"80 % أصيبوا بطلقات نارية".. تحقيق يكشف كذب رواية الاحتلال بشأن مجزرة "دوار النابلسي" بغزة
كتب- مصراوي
قبل يومين ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة دوار النابلسي شمالي غزة، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 115 مدني غزي، بينما أصيب أكثر من 750 آخرين، التي زعم الاحتلال أن المؤشرات الأولية تفيد بأن الوفيات نتجت عن اندفاع سائقي توصيل المساعدات وسط الحشود المتزايدة، لكن الإصابات التي وصلت إلى مستشفيات القطاع، توضح أن "80 % أصيبوا بطلقات نارية".
وقالت الأمم المتحدة إن العديد من الأشخاص الذين خضعوا للعلاج من إصابات عقب الاندفاع نحو قافلة مساعدات في قطاع غزة الخميس الماضي، أصيبوا بطلقات نارية، إذ زار مراقبو الأمم المتحدة مستشفى الشفاء بمدينة غزة وشاهدوا عددا من نحو 200 شخص ما زالوا يتلقون العلاج.
كما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر بوزارة الصحة بغزة قوله: "أكثر من 80 %" من الإصابات التي وصلت إليهم في محيط قافلة المساعدات كانت بطلقات نارية، الأمر الذي يشير إلى نار كثيف عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية.
ان كنت مشغولًا ولا تعرف ماذا حدث اليوم ..
— أحمدصالحAhmd Saleh (@iahmedsalih) February 29, 2024
قامت القوات الجويه للعدو بتعقب الفلسطينيين في غزه اثناء انتظار المعونات وقاموا بضربهم بشكل رسمي عند دوار النابلسي و عربات الاغاثه متفحمه في البث الخاص بهم
كل هذا بشكل معلن و الناس ؟استشهد واصيب الالاف pic.twitter.com/AGrPS9k6U8
وفي الوقت ذاته ترى صحيفة نيويورك تايمز، أن المقطع الذي نشره جيش الاحتلال، يزيد حالة الارتباك بشأن ما حدث، فإن جودة المقاطع المصورة وقصرها"، يجعل من الصعب التأكد من مزاعم الاحتلال، بأن الإصابات والوفيات التي وقعت في شارع الرشيد كانت بسبب "التدافع والدهس".
ويزعم الاحتلال الإسرائيلي في رواية أن العديد من الشهداء، تعرضوا للدهس في التدافع الذي بدأ عندما هرع الفلسطينيون في غزة إلى شاحنات المساعدات، ليطلق الاحتلا طلقات تحذيرية بعد أن تحركت الحشود باتجاههم بطريقة تهديدية، بحسب وصفه.
كما نشر جيش الاحتلال مقاطع مصورة للحشود قبل إطلاق النار عليها، رافضًا تقديم نسخة كاملة من المقطع الكامل، الذي تم تصويره من طائرة مسيرة، ما يزيد حالة الارتباك حول رواية الاحتلال المنقوصة، بحسب ما أفادت به صحيفة نيويورك تايمز.
ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن المقاطع التي نشرها الاحتلال تظهر دبابتين إسرائيليتين متمركزتين على مسافة أكثر من 400 متر من مسار المساعدات، و12 جثة على الأقل بالقرب منها، موضحة أن مقاطع الفيديو لا تظهر الواقعة التي تسببت بالوفيات والإصابات "لكن يمكن رؤية عدد من الأشخاص وهم يزحفون وينبطحون للحماية".
ونقلت نيويورك تايمز، مقطعًا مصورًا، كانت قد بثته قناة الجزيرة، أسهم "بسد بعض الثغرات بشأن ما حدث"، موضحة أنه أظهر إطلاق النار لتنتشر الحشود بحثا عن الحماية"، لكن لم يتضح توقيت التقاط الفيديو لدى مقارنته بالمقاطع التي نشرها الجيش الإسرائيلي.
وتقول الصحيفة إن مقطع الفيديو هذا يوثق ما سمته "tracer ammunition" (ذخيرة خطاطة) وهو "نوع خاص من الذخائر المستخدمة لإنارة مسارها، ما يسمح للقوات بإصابة أهدافها بدقة"، منوهةً إلى أن مصدر تلك الذخائر لم يظهر في المقطع المذكور، لكن مسار انطلاقها يأتي من نفس الموقع الذي تواجدت فيه قوات الاحتلال على بعد نحو 800 متر.
كما أكد الدكتور محمد صالحة القائم بأعمال مدير مستشفى العودة، لوكالة أسوشيتد برس إن "من بين 176 جريحا وصلوا للمستشفى كان بينهم 142 مصابا بطلقات نارية، بينما أصيب 34 شخصا بسبب التدافع".
بدوره أكد الدكتور حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان،أن غالبية المصابين الذين وصلوا للمستشفى كانوا مصابين بطلقات نارية في الجزء العلوي من أجسادهم، والعديد من الوفيات كانت نتيجة للإصابة لطلقات نارية في الرأس أو الرقبة أو الصدر.
ولم تكن الأمم المتحدة هي من نظمت قافلة المساعدات الخميس، إذ أنها كانت تحت مراقبة من الجيش الإسرائيلي، الذي قال إن قواته كانت تؤمنها لضمان وصولها إلى شمال غزة، فيما يثير إطلاق النار على الفلسطينيين تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل ستكون قادرة على الحفاظ على النظام إذا واصلت خخطها لما بعد الحرب على غزة.
وفي السياق ذاته كشف فلسطينيون لوكالة رويترز، أصيبوا في كارثة المساعدات الإنسانية في غزة، أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار عليهم أثناء اندفاعهم للحصول على الغذاء لأسرهم ووصفوا تفاصيل مشهد حافل بالرعب والفوضى، بينما قال آخرون تحدثوا من مستشفى الشفاء بغزة، إن الاحتلال أطلق النار عليهم، وتحدث بعضهم عن دبابات وطائرات مسيرة أطلقت النيران.
فيديو قد يعجبك: