلة نسبيًا لبايدن، ليس بالأمر غير المعتاد على الإطلاق.
وتضيف الصحيفة الأمريكية، أن تصويت ثلاثة من كل أربعة ناخبين ديمقراطيين في المجتمعات العربية الأمريكية لصالح خيار "غير ملتزم" يُعد رقمُا لافتًا للنظر ومؤشرًا قويًا على أن الحرب في غزة تشكل مخاطر سياسية حقيقية على بايدن.
بدورها، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، عن خبير استطلاعات الرأي المستقل ريتشارد تشوبا، قوله، إن إجمالي أصوات "غير ملتزم" يجب أن يتراوح بين 20 و30 نقطة مئوية حتى يبدأ الديمقراطيون بالقلق بشأن تأثيرهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة 2024.
ويرى أن نسبة 20% للتصويت بـ "غير ملتزم" نسبة لافتة لكنها ستحظى باهتمام أكبر إذا ارتفعت إلى 25%، ويوضح أنها في حال وصولها إلى 30% فهي إشارة إلى أن بايدن لديه مشكلات جوهرية جداً في قاعدته الانتخابية.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، أعلن بايدن دعمه الكامل لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وعرقلت بلده قرارات في مجلس الأمن تدعو لوقف فوري لإطلاق النار، فضلاً عن مدها بالأسلحة ومنحها الضوء الأخضر لارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وواجه بايدن وإدارته انتقادات لاذعة من غالبية دول العالم بسبب دعمه المستمر لإسرائيل.
فيديو قد يعجبك: