لماذا هاجمت إسرائيل رفح رغم موافقة حماس على المقترح المصري؟
كتب- مصراوي
بعد مرور نحو 48 ساعة على أمر الاحتلال الإسرائيلي، المدنيين الفلسطينيين بإخلاء بعض المناطق من القطاع الشرقي من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، استعدادًا لهجومه على المدينة المكتظة بالنازحين الذين هربوا من محافظات الشمال والوسط ولجأوا إلى المدينة الحدودية مع مصر باعتبارها الملاذ الآمن الوحيد، أثار هذا القرار انتقادات عدة من جانب مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت وكالة بلومبرج إن جيش الاحتلال، طلب من المدنيين الخروج من القطاع الشرقي من رفح، كمقدمة لهجومه عليها، وكجزء من حملته التي دمرت معظم قطاع غزة المحاصر وتسببت في استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
وبعدما وجهت بعض الدول انتقادات لإسرائيل، بينما البعض الآخر عبر عن قلقه إزاء المدنيين، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، قائلا: إن الجيش لا يوجد خيار أمامه سوى أن يبدأ عملية عسكرية في رفح، بحسب ما أوضحته الوكالة في مقال لها.
وأجابت وكالة بلومبرج على أسئلة، أوضحت فيهم ملابسات هجوم الاحتلال الإسرائيلي على المدينة الحدودية مع مصر.
ما هي رفح؟
تقع مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ويبلغ عدد سكانها نحو 280 ألف نسمة، وهي بالقرب من حدود غزة مع مصر التي يبلغ طولها 12 كيلومترا، وتعتبر موقع نقطة العبور الرئيسية بين الجهتين، وتحاصر إسرائيل الآن فيها أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم حوالي 2.2 مليون نسمة، حسب الأمم المتحدة.
وقد أنشئ معبر رفح بشكل أساسي للمشاة، ولكنه يستخدم الآن لنقل المساعدات الحيوية إلى غزة، ولكن توزيع المساعدات -بحسب بلومبرج- تعوقه الأعمال العدائية المستمرة، ويأتي بعضها الآخر عبر معبر كرم أبو سالم الذي يربط غزة بإسرائيل.
كيف الوضع في رفح الآن؟
كشفت مقاطع الفيديو والصور مدينة رفح مليئة بالخيام والمنازل المؤقتة في مجموعات مكتظة بالسكان، التي يواجه فيها النازحين الناس نقصا في الغذاء والدواء.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن قلة الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية ومرافق الصرف الصحي، أدت إلى أمراض ووفيات يمكن تلافيها" ووصفت رفح بأنها "طنجرة ضغط مليئة باليأس".
كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن التوغل البري في رفح سيشكل "مخاطر كارثية على 600 ألف طفل يحتمون حاليا في هذا الجيب".
ولفتت إلى أن الأشخاص الذين يغادرون رفح يواجهون ممرات قد تكون ملغومة أو مليئة بالذخائر غير المنفجرة، بالإضافة إلى مشكلة المأوى ومحدودية الخدمات.
ما المنظور الإسرائيلي بشأن عملية رفح؟
وبحسب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإنه من المستحيل تحقيق هدف تدمير حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إذا تركت إسرائيل ما تزعم أنها آخر كتائب الحركة في رفح، إذ يقدر الإسرائيليون أن ما بين 5 آلاف و8 آلاف منهم متحصنون هناك.
كما أن نتنياهو يحاول التوفيق بين رؤية شركائه اليمينيين المتطرفين المؤيدين للحرب بالداخل، والتعاون مع الولايات المتحدة التي ساعدت المجهود الحربي الإسرائيلي ولكنها تعلن مع دول أخرى معارضتها لتوغل جديد في رفح دون خطة لحماية المدنيين، وفقًا لبلومبرج.
وحسب الوكالة الأمريكية، فإن قرار ملاحقة حماس في رفح يهدد للمرة الثانية بعرقلة صفقة يمكن أن تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، التي أوقف مفاوضاتها اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.
فيديو قد يعجبك: