حرب غزة على الألحان الأوروبية.. مَن ينتصر في معركة الموسيقى؟
كتبت- سلمى سمير:
في الوقت الذي خيمت فيه حرب إسرائيل على قطاع غزة في بقاع مختلفة حول العالم، وفي شتى المناحي منها القطاع التعليمي بالجامعات الغربية، استطاعت الحرب أن تجد منحى آخر مختلف تعبر فيه عن دعم القضية الفلسطينية آخرها ما حدث في مسابقة الأغاني الأوروبية "يوروفيجين" المنعقدة بالسويد.
شهدت المسابقة فعاليات مختلفة عما عهدته خلال السنوات الماضية، بدأت بانضمام المغنية الإسرائيلية إيدى جولان للمسابقة وتأديتها عددا من الأغاني رغم الاعتراض الواسع والذي اتخذ شكل تظاهرات حاشدة بلغ قوامها عشرات الآلاف من المحتجين على تمثيل إسرائيل داخل المسابقة الفنية ومطالبتهم بمقاطعة المسابقة في الوقت الذي ترتكب فيه إسرائيل عشرات المجازر بشكل يومي داخل الأراضي الفلسطينية.
وكلما قطعت جولان البالغة من العمر 20 عامًا شوطًا داخل المسابقة الغنائية كلما تزايدت حدة التظاهرات والتي وصلت إلى داخل المسابقة نفسها من خلال انسحاب المتسابقة النرويجية أليساندرا ميلي قبل ساعات من بدء نهائيات المسابقة والتي تأهلت فيها المتسابقة الإسرائيلية.
قالت ميلي البالغة من العمر 21 إنها قررت الانسحاب من المسابقة رغم تأهلها للنهائيات الحاملة لشعار "متحدون بالموسيقى" والذي ثبت لاحقًا أنه مجرد شعار يحمل كلمات "فارغة" بحسب ميلي، التي أكدت أنه لا يمكنها الاستمرار في "يوروفيجين" في الوقت الذي تستمر إسرائيل في ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
دعم سياسي وأمني
لم يكن انضمام جولان للمسابقة عاديًا، من خلال تلقيها دعمًا من نوع خاص بدأ بلقائها الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج في القصر الرئاسي بمدينة القدس المحتلة، في اجتماع خاص التقطوا خلاله بعض الصور.
"ستلوحين بالعلم الإسرائيلي" كانت هذه بعض الكلمات التحفيزية التي شجع بها هرتسوج جولان خلال اللقاء الذي سبق سفرها إلى مقر المسابقة في السويد، وهو ما ردت عليه جولان بشعور الفخر لترديد صدى إسرائيل في جميع أنحاء العالم، ولم يتوقف الأمر عند اللقاء بل استمرت اتصالات هرتسوج لجولان داخل المسابقة لـ "إرسال الدعم" حسب تعبيره طوال فترة المسابقة.
من جانب آخر تلقت جولان اهتمامًا من نوع آخر داخل السويد، من خلال توفير حماية أمنية خاصة لها تختلف عن باقي المتسابقين، بسيرها في موكب أمني طويل تحده سيارات الشرطة من الأمام والخلف وتحليق مروحيات الأمن فوق سيارتها لضمان وصولها بأمان إلى حيث تريد.
معايير مزدوجة
في الوقت الذي تدين في عدد من الدول الأوروبية التجاوزات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، لكنه مع ذلك سمحوا بانضمام مغنية إسرائيلية إلى المسابقة وهو ما لم يحدث عام 2022 حيث استبعدت مسابقة الأغنية الأوروبية المتسابق الروسي بسبب شن روسيا حربًا على أوكرانيا في شتاء نفس العام رغم إعلان اتحاد البث الأوروبي أن "السياسة لا مكان لها داخل المسابقة".
وبنفس العام الذي استبعدت فيه إدارة "الأغنية الأوروبية" روسيا من المسابقة توجت أوكرانيا بلقب العام عن أغنية "ستيفانيا" والتي أدتها فرقة أوركسترا "كالوش".
وعلى منوال آخر، حذفت إدارة المسابقة أغنية المغني السويدي إريك سعادة لارتدائه الكوفية الفلسطينية من على حسابها عبر "يوتيوب" ليرد المغني ذو الأصل الفلسطيني على ذلك بنشر الأغنية التي ارتدى فيها الكوفية عبر حسابه على منصة "إنستجرام" قائلًا إنه أعتقد بعدم وجود مشكلة في إظهار هويته خلال المسابقة التي تحمل شعار "متحدون بالموسيقى" مضيفًا أن إدارة المسابقة أظهرت عكس ما تدعيه من خلال إيذائه بالأقوال والأفعال.
وجدير بالذكر أن المغنية الإسرائيلية لم تفز بلقب المسابقة رغم تأهلها للنهائيات حيث فاز به مغني الراب السويسري نيمو، وجاءت بالترتيب الخامس في المسابقة.
جيتار فلسطيني
من مالمو لليفربول، افتتح عازف الجيتار البريطاني الشهير إريك كلابتون حفل داخل المدينة الإنجليزية بجيتار مزين بألوان العلم الفلسطيني، ليجعل عودته إلى المدينة التي لم يقم فيها حفلًا منذ 15 عامًا جديرة بالذكرى.
وسبق أن انتقدت الصحف الإسرائيلي كلابتون، بسبب دعمه لأهالي وأطفال قطاع غزة، ففي ديسمبر الماضي أقام كلابتون حفلًا خيريًا تذهب تبرعاته لصالح أطفال غزة، وهو ما قالت عنه صحيفة "جيورالزيم بوست" العبرية إنه تعاطف محصور لصالح غزة وتجاهل للأسرى الإسرائيليين وهجوم حماس في الـ7 من أكتوبر.
كما غنى كلابتون خلال الحفل الذي أدانته الصحف العبرية أغنية "صوت طفل" في إشارة للعدوان الإسرائيلي الذي بدأ في الـ7 من أكتوبر الماضي.
فيديو قد يعجبك: