لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما أحدث القدرات العسكرية التي كشف عنها حزب الله خلال تبادل القصف مع إسرائيل؟

01:46 م السبت 18 مايو 2024

حزب الله

بي بي سي

مع تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل على الحدود الجنوبية للبنان، يرى مراقبون أن كلا الخصمين يحتفظ بسرية طبيعة أسلحته المستخدمة، لا سيما حزب الله الذي يكشف بين حين وآخر عن أسلحة جديدة يستخدمها لاستهداف مواقع إسرائيلية.

وأعلن حزب الله في الأيام الأخيرة عن أسلحة يستخدمها للمرة الأولى منذ بدء التصعيد عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل، كان آخرها يوم الخميس، إذ أعلن الحزب في بيان عن استخدام صواريخ جو- أرض للمرة الأولى، وأطلقها من مسيرة على أحد المواقع الإسرائيلية.

يأتي ذلك بعد يوم من استهداف حزب الله قاعدةً عسكريةً غرب مدينة طبريا، في هجوم كبير وُصِف بأنه أعمق ضربة داخل الأراضي الإسرائيلية، منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الجماعة المسلحة اللبنانية وإسرائيل بالتوازي مع حرب غزة التي دخلت شهرها الثامن.

صورة1

مُسيرات مسلحة بالصواريخ للمرة الأولى

وأثار استخدام حزب الله صواريخ S5 مخاوف إسرائيلية من تطور الأسلحة الهجومية؛ إذ ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها حزب الله طائرة مُسيرة مسلحة بالصواريخ، بدلًا من المتفجرات التي كثيرًا ما استخدمتها الجماعة اللبنانية منذ أشهر.

وأوضح الخبير العسكري اللبناني العميد هشام جابر، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، لبي بي سي، أن "الصواريخ تحقق إصابة أكثر دقة من القنابل التي يمكن أن تُلقى من الطائرة المسيرة".

ونشر موقع حزب الله الإلكتروني على تلغرام صورة لمواصفات صاروخ S5 جو-أرض الروسي غير الموجه، موضحة أن طوله يبلغ 1.4 متراً ويزن 4 كيلوجرامات، ويبلغ مداه 4 كيلومترات.

أسلحة جديدة

شهدت القدرات العسكرية التي يمتلكها حزب الله في لبنان تطورًا ملحوظًا خلال السنوات القليلة الماضية، وقد استخدم الحزب العديد من الأسلحة الجديدة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.

وأوضح العميد هشام جابر أن حزب الله يحتفظ بسرية طبيعة أسلحته ولا يكشف عنها إلا تدريجيًا، بحسب التطورات الميدانية.

وأضاف لبي بي سي أن حزب الله استخدم صواريخ الدفاع الجوي التي لديه مرتين؛ "الأولى عندما أسقط مُسيرة هيرمز 450، والثانية حين أسقط هيرمز 900 إسرائيليتي الصنع، وذلك في أبريل الماضي".

وفي 13 مايو، أفادت شبكة تلفزيون الميادين اللبنانية أن حزب الله كشف للمرة الأولى عن استخدام صاروخ ثقيل جديد يحمل اسم "جهاد مغنية"، كما أشارت إلى أنه استخدم طائرة بدون طيار جديدة باسم "شهاب" لاستهداف نظام القبة الحديدية الإسرائيلي.

وأوضح تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، الخميس، أن حزب الله استخدم لأول مرة طائراته بدون طيار من الجيل الثالث، وأضاف التقرير أن الجماعة استخدمت "نوعًا أكثر تقدمًا من طائرات أبابيل الانتحارية القادرة على تحديد أهداف بعينها".

وكشف مسؤول في حزب الله لقناة الميادين اللبنانية، أن الجماعة زادت مؤخرًا من معدل تخزين الأسلحة.

وقال نواف الموسوي، مسؤول ملف "الموارد والحدود" في حزب الله، إن الجماعة باتت الآن قادرة على تلقي عدد من الأسلحة في شهر واحد، بعد أن كانت تحصل عليها في 6 أشهر.

وأشار الموسوي إلى أن حزب الله لديه "أسلحة جديدة" يستخدمها ضد إسرائيل، تشمل صواريخ، أكثر دقة يمكن استخدامها في المجال البحري أو البري، بالإضافة إلى طائرات مسيرة.

وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن حزب الله لديه نظام صواريخ أرض-جو تكتيكي منخفض الارتفاع وقصير المدى من طراز SA8، وأنظمة صواريخ دفاع جوي محمولة من طراز SA 17 و SA 22 في ترسانتها، لصد الضربات الجوية الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن القائد العسكري المتقاعد تال بيري، الذي يعمل رئيسًا لقسم الأبحاث في مركز ألما الإسرائيلي، أن حزب الله نشر أيضاً بطاريات SA8 جنوبي لبنان، والتي يقول إنها قد تشكل تهديدًا للطائرات الإسرائيلية العاملة فوق لبنان.

صورة2

قدرات حزب الله العسكرية

ورصد مركز ألما الإسرائيلي للأبحاث خلال الفترة الماضية هجمات لحزب الله ضد إسرائيل، باستخدام النيران ذات المسار العالي، ومنها صواريخ غراد، وصواريخ مضادة للدبابات، وطائرات بدون طيار "مُسيّرة".

وأوضح الخبير العسكري هشام جابر لبي بي سي أنه من المعروف أن حزب الله يملك في سلاحه البحري زوارق بحرية، لكنه لم يُظهر بعد صواريخ بحر- بحر التي لديه.

وأضاف أن لدى حزب الله صواريخ روسية قوية من طراز ياخونت المضادة للسفن والمعروفة بدقة إصابتها، والتي وصفها الخبير العسكري بأنها "تستطيع تدمير ليس فقط الأهداف البحرية، ولكن أيضاً منصات النفط والغاز".

وقال جابر "من المعروف أن حزب الله يمتلك 10 آلاف صاروخ دقيق، بخلاف الـ150 ألف صاروخ"، مضيفًا أن الإسرائيليين يقدرون بأن لدى الجماعة اللبنانية أسلحة لم تُظهرها بعد.

ويوضح مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي أن عدد صواريخ حزب الله تقدر بـ 130 ألف صاروخ وقذيفة، معظمها صواريخ أرض – أرض صغيرة وغير موجهة، من طراز (كاتيوشا-غراد).

كما تشمل الأسلحة صواريخ مضادة للطائرات والسفن والدبابات، وصواريخ موجهة، يقال إنها قادرة على الوصول إلى عمق إسرائيل.

ورغم عدم دقة المعلومات بشأن قوة حزب الله العسكرية، فإن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، سبق أن أعلن في عام 2012، أنّ الجماعة لديها 100 ألف مقاتل، وهو ما تشكك فيه مراكز الأبحاث الاستراتيجية المستقلة، التي تقدِّر عددَ قوات حزب الله بما يتراوح بين 20 ألف و50 ألف مقاتل.

صورة3

طائرات مسيرة وشبكات للتمويه

يمتلك حزب الله كذلك طائرات مسيرة بأحجام مختلفة، منها طائرات استطلاع ومراقبة أو تجسس، وطائرات هجومية وأخرى انتحارية مفخخة، قادرة على حمل الذخيرة.

وفي تقرير له عام 2021، قدر مركز ألما الإسرائيلي للأبحاث، أن حزب الله يمتلك ما يزيد على 2000 طائرة مسيرة متعددة المهام، لكن حزب الله لم يكشف عن أعدادها بشكل رسمي.

ولاحظ التقرير زيادة كبيرة في عدد الطائرات المسيرة التابعة لحزب الله على مدى السنوات الـ15 الماضية، بعد أن كانت تقدر بالعشرات في عام 2006، وبنحو 200 في عام 2013، بحسب المركز الإسرائيلي.

ووفقًا لتقرير حديث نشره مركز ألما، الخميس، فإن أحد أهم التحديات التي تواجه إسرائيل، هو "نشاط حزب الله في اكتشاف الثغرات في النظام الدفاعي الإسرائيلي، ونشر العديد من نقاط الإطلاق المموهة المعدة مسبقًا، والطريقة التي تطير بها الطائرة المسيرة نحو هدفها".

وفي الوقت نفسه، يتبنى حزب الله إجراءات تجعل من الصعب تحديد مواقع الإطلاق والنشطاء مُسبقًا، بالإضافة إلى قصر مدة الهجوم، ويوضح التقرير أن حزب الله وضع عددًا كبيرًا من الطائرات المُسيرة الجاهزة للقتال بالقرب من الحدود مع إسرائيل، وأخفاها في مناطق مفتوحة ومبنية.

واستعان المركز بمقطع فيديو نشره حزب الله في الأيام الأخيرة، يُظهر أحد عناصره وهو يزيل شبكة تمويه من على طائرة مُسيرة، ما يرجح أن تكون قد وضعت المسيرة مسبقاً على الأرض.

ويوضح التقرير الإسرائيلي أن الإعداد المسبق للطائرات المسيرة، يوفر لحزب الله الكثير من الوقت أثناء إعدادها للإطلاق ويجعل من الصعب للغاية إحباط هجومها.

هذا فضلًا عن أن قرب مواقع الإطلاق من الحدود يقلل بشكل كبير من مدة الرحلة، ما يجعل عمل أنظمة الكشف والاعتراض أكثر صعوبة.

نظام الملاحة بالقصور الذاتي

هناك صعوبة أخرى ذكرها التقرير العسكري الإسرائيلي، تتعلق بطريقة توجيه الطائرة بدون طيار نحو الهدف، وتتمثل إحدى طرق الطيران في التحديد المسبق للهدف ومسار الرحلة حتى يمكن إكمال الرحلة إلى الهدف بشكل ذاتي التحكم باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي GPS ونظام الملاحة بالقصور الذاتي INS.

ونظام الملاحة بالقصور الذاتي هو وسيلة تُستخدم لتوجيه الصواريخ والطائرات والغواصات، ولا تعتمد على المراقبة من الأرض أو النجوم، أو على إشارات الراديو و الرادار، أو أية معلومات خارجية المصدر.

ويعتمد هذا النظام على حاسوب وأجهزة استشعار الحركة والدوران للحساب بشكل مستمر، عبر تقدير الموضع والاتجاه والسرعة، بدون الحاجة إلى الاعتماد على مراجع خارجية.

ويوضح تقرير مركز ألما أن الجيش الإسرائيلي نشر حواجز لاعتراض نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في الشمال لجعل تشغيل الطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة الدقيقة أكثر صعوبة.

ويقول التقرير إن حزب الله ربما يستخدم تقنيات "تجاوز الحواجز" في هذه المنطقة، والتي استخدمتها روسيا بنجاح خلال حربها مع أوكرانيا، والتي ربما نقلها الروس إلى الطائرات المسيرة الإيرانية التي يستخدمها حزب الله.

تشغيل يدوي

وهناك احتمال آخر ذكره التقرير الإسرائيلي في قدرة حزب الله على استهداف مواقع في إسرائيلي بالطائرات المسيرة، وهو أن يكون هناك مشغل يتحكم في الطائرة أثناء طيرانها.

وعلى الرغم من أن بعض مسيرات "أبابيل" مجهزة بكاميرات ترسل الصور إلى مركز التحكم، إلا أن المسيرة في أحدث فيديو نشره حزب الله في 11 مايو، باتجاه بيت هليل، لم تكن تحتوي على كاميرا.

ويرجح التقرير أن الطائرة كان يقودها مُشغل وكان على اتصال بصري مع هدفه، ما يجعل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التابع للجيش الإسرائيلي غير فعال.

صورة4

كما أكد الخبير العسكري هشام جابر أن مستوى الحرب بين الطرفين يتوسع تدريجياً، لكنه لا يزال تحت سقف المواجهة الشاملة أو الحرب الواسعة "التي يتجنبها حزب الله كي لا يكون البادئ بها".

وأضاف أن حزب الله ربط إيقافه العمليات العسكرية على المستوطنات الإسرائيلية بوقف الحرب في غزة المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، "لكن ذلك لن يشمل هجومه على مزارع شبعا وكفر شوبا"، التي يعدها لبنان أرضاً محتلة.

وأدى القتال عبر الحدود إلى مقتل ما لا يقل عن 415 شخصًا في لبنان، معظمهم من المسلحين، لكن بينهم أيضًا 80 مدنيًا، وفقًا لإحصاءات وكالة الصحافة الفرنسية فرانس برس.

وتقول إسرائيل إن 14 جنديًا و10 مدنيين قتلوا على جانبها من الحدود، وقد نزح عشرات الآلاف من قاطني المناطق الحدودية على الجانبين.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان