بعد مناورة الحصار والتطويق.. متى تغزو الصين تايوان؟ سيناريوهات زمنية محتملة
كتب- محمد صفوت:
تصاعدت التوترات في مضيق تايوان اليوم الخميس، بعد إطلاق الصين مناورات عسكرية واسعة تحاكي خلالها هجوما واسعا، واعتبرت أنها "عقوبة قوية للأعمال الانفصالية" التي تقوم بها ما تسمى قوى "استقلال تايوان".
وسط الفوضى العالمية، تتصاعد الصراعات أكثر من أي وقت مضى خلال السنوات القليلة الماضية، وصعدت الصين تحركاتها في مضيق تايوان التي تعتبرها جزءا منها، بعد أيام قليلة من تنصيب الرئيس لاي تشينج تي، في الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي.
أثارت المناورات الواسعة التي أطلقتها الصين ردود فعل عالمية وسط مخاوف من تنفيذ الصين لهجوم واسع على الجزيرة بهدف إعادة السيطرة عليها وإعادتها تحت الحكم الصيني.
المناورات الجديدة التي انطلقت اليوم، تأتي في وقتٍ كان قد توقع مؤسس شركة "بلاك ووتر" إريك برينس، أن تقوم الصين بمهاجمة تايوان فيه.
وطوقت الصين تايوان بسفن وطائرات عسكرية في إطار مناورات، بعد 3 أيام من أداء لاي تشينغ-تي الذي تصفه الصين بأنه "انفصالي خطر"، اليمين الدستورية رئيسًا جديدًا للجزيرة.
متى يبدأ الهجوم الصيني؟
وضع زيف فينتوش، كبير محللي الاستخبارات في شركة "جلوبال جارديان" الأمنية، جداول زمنية توقع خلالها مواعيد مختلفة لبداية الهجوم الصيني على تايوان، مستندًا في كل سيناريو إلى سبب أو أكثر يدفع بكين لتنفيذ هجومها.
اعتبر كبير محللي الاستخبارات في "جلوبال جارديان"، أن تنصيب أي رئيسًا لتايوان، سيؤدي إلى ديناميكية جديدة أكثر خطورة، الأمر الذي يعزز موقف الصين لاتخاذ إجراءات أكثر عدوانية لإعادة تايوان تحت الحكم الصيني.
وتوقع أن تكون الانتخابات الأمريكية في نوفمبر المقبل، موعدًا آخر محتملاً لشن الهجوم الصيني في وقت تنشغل فيه الولايات المتحدة بالانتخابات وربما الفوضى لاحتمالية انتقال الإدارات، ما يرجح أن تؤثر تغيير القيادة أو الاتجاه السياسي في الولايات المتحدة على قدرتها في الاستجابة بفعالية للأحداث الجيوسياسية، مما قد يخلق فرصة للصين.
يشير فينتوش، إلى أن تايوان ترجح أن تقوم الصين بهجومها في 2025، موضحًا أن تقييم تايوان للمشهد يجب أن يدفع حلفائها لاتخاذ إجراءات وقائية.
من بين المواعيد التي تسردها "جلوبال جارديان" مئوية الجيش الصيني في عام 2027، حيث تمثل رمزية للصين، وربما تتزامن الاحتفالات مع تحركات استراتيجية كبيرة في مضيق تايوان.
كان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، صرح في نوفمبر الماضي، بأن تقارير بلاده الاستخباراتية تفيد بأن الرئيس الصيني شي جين بينغ، أصدر تعليمات للجيش بالتأهب لغزو تايوان بحلول عام 2027.
وفي أبريل الماضي، كرر رئيس القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادي، الأدميرال جون أكيلينو، تصريحات بيرنز، خلال زيارة إلى اليابان، قائلاً إن الصين تعمل لاحتلال تايوان بحلول عام 2027.
وأوضح رئيس القيادة الأمريكية في المحيطين الهندي والهادي، أن بلاده تعتقد أن الصين تقوم حاليًا بتعزيز قدراتها العسكرية والنووية بهدف احتلال تايوان في 2027.
آخر موعد محتمل للغزو الصيني لتايوان وفقًا لـ "جلوبال جارديان"، هو عام 2030، حيث تقترب واشنطن من تقليل الاعتماد على تايوان في أشباه الموصلات المكونات التكنولوجية البالغة الأهمية، وهو ما قد يغير من الديناميكيات الأمريكية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
أسباب زيادة احتمالية غزو الصين لتايوان
ترى "جلوبال جارديان"، أن هناك 5 أسباب لزيادة احتمالية الغزو الصيني لتايوان، أولها التشتت المحتمل في الولايات المتحدة خلال فترة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وانشغالها بحربي أوكرانيا وغزة.
من بين الأسباب التي عددتها "جلوبال جارديان"، الضغط الذي فرضته الحرب في أوكرانيا على ترسانة الأسلحة الأمريكية، وما إذا كان سيجبر واشنطن على التراجع عن مواجهة بكين.
الرئيس الصيني نفسه أحد الأسباب، حيث أثيرت تكهنات حول صحته، ما قد يدفعه إلى اتخاذ قرار غزو تايوان، لترسيخ إرثه باعتباره الشخص الذي يعيد توحيد الصين.
وتضيف "جلوبال جارديان"، أن الرحلات الاستفزازية للمسؤولين الأمريكيين إلى تايوان هي أحد الأسباب التي قد تعجل بالغزو الصيني، فضلاً عن استمرار الدعم العسكري الأمريكي للجزيرة ومبيعات الأسلحة الضخمة لتايوان.
وفي أبريل الماضي، وافق مجلس النواب الأمريكي، على حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 8 مليارات دولار إلى تايوان تهدف إلى مقاومة العدوانية الصينية ضد الجزيرة، وحذرت بكين وقتها من أن الدعم العسكري الأمريكي لتايوان يزيد من "خطر حصول نزاع".
فيديو قد يعجبك: