الاحتلال وأكذوبة المناطق الآمنة.. النازحون في المواصي ليسوا بمأمن
كتبت- سلمى سمير:
مع مطالبة قوات الاحتلال الإسرائيلي للنازحين في مدينة رفح بترك ملجأهم الأخيرة داخل القطاع والاتجاه ناحية منطقة المواصي بصفتها منطقة "آمنة"، تذكر المنطقة بتاريخ ليس ببعيد من استهداف إسرائيل للمناطق التي يسميها آمنة، وهو ما كرره اليوم باستهداف المدنيين أثناء طريقهم للنزوح.
ذكرت مصادر في قطاع غزة لموقع "مصراوي" أن قوات الاحتلال استهدفت النازحين بينما كانوا في طريقهم بشارع صلاح الدين بمدينة رفح من أجل التوجه إلى منطقة المواصي التي يزعمها الاحتلال كونها "آمنة".
خدعة المناطق الآمنة
منذ الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة في أواخر أكتوبر الماضي، قسمت إسرائيل قطاع غزة لـ623 منطقة مرقمة يخضع كل واحدة فيها لسيطرته وتعليماته، بدأ خلال تلك المرحلة توجيه النازحين وتوزيعهم على المناطق التي يحددها "آمنة" ويرسم لهم طرقًا يسلكوها لتجنب ويلات القتال.
شهدت تلك المسارات المسماة "آمنة" استهداف المدنيين على مدار 8 أشهر من الحرب المندلعة في الـ7 من أكتوبر الماضي، منها منطقة المواصي التي ألقى الطيران الإسرائيلي منشورات على أهالي مدينة رفح تطالبهم بالنزوح إليها.
في الـ20 من فبراير الماضي طالبت قوات الاحتلال الإسرائيلي سكان حي الزيتون شمالي قطاع غزة بترك منازلهم والنزوح تجاه منطقة المواصي بصفتها "آمنة" كما يزعم لتمر ساعات قليلة على نزوح الفلسطينيين إلى المنطقة حتى يرتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق المدنيين تخلف عددًا من الشهداء والمدنيين.
خلال ذلك الهجوم أطلقت المدفعية الإسرائيلية ذخائرها على خيام النازحين داخل حي المواصي بشكل مستمر لم تستطع سيارات الإسعاف خلال ذلك الهجوم من الوصول إلا بعد انتهاء المجزرة في المنطقة التي سماها المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي "منطقة إنسانية".
وباستهداف النازحين في المواصي وفي طريقهم إليها للمرة الثانية خلال الحرب الدائرة، يسلط الضوء على الأوضاع الإنسانية داخل المنطقة التي قالت إسرائيل سابقًا إنها مجهزة بالمستشفيات الميدانية والكميات الكبيرة من الغذاء والماء إضافة إلى عددًا كبيرة من الخيم، لكن الأوضاع المعيشية داخل المخيم تشير لعكس ذلك.
وضع متدهور
بحسبما ذكر مصدر لموقع "مصراوي" فقد تم نزوح عدد كبير من الفلسطينيين من رفح إلى وسط قطاع غزة وإلى المواصي عقب إلقاء المنشورات أمس وعقب الاجتياح البري الذي حدث فجر اليوم، لكن الأوضاع داخل ملاجئ النزوح غير مهيئة لاستقبال الفارين بداية من ضيق المساحة المكانية التي لن تستوعب 1.7 مليون شخص موجودين داخل رفح بحسب إحصاءات الأمم المتحدة وصولًا تدهور البنية التحتية بالمنطقة.
أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة تحذيرًا اليوم على لسان مديرها سكوت أندرسون من خطورة انتقال المدنيين إلى منطقة المواصي والتي يقول الاحتلال إنه وسعها مؤخرًا.
قال أندرسون في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الأوضاع في منطقة المواصي "غير مناسبة تمامًا" لاستقبال النازحين مع انتشار مشاهد الدمار في جميع أنحاء المنطقة نظرًا للقصف الشديد الذي شنه الاحتلال على مدينة خان يونس، حيث أكد سكوت أن مرافق العناية الصحية والبنية التحتية في المواصي غير مؤهلة لأن تستقبل أهالي رفح في الوقت الحالي.
فيديو قد يعجبك: