وفاة رئيس ناميبيا حاجي جينجوب عن عمر ناهز 82 عامًا
جوهانسبرج - (د ب أ)
توفي رئيس ناميبيا حاجي جينجوب في مستشفى بالعاصمة ويندهوك في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، وفقا لما أعلنه نائبه نانجولو مبومبا.
وقال مبومبا، القائم بأعمال الرئيس، في بيان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "لقد فقدت الأمة الناميبية خادما بارزا للشعب، ورمزا للنضال من أجل التحرير، والمهندس الرئيسي لدستورنا ".
وكان جينجوب، البالغ من العمر 82 عاما، يتلقى العلاج في مستشفى ليدي بوهامبا الخاص في عاصمة ناميبيا ويندهوك بعد أن تم مؤخرا الإعلان عن أن فريقه الطبي اكتشف خلايا سرطانية بعد إجراء فحص لنسيج الجسد.
وقال مبومبا إن قرينة الرئيس الراحل مونيكا جينجوب وأبناءه كانوا إلى جواره عندما وافته المنية.
وأضاف مبومبا أن مجلس الوزراء سيجتمع على الفور لاتخاذ الترتيبات اللازمة للدولة وسيتم إصدار المزيد من البيانات في هذا الصدد.
يشار إلى أن الرئاسة في ناميبيا أعلنت في الأول من الشهر الجاري أن جينجوب عاد من الولايات المتحدة حيث تلقى "علاجا جديدا لمدة يومين ضد الخلايا السرطانية".
وكان جينجوب ثالث رئيس للبلاد حيث تولى منصبه منذ عام 2015.
وكان جينجوب أحد الشخصيات السياسية الرائدة في البلاد حيث اضطلع بدور حاسم حتى استقلال ناميبيا في عام 1990.
وولد جينجوب في 3 أغسطس 1941 في بلدة أوتجيوارونجو الريفية فيما كان يعرف آنذاك بجنوب غرب أفريقيا، وتدرب في البداية ليصبح مدرسا.
وفي الستينيات من القرن العشرين، انضم جينجوب إلى حركة التحرير لتحرير بلاده من الإدارة الأجنبية من قبل جارتها جنوب أفريقيا، والتي كانت تديرها في ذلك الوقت حكومة الفصل العنصري.
وأصبح جينجوب عضوا في المنظمة الشعبية لجنوب غرب أفريقيا (سوابو)، التي واصلت لاحقا هدفها المتمثل في الاستقلال بدعم عسكري من الاتحاد السوفييتي وكوبا.
وأصبح جينجوب ممثلا لدى الأمم المتحدة في نيويورك في عام 1964، حيث درس في نفس الوقت العلوم السياسية في جامعات أمريكية شهيرة.
وعندما تأسس معهد الأمم المتحدة لناميبيا في عام 1975، أصبح جينجوب مديرا له، وهو المنصب الذي شغله حتى عودته إلى وطنه الأفريقي في عام 1989.
وبصفته أول رئيس وزراء لناميبيا المستقلة، تحت رئاسة سام نجوما، قام جينجوب بحملة من أجل المصالحة وإعادة إعمار المستعمرة الألمانية السابقة (1884 - 1915) التي يبلغ عدد سكانها 6ر2 مليون نسمة.
وكان جينجوب مفكرا لامعا وخطيبا مفوها دافع عن حقوق المضطهدين.
وجعلت رؤية جينجوب لناميبيا موحدة وقوية اقتصاديا منه رئيسا جديرا بالاحترام، سواء داخل البلاد أو على المستوى الدولي، خاصة خلال فترة ولايته الأولى.
وكان أحد أهم نجاحات جينجوب السياسية هو إنشاء خدمة عامة في ناميبيا.
كما كانت حماية الطبيعة والسياحة البيئية على رأس جدول أعمال جينجوب السياسي.
ومع ذلك، خلال فترة ولايته الثانية في منصبه، والتي فاز فيها بأغلبية الأصوات بفارق ضئيل، فقد جينجوب الدعم الشعبي.
وأدى عدم قدرة جينجوب على وضع حد لسوء الإدارة الحكومية ووقف ارتفاع البطالة إلى تراجع حاد في الثقة.
كما تسبب بذخ أسلوب حياته وعدم قدرته على قبول الانتقادات وتزايد تعاونه السياسي مع الصين في استياء الشعب في ناميبيا.
وواجه جينجوب مزاعم خطيرة بالفساد في عام 2021، غير أن نتائج التحقيق لا تزال معلقة.
فيديو قد يعجبك: