"قبل انطلاق الانتخابات".. من هم منافسو بوتين على كرسي الرئاسة في روسيا؟
كتبت- سلمى سمير:
ساعات معدودة وتبدأ انتخابات الرئاسة الروسية والتي تأتي في ظل دخول حرب روسيا على أوكرانيا عامها الثالث وطروق متغيرات جديدة على الساحة السياسية، وتخييم واضح لمجلس الدوما الروسي على مرشحي الانتخابات الروسية مع انتماء جميع المرشحين للمجلس.
تبدأ الانتخابات الجمعة المقبلة وتنتهي الأحد من الأسبوع التالي، في معركة انتخابية تضم 4 مرشحين على رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيصر الأطول في سدة الحكم الروسي منذ سلفه جوزيف ستالين.
من هم المرشحون؟
يأتي فلاديمير بوتين على رأس قائمة المرشحين، والذي شنت روسيا تحت حكمه حربًا غيرت أوضاع بلاده في المنطقة بشكل جذري، بدءًا من فرض الغرب حزمات عقوبات متتالية عليه وعلى بلاده ومسؤوليه، وصولًا إلى وضعه على قائمة المطلوبين دوليًا من قبل محكمة العدل الدولية.
وسط حملات التوقيع التي يجمعها مرشحي الرئاسة استطاع بوتين جمع 300 ألف توقيع، قالت حملته إن مرشحها الانتخابي جمع عشرات أضعاف الرقم السابق وسط تأييد كبير له من قبل الروس، لكن يشار أيضًا إلى تصريح المتحدث الرسمي باسم بوتين قبيل الانتخابات عندما قال: "إن الرئيس ليس لديه ولا يمكن أن يكون لديه أي منافسين سياسيين في البلاد".
وحسب استطلاعات رأي أجرتها منظمة "فتسيوم" التابعة للدولة بلغت نسبة المؤيدين لبوتين بين الروس إلى 75%.
فلاديسلاف دافانكوف
رغم خروج عدد من المعارضين من المعترك الانتخابي على رأسهم زعيم المعارضة بوريس ناديجدين، لكن مؤيديه ظلوا مع ذلك داخل المعترك أهمهم نائب رئيس مجلس الدوما الروسي فلاديسلاف دافانكوف، والذي أيد ترشح زعيم المعارضة للانتخابات الرئاسية بل واتسق معه في بعض مواقفه أهمها الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أوكرانيا من أجل عقد مفاوضات سلام.
كان حزب الشعب الجديد المنتمي إليه دافانكوف "الشخصية السياسية الجديدة للروس" هو الحزب الوحيد منذ البداية الذي عارض اعتراف روسيا باستقلال منطقتي لوهانسك ودونيتسك الخاضعتين لسيطرة الانفصاليين في أوكرانيا عام 2022، لكنه صوت بعد ذلك لصالح القرار، حسب "رويترز".
ويطالب الرجل البالغ من العمر 40 عامًا في برنامجه الانتخابي، بتطبيع العلاقات بين روسيا والغرب ووقف ملاحقة المعارضين والسماح بالحرية الفكرية، ومع ذلك ورغم رؤية البعض له كبديلًا للمعارضين المستبعدين إلا أن دافانكوف يخضع للعقوبات الأمريكية والأوروبية منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا فبراير 2022، وتبلغ نسبة تأييد دافانكوف بين الروس 6% حسب مؤسسة "فيتسيوم".
ليونيد سلوتسكي
يعتبر سلوتسكي صاحب الـ56 عامًا أحد الأعضاء البارزين داخل مجلس الدوما الروسي والذي أصبح عضوًا فيه منذ عام 2000، اتخذ بعدها منحى المعارضة الواضحة للغرب وأفكاره ذلك من من خلال ظهوره المنتظم على برامج التليفزيون والتي انتقد فيها باستمرار السياسة الغربية بشكل واضح، حتى أنه كان من مؤيدي ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 مما وضعه تحت طائلة العقوبات الغربية.
استمر السياسي اليميني في سياسته حتى أصبح رئيس الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي اليميني المتطرف بعد وفاة الزعيم المخضرم للحزب فلاديمير جيرينوفسكي عام 2022.
أظهر سلوتسكي منذ بداية الحرب الروسية موقفًا متشددًا تجاه أوكرانيا، مع تعهده في برنامجه الانتخابي بتحقيق نصر نهائي وسريع على كييف في حالة فوزه، قائلًا "أنا واثق من أن روسيا ستكمل العملية العسكرية الخاصة النبيلة والمقدسة هذا العام بانتصار الأسلحة الروسية".
ومع سجله السياسي الحافل لكن السياسي اليميني له تاريخ حافل بالفضائح مع اتهام مجموعة من الصحفيات سلوتسكي بالتحرش الجنسي عام 2018 وهو ما تم تبرئته منه لاحقًا، ووفق استطلاعات رأي أجرتها "فيتسيوم" أن نحو 4% من الروس مستعدون للتصويت لصالح سلوتسكي.
نيكولاي خاريتونوف
تعتبر الانتخابات الحالية هي المواجهة الثانية بين نيكولاي وبوتين، مع ترشح صاحب الـ75 عامًا إلى الانتخابات عام 2004 إلا أنه خسر أمام بوتين بحصوله على نسبة 13.4% من الأصوات بينما حصل بوتين على نسبة 71.91%.
انضم المرشح الرسمي للحزب الشيوعي إلى مجلس الدوما عام 1993 وأصبح عضوًا فيه، ويعرف عن هذا الحزب حلوله في المركز الثاني في كل سباق انتخابي يخوضه مرشحيه أمام بوتين منذ عام 2000.
يتفق نيكولاي مع بوتين منذ البداية في اتخاذ قرار الحرب والتي يسميها "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، لكنه مع ذلك عارض بعض السياسات الداخلية لحزب "روسيا المتحدة" الموالي لبوتين، ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة "فيتسوم" بلغت نسبة تأييد نيكولاي حوالي 4% من الروس.
خروج المعارضة
لا يمنع وجود عدد من المنافسين في ساحة الانتخابات أمام بوتين مسألة خوضه منافسة سهلة خالية من المعارضين الواضحين سمح بوتين بدلًا عنهم بتواجد منافسين "متسقون مع رغبته"، مع حرص بوتين على التخلص من أي صوت معارض لسياسته تحديدًا قراره ببدء الحرب الأوكرانية، فرغم تربع عرش زعيم المعارضة بوريس ناديجدين على قائمة المنافسين، إلا أن سرعان ما تم استبعاده من الانتخابات بدعوى عدم قانونية بعد الإجراءات التي اتخذها، حسب صحيفة "موسكو تايمز".
أعلن ناديجدين ترشحه للرئاسة الروسية من الخارج، وشرع بجمع التوقيعات المؤيدة لتقدمه للانتخابات والتي حظيت باهتمام واسع اصطفت لأجلها طوابير طويلة من مؤيديه، لكن سرعان ما تم استبعاده بعد ذلك من قبل لجنة الانتخابات المركزية بدعوى عدم قانونية بعض الإجراءات المتبعة خلال عملية الجمع والتي بلغت نسبة الخطأ فيها 15% أي 3 أضعاف النسبة المسموح بها.
وخلال عملية تدقيق التوقيعات اكتشفت اللجنة وجود 11 شخص ميت بين المدلين بأصواتهم، حسب نائب رئيس اللجنة، نيكولاي بوليف، الذي قال إن تم العثور على مخالفات في أكثر من 9000 من أصل 100 ألف توقيع استطاع ناديجدين جمعها.
فيديو قد يعجبك: