لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مفاوضات غزة بالقاهرة.. هل ينجح المقترح المصري في الوصول لاتفاق بين إسرائيل وحماس؟

06:00 م السبت 04 مايو 2024

هنية والسنوار

كتبت- أسماء البتاكوشي

بعد مرور أكثر من 200 يوم على الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، ومرور جولات عدة من المفاوضات خلال الشهور الماضية، والتي انتهت غالبيتها بالفشل، لكن المفاوضات الجارية في القاهرة بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية، قد تكون بمثابة انفراجة للوضع المتأزم في القطاع، وتأجيلًا للعملية الإسرائيلية المرتقبة على رفح.

ووصل وفد من حركة حماس إلى القاهرة، اليوم السبت، لاستكمال المحادثات حول الهدنة المقترحة، إذ نقلت قناة القاهرة الإخبارية، عن مصدر رفيع قوله، إن هناك تقدمًا ملحوظًا في المفاوضات، موضحًا أن الوفد الأمني المصري "توصل إلى صيغة توافقية بشأن معظم نقاط الخلاف".

1

يتضمن المقترح المصري 3 مراحل، مدة الأولى 40 يومًا، والثانية 42 يومًا، والثالثة 42 يومًا، وتبدأ حماس في المرحلة الأولى من الاتفاق بإطلاق سراح المحتجزات المدنيات الإسرائيليات، مقابل الإفراج عن السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل.

وبعد هذه الدفعة الأولى، تنسحب القوات الإسرائيلية من الطريق الساحلي في غزة، وتتجه إلى الداخل لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، إذ يسمح هذا الانسحاب للنازحين المدنيين بالعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، على أن تقدم "حماس" قائمة بالمحتجزين الذين على قيد الحياة خلال هذه الفترة، فيما يجري الطرفان في الأسبوع الثالث "مفاوضات مباشرة" بهدف "استعادة الهدوء الدائم"، وبعد 3 أسابيع من المرحلة الأولى تنسحب القوات الإسرائيلية من وسط غزة.

2

والمرحلة الثانية تتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين لدى الحركة، سواء من المدنيين أو الجنود، مقابل الإفراج عن المزيد من السجناء الفلسطينيين، ولن يبدأ إطلاق سراح المحتجزين الجنود قبل بدء التهدئة.

أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فتتضمن الإفراج عن رفات الأسرى في غزة، مقابل الإفراج عن المزيد من السجناء الفلسطينيين، والبدء في خطة خمسية لإعادة إعمار القطاع، مقابل قبول "حماس" عدم إعادة بناء ترسانتها العسكرية.

“مسار المفاوضات لا يزال ضبابيًا بين ما هو متاح وما يمكن التنازل عنه من قبل حماس وإسرائيل"، وفقًا لـ الدكتور حسن مرهج عميد كلية الإعلام جامعة الناصرة في فلسطين والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الذي يرى أن الوساطات القطرية والمصرية تعمل في إطار تقريب وجهات النظر ووضع حد للحرب.

ويقول مرهج خلال حديثه لـ"مصراوي"، أن الموقف الأمريكي برغم تصريحات البيت الأبيض أو الخارجية الأمريكية التي تدعو لضرورة التوصل لهدنة، لكن هذا موقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل يعطيها قوة مضاعفة، فضلًا عن دول الاتحاد الأوروبي التي بدورها تقوم بدعم تل أبيب، يمكن أن يغير إلى حد ما مسار المفاوضات.

images (3) (31)

وعن تهديدات إسرائيل بشأن اجتياح رفح، يوضح عميد كلية الإعلام جامعة الناصرة في فلسطين والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أنها تعتمد على جانبين، الأول ضغط سياسي عبر رفع سقف التفاوض من خلال التهديد باجتياح المدينة الحدودية، والثاني عسكري تسعى من خلاله تل أبيب لإعادة ترميم صورتها التي اهتزت منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، وبين هذا وذاك هناك إشكالية من الصعب الالتفاف عليها تتعلق بمدى قدرة كل الأطراف على تذليل العقبات، لا سيما أن هذه العقبات تمثل نظرية "من يصرخ أولًا ويقدم تنازلات".

وحسب مرهج فإن التهديدات الإسرائيلية والمدعومة ضمنًا من قبل الولايات المتحدة حيال اجتياح رفح، تؤكد بأن الميدان هو الفصل، وأن كل طرف يسعى من جانبه لتعزيز موقعه الميداني والمقايضة سياسيًا، وهنا جوهر الصراع، لكن في المقابل فإن إسرائيل تدرك بأن اجتياح رفح ليس نزهة، وحماس أيضًا تدرك بأن اجتياح رفح سيجعلها تفقد الكثير من قياديها.

فيما تحدث الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية لـ"مصراوي" أن المفاوضات تجري في مسار جيد، خاصة بعد وصول وفد حركة "حماس" إلى القاهرة للوصول إلى اتفاق هدنة، والخلافات الموجودة ما هي إلا تباينات في بعض الرؤى للوصول إلى الهدف الرئيسي، لكنها ليست رفضًا لاستمرار المفاوضات أو تعثرها.

images (4)

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية، أنه يوجد قناعة من قبل الأطراف كافة، أن المفاوضات هي الحل للوصول إلى المرحلة الأولى، والتي يبذل فيها الجانب المصري جهودًا كبيرة، إذ تحاول القاهرة تحصين الاتفاق من أي خروقات إسرائيلية، وأن تمضي في مراحله الثلاث وليس الأولى فقط.

وعن احتمالية مماطلة الاحتلال في الصفقة بشأن العودة إلى عملياته في غزة من جديد، فإن الجانب المصري يعمل على هذا الأمر تخوفًا من عدم التزام إسرائيل بمراحل الصفقة الأولى، وفقًا للدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، الذي يعتقد أن الصفقة على مرحلة واحدة لن تتم بهذا الشكل، لأنها تشبه صفقة جلعاد شاليط الجندي الإسرائيلي، مؤكدًا أن استمرار العمل العسكري لا يخدم إسرائيل بالعكس ربما سيؤدي الى حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.

بينما يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية غسان محمد في حديثه لـ"مصراوي"، أن الساعات القليلة المقبلة قد تحمل تطورات مهمة فيما يتعلق بصفقة الأسرى بين حماس وإسرائيل، خاصة وأن الأمور تسير في اتجاهين، الأول: التوقيع على اتفاق إطار يتضمن تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة وإطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى والإعلان عن هدنة تستمر 6 أو 8 أسابيع قابلة للتمديد، يتم بعدها الانتقال إلى المرحلة الثانية ومن ثم الثالثة مع استمرار الهدنة.

images (5)

ويقول غسان محمد، إنه أمام هذا الاتجاه توجد توجد عقبة واحدة تحول أمام نجاح الهدنة وهي الدعوة إلى وقف إطلاق نار دائم، وتصر حماس على الحصول على ضمانات أمريكية وحتى مصرية قبل توقيع الاتفاق بشأن تلك النقطة.

أما الاتجاه الثاني وفقا للباحث في الشؤون الإسرائيلية فإنه يشمل انهيار المفاوضات وبدء إسرائيل بتنفيذ تهديداتها وشن عملية عسكرية في رفح دون عملية اجتياح بري واسعة والتركيز على عمليات قصف جوي مكثف على بعض الأحياء في المدينة، لكن هذا الاتجاه يراه "غسان" ضعيفا.

لكن إسرائيل قد تلجأ لهذا الاتجاه لتحقيق هدفين رئيسيين، أولهما مواصلة الضغط العسكري واستخدام ذلك كورقة ضغط على حماس لإجبارها على تقديم تنازلات أكبر في موضوع صفقة الأسرى، وهذا الأسلوب يندرج في إطار سياسة التفاوض تحت النار، لتحقيق مكاسب سياسية فشل جيش الاحتلال في تحقيقها بعد 7 أشهر من الحرب، بحسب الباحث في الشؤون الإسرائيلية.

بينما يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية أن الهدف الثاني يتضمن عملا عسكريا منضبطا في رفح، وهو مايسعى إليه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إرضاءًا لشركائه في الحكومة من اليمين المتطرف وخاصة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش اللذان يهددان بإسقاط الحكومة اذا وافقت على صفقة الأسرى أو تراجعت عن العمل العسكري في رفح، و ما يهم نتنياهو هو الحفاظ على ائتلافه الحكومي بأي ثمن وضمان عدم ملاحقته قضائيًا في محكمة العدل الدولية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان