"صاروخ فرط صوتي".. سلاح الحوثيين ضد أمريكا وواشنطن تسعى لامتلاكه
كتبت- سلمى سمير:
مع بداية حرب الـ7 من أكتوبر 2023 على قطاع غزة، لم تقتصر ساحة القتال على أرض فلسطين فقط بل امتدت لعدة جبهات في لبنان واليمن، فخرجت جماعة الحوثي لتعلن أن جميع السفن المتجهة من وإلى إسرائيل لن تكون بمأمن من نيرانهم في البحر الأحمر، لحين وقف الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة.
تبنى الحوثيون مبدأ تنفيذ وعيدهم تجاه إسرائيل فلم تبقى تهديداتهم مجرد كلام مرسل، وكان ذلك باستهداف أكبر قدر ممكن من الناقلات التي كانت متجهة لموانئ إسرائيلية، دفع ذلك لندن وواشنطن للتدخل وإعلان تشكيل تحالف عسكري في المنطقة لـ "ضمان حرية الملاحة" والرد على الهجمات الحوثية وهو ما قوبل برد من الجماعة اليمنية أيضًا، ونقل الصراع من مواجهة إسرائيل إلى الولايات المتحدة.
شن التحالف عدة هجمات على مناطق متفرقة باليمن، ليرد الحوثيون باستهداف السفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر والعربي وصولًا للمحيط الهندي، ليضع كلا الجانبين في موضع مواجهة مباشرة يحتم وزن قوى كل طرف بشكل دقيق، خاصة مع إعلان الحوثيون نجاح اختبار صاروخ فرط صوتي وهو الذي لا تمتلكه واشنطن حتى الآن.
الهدف إسرائيل
جاءت تفاصيل التجربة الناجحة على لسان أحد المصادر العسكرية المقربة من الجماعة في تصريحات لوكالة "نوفوستي" الروسية قال فيها إن الجماعة تمكنت من اختبار صاروخ فرط صوتي يعمل بالوقود الصلب بنجاح.
لم يأت كشف الحوثيون عن نجاح التجربة عبثًا، بتحديدهم هدفًا واضحًا من اختباراتهم للصواريخ الفرط صوتية المستمرة منذ 3 أشهر، حيث جاء استهداف إسرائيل على رأس أولوياتهم في اختبار هذا الصاروخ صاحب قدرة التخفي من الرادارات.
كذلك لم تترك الجماعة الحوثية، الحديث عن الصواريخ الفرط صوتية مجرد تصريحات غير منسوبة المصدر، بحديث زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي، عن تحركات الجماعة لإنتاج الصواريخ المذكورة، والتي ستضع اليمن في مصاف "الدول ذات القدرات العالية" في العالم حسب تصريحات المصدر العسكري الحوثي.
وكانت جماعة أنصار الله، قد أعلنت أكتوبر الماضي، أنها ستواجه الجيش الإسرائيلي بهجمات صاروخية وجوية، محذرة في الوقت ذاته الجانب الأمريكي من "خيارات عسكرية خاصة" في حال قررت التدخل في الحرب الدائرة بقطاع غزة.
من صنع صواريخ الحوثيين؟
في الوقت الذي تسعى الولايات المتحدة جاهدة لامتلاك تكنولوجيا الصواريخ الفرط صوتية، لكنها لم توفق حتى الآن في امتلاكها، مما يطرح التساؤل عن قدرة الحوثيين في اليمن على تصنيع هذا النوع من الأسلحة، وهو ما شكك فيه رئيس مركز دراسة النزاعات العسكرية والسياسية الروسية، أندريه كلينتسفيتش، في تصريحات لموقع "نيوز ري" الروسي قائلًا: "الحوثيين لا مقدرة لديهم لتصنيع هذا النوع من التكنولوجيا".
وأوضح كلينتسفيتش، أن الحوثيين لا يمتلكون قدرات حقيقية في مجال علوم المواد والمعادن الحرارية لإنتاج الصورايخ الفرط صوتية بمجهودهم الذاتي، قائلًا: "واشنطن رغم قدرتها الصناعية الكاملة لكنهم مع ذلك لا يستطيعون تكملة إنشاء الصواريخ الفرط صوتية".
ولا تستطيع جماعة أنصار الله الحوثي، إجراء تجارب من الصواريخ الفرط صوتية بل وإعلان نجاحها دون مساعدة من دولة ذات مقدرة في المجال العسكري، وهو ما أشار إليه كلينتسفيتش، بقوله إن الصواريخ الفرط صوتية الحوثية ليست إلا تكنولوجيا إيرانية.
من يمتلكها؟
من بين 5 دول على مستوى العالم والتي تختلف كل دولة عن الأخرى في سمات الصاروخ الذي تمتلكه، جاءت روسيا في صدارة الدول الممتلكة للصواريخ الفرط صوتية، والذي استطاعت امتلاكها منذ 6 سنوات.
وامتلكت روسيا عدة أطرزة من الصواريخ الفرط صوتية يختلف كل منهم في مداه وقدرته، بداية من صاروخ "تسيركون" المجنح ومتوسط المدى وتصل سرعته إلى 9000 كيلومتر في الساعة والمخصص لاستهداف السفن البحرية وحاملات الطائرات.
صاروخ "كينجال" أو "الخنجر الذي تصل سرعته 12 ماخ أي 13500 كيلو متر في الساعة. وكان أول صاروخ فرط صوتي في العالم يتم استخدامه في العمليات العسكرية مع دخوله الخدمة في الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي استطاع خلالها أن يظهر تقدما على أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية "باتريوت" مع تدمير منصاتها ورادارتها مرات عدة، وصولًا إلى صاروخ "أفانجارد " والذي استطاعت به موسكو أن تفرض لنفسها وضعًا خاصًا بقدرته على إصابة أي هدف على كوكب الأرض مع بلوغ سرعته 30000 كيلومتر في الساعة.
الصين
استطاعت الصين، أن تثبت هي الأخرى مكانتها في تصنيع الصواريخ الفرط صوتية، بتصنيعها صاروخ "دي إف-27" التكتيكي والذي استطاع عبور مسافة 2100 كيلومتر خلال 12 دقيقة، ويستطيع حمل رؤوس نووية وكلاسيكية.
إضافة إلى صاروخ "دي إف-41" الباليستي العابر للقارات، ويستطيع الوصول إلى الولايات المتحدة مع بلوغ مداه 9300 كيلومتر في الساعة، كما تمتلك الصين ما يدعى "قاتل حاملات الطائرات" "دي إف-21 دي" متوسط المدى وتبلغ سرعته 10 ماخ تخصصه بكين للدفاع عن الساحل الشرقي الصيني من السفن الأمريكية.
إيران
تمكنت إيران من اللحاق بالركب، بإعلانها منذ وقت قريب عن نجاح تجارب صاروخ "فتاح" الفرط صوتي، والذي استطاع التحليق بسرعة تصل إلى 15 أضعاف سرعة الصوت، حسبما أعلنت إيران وقتها.
كما لم تترك بيونج يانج هي الأخرى نفسها دون صواريخ فرط صوتية مع سعيها المستمر لتطوير قدرتها العسكرية، حيث كشفت كوريا الشمالية الستار عن صاروخ "هواسونج 8" المزود برؤوس قتالية في معرض الدفاع الذاتي مشيرة إلى نجاحها في اختباره.
واشنطن
ومع مقدرة خصوم واشنطن السابقين من امتلاك الصواريخ الفرط الصوتية لكن الحظ لم يحالف الولايات المتحدة لتعلن هي الأخرى عن امتلاكها لهذه الصواريخ، لكنها مع ذلك لا تزال تعمل من أجل امتلاك هذه التكنولوجيا من خلال تجارب صاروخية.
"إكس-51 وافرايدر" صاروخ أمريكي خططت واشنطن لإدخاله إلى الخدمة بحلول عام 2025 وطورته شركة "بوينج" من أجل اختبار القدرات الأمريكية في تصنيع الصواريخ الفرط صوتية، ومع ذلك منيت الآمال الأمريكية بإطلاقه بالخسارة مع فشل اختباراته الأخيرة مما أجل موعد إطلاقة لأجل غير مسمى.
وفي حال نجحت واشنطن في تصنيع الصاروخ، ستحمله طائرات و "بي – 52" أو"بي – 2"و " إف – 35" لتطلقه إلى مدى 1100 كلم.
فيديو قد يعجبك: