في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيو السودان بين القتل والتهديد بالاعتقال
كتب- مصراوي
تحيي الأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة سنويًا في الـ 3 من مايو، من كل عام، ويصادف احتفال هذا العام اﻟذﻛرى الـ31 لليوم العالمي لحرية الصحافة، الذكرى التي تتزامن مع مرور عام على الحرب التي يشهدها السودان، وتزايد معاناة الصحفيين السودانيين، واستمرار المخاطر المحيطة بهم، الذين قتل بعضهم بشكل مباشر، بينما قُتل البعض الآخر بسبب القصف خلال قيامهم بعملهم.
ويتعرض الكثير من الصحفيين في مناطق الصراع حول العالم، لتهديدات عدة، بداية من الضغوط السياسية والنفسية، حتى أن الأمر يصل إلى الاعتقال والاغتيال والقتل، خاصة في السودان الذي يتعرض فيه العاملون في المجال الصحفي والإعلام للكثير من المخاطر.
وتسيطر قوات الجيش التابعة لرئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، والذي يقع مقره في بورتسودان، على المناطق الواقعة شرق النيل، فيما يسيطر محمد حمدان دقلو، المعروف أيضًا باسم "حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من الخرطوم ويسيطر على عدة مدن رئيسية في دارفور وغرب البلاد.
"هناك عدد كبير من الصحفيين والصحفيات، تم قتلهم، بعضهم بشكل مباشر، بينما الآخر بسبب القصف خلال قيامهم بعملهم، بحسب ما قاله محمد الأسباط رئيس تحرير منصة مشاوير نيوز الالكترونية، الذي أضاف أن "حياة الصحفي اليوم داخل السودان في خطر، لأنه إذا كنت موجود في مواقع الدعم السريع مثلاً ولم تنشر دعاية لهم فسيتم تصنيفك بأنك عميل للجيش".
وأوضح الصحفي السوداني، خلال تصريحات صحفية له، أنه وفق نقابة الصحفيين السودانيين فإن أكثر من 90% من الصحفيين السودانيين إما مهجرين ولاجئين خارج السودان أو نازحين داخل البلاد، ونظراً لصعوبة الحصول على عمل صحفي فقد لجأ بعضهم لامتهان مهن أخرى غير الصحافة.
فيما عبر صحفيون سودانيون، على مواقع التواصل الاجتماعي، أنه لا أحد يعمل في المجال الإعلامي يشعر بالأمان داخل السودان سوى من يعمل في المؤسسات الحكومية وداخل مناطق سيطرة الجيش، بل إن حتى العاملين في مؤسسات صحفية دولية - يفترض أن توفر لهم بعض الأمان - يشعرون بالخوف ايضاً.
كما أكدوا وجود حالات اعتداء تعرض لها صحفيون كما تعرضت مقرات صحف ووسائل إعلام مختلفة للتخريب والتدمير المتعمد، فبحسب اتحاد الصحفيين السودانيين، فإن عددًا من المقرات الصحفية والإعلامية تم تحطيمها ونهب المعدات منها وخصوصاً محطات الإذاعة والتلفزيون العامة، وأنه تم بيع تلك المعدات على أرصفة المدينة.
بينما تعرضت قناة النيل الأزرق للمصير ذاته، فتمت سرقة جميع معداتها وعرضها للبيع في سوق أم درمان، فضلًا عن أن 3 وسائل إعلام بارزة ، وهي قناة سودان 24 وقناة البلد ومكتب هيئة الإذاعة البريطانية في الخرطوم، للتخريب والنهب بحسب الاتحاد الذي دعا كافة المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحرية الصحافة إلى استنكار ما يحدث، والعمل على إيقافه.
وخلال الأشهر الماضية، توقفت 26 صحيفة مطبوعة عن الصدور كما توقفت عشر محطات إذاعية وطنية عن البث، فيما أغلقت 7 محطات إذاعية محلية أبوابها، ولا تزال اثنتان فقط تبثان بشكل متقطع، بحسب ما قاله صحفيون سودانيون.
وبحسب تقرير سابق لمنظمة مراسلون بلا حدود فإن من بين الضحايا الإعلاميين عمار ضو، مراسل قناة السودان 24 وموقع الساقية برس، الذي تعرض للاعتداء والضرب على يد شرطي في القضارف، لمجرد تصوير سيارة شرطة للتقرير الذي كان يعمل عليه.
كما ذكر التقرير حالات اختطاف لصحفيين، فعلى سبيل المثال اختطف مراسل وكالة السودان للأنباء محمد عبد الرحيم من أمام منزله في العاصمة الخرطوم، في 3 ديسمبر، في حين تم اختطاف بهاء الدين أبو قاسم، الصحفي في صحيفة أخبار اليوم اليومية، في أوائل ديسمبر بحسب ما أبلغت شقيقته زملائه، ووفقاً لما ذكرته نقابة الصحفيين السودانيين. ولم ترد أي أخبار عن أي منهما منذ ذلك الحين.
فيديو قد يعجبك: