بدء الإخلاء الفوري لرفح.. أي ورقة تمنع الاجتياح الوشيك؟
كتبت- سلمى سمير:
رغم تصريحات إسرائيل المستمرة عن حسم مسألة اجتياح مدينة رفح، لكن المفاوضات الجارية أعطت أملًا بإمكانية توقف الاجتياح في سبيل التوصل إلى هدنة وهو ما لم يدم طويلًا عقب وصول المفاوضات بين الجانبين أمس إلى مرحلة حرجة شرعت إسرائيل بعدها فورًا في التحضير للهجوم على المدينة الجنوبية.
سبق الهجوم على رفح، عملية للمقاومة الفلسطينية اعتبرتها إسرائيل إيذانًا للخلاص من أذرع حماس في المنطقة، وذلك عقب زعم إسرائيل انطلاق صواريخ كتائب القسام في عملية معبر كرم أبو سالم من مدينة رفح، مشيرة إلى رصد نحو 10 قذائف أطلقتها حركة حماس من هناك، وهو الهجوم الذي رفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الإفصاح عما إذا كان وراء اجتياح رفح، لكنه اكتفى بقول "إنه كان تذكيرًا بوجود حماس".
لكن بالحديث عن تسبب فشل المفاوضات أو نجاحها أو حتى انطلاق عملية للمقاومة من رفح، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سبق أي تكهنات بتصريحه بأن إسرائيل ستجتاح رفح سواء نجحت في الحصول على اتفاق بشأن الأسرى أو لم تنجح، وهو ما زامن توقيت دراسة حركة حماس لمقترح الوسطاء من أجل التوصل إلى هدنة تتضمن في إحدى بنودها وعودًا أمريكية بمناقشة وقف إطلاق نار دائم عقب إطلاقها سراح جميع الأسرى الإسرائيليين.
ومع حالة الانقسام التي تشهدها الإدارة الإسرائيلية، لكن عدة مسؤولين أكدوا على حتمية العملية العسكرية في رفح، منهم رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، والذي أكد على انتهاء الحكومة الإسرائيلية من مناقشة مسألة غزو رفح بريًا.
ورقة ضغط
ومع أن حديث معظم المسؤولين الإسرائيليين يذهب في اتجاه يظهر أن اجتياح رفح لا رجعة فيه، لكن مسؤول إسرائيل رفضت صحيفة "يدعيوت أحرونوت" الإسرائيلية الكشف عن هويته، قال إن الضوء الأخضر الذي أعطته تل أبيب لبدء العملية العسكرية في رفح يمكن سحبه مجددًا في حال قبلت حماس بالاتفاق المطروح حاليًا والذي يتضمن إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزيين.
وإضافة لذلك كان كبار القادة الأمنيين في إسرائيل قد عقدوا اجتماعًا أُفصح عن نتائجه أمس، أكدوا خلاله أن الحرب في غزة وصلت إلى طريق مسدود عقب خسارة الدعم الأمريكي لاجتياح رفح إضافة لتفكك الشارع الإسرائيلي المطالب باستقالة الحكومة.
وحضر الاجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي المطالب علنًا باجتياح رفح، والذي أكد رفقة رؤساء هيئة الأركان والشاباك والموساد ومسؤول ملف المفاوضات، على أن إسرائيل لم تستطع تحقيق مكاسب من حرب بقولهم "لا نخوض حرب فعلية".
كما أعربوا عن استعدادهم للقبول بمطالب حركة حماس المتمثلة في عودة النازحين لمنازلهم شمال غزة والانسحاب من محور نتساريم دون شروط مسبقة مقابل عودة الأسرى، مشددين على أن ملف الأسرى يشكل أولوية بالنسبة لهم.
محدودة أم شاملة
منذ بدأت إسرائيل في الحديث عن نواياها لاجتياح مدينة رفح، وجدت أمامها المعارضة الأمريكية لهذا القرار الذي طالبت إسرائيل بتقديم ضمانات حول آلية الهجوم وكيفية حماية المدنيين، إضافة إلى حثها إلى إمكانية الاستعانة بعملية مؤقتة بدلًا من أخرى شاملة، وهو قالت إسرائيل إنها ستنفذه في العملية الحالية بمطالبتها سكان شرق رفح بإخلاء المنطقة.
ناشدت إسرائيل في المنشورات التي ألقتها على النازحين مناطق الجنينة وتبة زراع والبيوك وبلدية الشوكة وأحياء السلام، حيث طالبت ساكني المناطق المذكورة بالنزوح نحو ما زعمتها "المنطقة الإنسانية الموسعة" في المواصي، الممتدة بين رفح وخان يونس والتي شهدت مجازر سابقة لقوات الاحتلال رغم إعلانها مناطق آمنة.
وبخلاف الرواية الإسرائيلية عن أمد العملية لا تتوفر أي معلومات أخرى حتى الآن، وهو ما تحدث عنه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، بقوله إن إسرائيل لم تقدم خططًا حول تفاصيل الهجوم المحتمل على رفح، وهو أيضًا ما لم يؤكده المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، حين رفض الإفصاح عما إذا كانت الإدارة الأمريكية قد اضطلعت على تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على رفح.
فيديو قد يعجبك: