إعلان

تحتفظ بالكلمة الأخيرة.. واشنطن بوست: إسرائيل حافظت على "هيمنة التصعيد" مع إيران

04:33 م الأحد 21 أبريل 2024

كتب- محمد صفوت:

حبس العالم أنفاسه خلال الأيام القليلة الماضية، بعد تعهد إيران بالرد على الهجمات التي استهدفت قنصليتها في إيران، وردها بقصف غير مسبوق استهدف إسرائيل، ورد الأخيرة على الهجمات الإيرانية.

وفي تحليل جديد للكاتب ديفيد إجناتيوس، بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت إيران ردًا على ضرباتها في 13 أبريل الجاري، يشير الكاتب إلى أن إحدى قواعد احتواء الأزمة هي إبقاء فمك مغلقًا، وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران تقوم بعمل جيد جدًا بعد الضربات الإسرائيلية بالقرب من أصفهان.

ويقول الكاتب في مقاله بصحيفة "واشنطن بوست": "ربما كان الصمت هو الرسالة الحقيقية، ورغبة جميع الأطراف في منع التصعيد بالقول أو الفعل".

0

يوضح أن الرد الإسرائيلي يبدو أنه كان مدروسًا بعناية، بهدف إعادة تشكيل استراتيجية تل أبيب لردع إيران ووكلائها بالمنطقة.

يبين أن سياسة الرد الإسرائيلية تدور عادة حول الاستخدام المكثف للقوة العسكرية الهجومية، بهدف ردع أعدائها وفرض الامتثال لها بالإكراه.

تغيير استراتيجية إسرائيل

في الضربة التي استهدفت إسرائيل، عكفت القوات الإسرائيلية وحلفائها على التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية، وتراجعت تل أبيب عن الرد الفوري بضغط من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وقت الرد الإسرائيلي، يبدو أنها سعت إلى توجيه رسالة إلى إيران مفادها أنها قادرة على اختراق دفاعاتها الجوية وضرب أهداف استراتيجية عندما تريد ذلك.

استهدفت إسرائيل مواقع قريبة من منشأة نطنز النووية وهي أكبر المنشآت النووية الإيرانية، ولم يسفر الهجوم عن أضرار.

0

يرجح الكاتب، أن إسرائيل أرادت أن يكون لها الكلمة الأخيرة في هذا "التبادل" ويبدو أنها نجحت في تحقيق ذلك.

ويضيف أن تل أبيب أظهرت قوتها على ضرب أهداف استراتيجية في الأراضي الإيرانية، في الهجمات التي وقعت الجمعة الماضية، ويحذر من أن المرة القادمة ربما تستهدف أهدافًا حقيقةً.

بحسب الكاتب الأمريكي، حافظت إسرائيل على ما يسميه الاستراتيجيون "هيمنة التصعيد"، ونفذت الضربة الأولى والأخيرة، في هذا التصعيد.

حكمة إسرائيل للحفاظ على مصالح حلفائها بالمنطقة

يعتقد الكاتب، أن إسرائيل تصرفت وكأنها زعيمة تحالف إقليمي ضد إيران، وحاولت في ردها المدروس، أن تزن مصالح حلفائها بالمنطقة ومنهم دول عربية الذين قدموا مساعدة هادئة في إفشال الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل.

0

بمعنى آخر، إن إسرائيل تلعب اللعبة الطويلة، ومن شأنها أن تشكل نقلة نوعية لتل أبيب، فبدلاً من النظر إلى نفسها باعتبارها الدولة اليهودية المحاصرة التي تقاتل بمفردها من أجل البقاء ضد كتيبة من الأعداء العرب والمسلمين، تدرك إسرائيل أن لها حلفاء.

وعلى رأس القائمة، كما هو الحال دائما، تأتي الولايات المتحدة، وانضمت إليها الدول العربية التي تعارض إيران ووكلائها بقدر ما يعارضها الإسرائيليون.

الشكل الجديد للشرق الأوسط

يرى الكاتب، أن هذا هو الشكل الجديد للشرق الأوسط في الوقت الحالي على الأقل، مشددًا على ضرورة أن تبقى هذه الصداقة الناضجة بين إسرائيل وخصومها السابقين في المنطقة غير معلن عنها.

0

ويشير المقال، إلى أن إسرائيل اكتسبت دعمًا ورصيدًا بعد الهجمات الإيرانية التي استهدفتها، وينظر إليها على أنها ضحية للهجوم الإيراني، ما يمثل مكسب عظيم لها بعد 6 أشهر من القتال العنيف في غزة الذي شوه سمعتها الدولية.

وبعد سلسلة الصواريخ الإيرانية والرد المحدود من إسرائيل يبدو أن تل أبيب تحظى الآن بدعم مجموعة الدول الصناعية السبع المتقدمة.

المتشددون الإسرائيليون

ينتقل المقال، إلى رأى المتشددون الإسرائيليون الذين سيحملون إدارة بايدن مسؤولية الرد الإسرائيلي المحدود من وجهة نظرهم، باعتقادهم أن في القتال الوحشي في الشرق الأوسط، إما أن تقتل أو تقتل، فيما سيقول هؤلاء النقاد: "يبدو هذا المفهوم الإسرائيلي الصارم للردع مقنعًا".

يعلق الكاتب على الآراء الإسرائيلية المختلفة بين المؤيد والمعارض لشن ضربات انتقامية كبيرة ضد إيران، بالقول: "كنت أراقب النهج الذي تنتهجه إسرائيل في التعامل مع الأمن منذ ما يقرب من 45 عامًا، الذي كشف عن نتائج مختلطة".

إنهاء الحرب في غزة

ويؤكد أننا على بعد شيء جديد في المنطقة بعد تبادل الهجمات، ويحذر من أن الأسوأ لم يأت بعد، في حال قررت إيران الحصول على أسلحة نووية، أو بادر حزب الله بشن هجمات على شمال إسرائيل، وقررت تل أبيب إشعال حرب وقائية مدمرة ضد حزب الله.

ولكن سواء كان جيدًا أو سيئًا، فهذا فصل جديد في القصة، وإن التوصل إلى نهاية سريعة للحرب في غزة أمر ضروري حاليًا، حيث أننا عند نقطة انعطاف.

0

وأكد أنه من المصلحة لإسرائيل والفلسطينيين والشرق الأوسط برمته إنهاء هذا الصراع، ونقل عن المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، دنيس روس، قوله إن إسرائيل تقوم بإنجاز عملية تجريد حماس فعليًا من السلاح، وإن التحالف العسكري الفعلي لبعض الدول العربية مع إسرائيل هو سر مكشوف، وأننا نتحرك أخيرًا نحو "اليوم التالي".

ويختتم الكاتب مقاله بالقول: "يحتاج بايدن إلى مساعدة إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة، وإيجاد طريق، بمساعدة عربية، إلى دولة فلسطينية في نهاية المطاف".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان