كيف ردت إسرائيل على الخطوة الأمريكية بوقف مبيعات أسلحة؟
كتبت- سلمى سمير:
"استخدموها في قتل المدنيين بغزة" كانت هذه بعض الكلمات التي خرج بها الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأربعاء، ليُعلن عن قرار فريد من نوعه بإيقاف إرسال شحنات أسلحة أمريكية إلى إسرائيل.
تضمنت الصفقة التي أُلغي إرسالها قنابل تزن الواحدة منها ألفي رطل، والتي قال عنها بايدن إن إسرائيل استخدمتها في قتل المدنيين بقطاع غزة من خلال استهداف المباني السكنية، مضيفًا أن الأسلحة المعلقة إرسالها تحتوي أيضًا على أسلحة وقذائف مدفعية.
جاء اجتياح رفح بريًا ككلمة السر لتبرير اتخاذ الإدارة الأمريكية مثل تلك الخطوة، والتي قال عنها بايدن إنها تندرج تحت قائمة الضغوطات الأمريكية لمنع إسرائيل من دخول رفح بشكل كامل مشيرًا إلى أن إسرائيل لم تدخل رفح بعد ضمن الرؤية الأمريكية وإذا دخلتها بشكل فعلي ستُحرم من الأسلحة التي اعتادت واشنطن إرسالها إلى حليفها التاريخي.
وبينما أكد بايدن على الضغط على إسرائيل لمنعها من القيام بعملية شاملة في رفح، لكنه طمأن تل أبيب بحرص واشنطن على ضمان حقها في الدفاع عن نفسها لعدم تخطيها "الخط الأحمر" حتى الآن حسب تعبيره، وهو يؤهل إسرائيل للاستمرار في الحصول على الأسلحة الدفاعية من الولايات المتحدة تحديدًا فيما يتعلق بأنظمة القبة الحديدية لضمان عدم تعرض إسرائيل لأي هجمات.
كيف ردت إسرائيل؟
بين اتهامات بحب حركة حماس له وتعهدات بمواصلة الحرب وتهديدات باحتلال رفح، تنوعت الردود الإسرائيلية على رأسها تعليقات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي علق على القرار، عن طريق إعادة التغريد عبر حسابه على منصة "إكس" بتصريحات أدلى بها في مناسبة سابقة الأسبوع الجاري، والتي جاء فيها "إسرائيل ستقف وحدها ضد حماس إذا لزم الأمر".
وأضاف نتنياهو، خلال تصريحاته، أن إسرائيل تواجه وللمرة الثانية أعداء عازمين على تدميرها، مخاطبًا المسؤوليين الدوليين الساعين لفرض الضغوطات على إسرائيل، بأنهم لن يستطيعوا ردعها عن حقها في الدفاع عن نفسها.
من جانبه دعا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إلى اجتياح رفح بشكل كامل عقب تصريحات بايدن من أجل القضاء على حركة حماس وتحقيق أهداف الحرب المعلنة، مشددًا على ضرورة استمرار الحرب في غزة رغم ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لوقف الحرب باستخدام ورقة الأسلحة، وفي ذات واكبه زميله في الحكومة وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير بتصريحات من نوع آخر والتي اتهم فيها بايدن بالعمل لصالح حماس قائلًا "حماس تحب بايدن".
وبينما أكد المسؤولون الإسرائيليون في الداخل على استمرار إسرائيل في الحرب بشكل منفرد رغم أي ضغوطات خارجية من شأنها العمل على إذعان تل أبيب، استخدمت إسرائيل ورقة أخرى وهي الانتخابات الأمريكية المقبلة والتي يتنافس فيها بايدن البالغ من العمر 81 عامًا ضد دونالد ترامب العائد إلى السباق الرئاسي عقب قضائه ولاية واحدة في سدة الحكم الأمريكي، حيث أشار المندوب الإسرائيلي بالأمم المتحدة جلعاد إردان، إلى تردد اليهود المتواجدون في الولايات المتحدة في دعم بايدن خلال الانتخابات المقررة نهاية العام.
كم نسبة صادرات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل؟
منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في الـ7 من أكتوبر الماضي، أغدقت واشنطن وهي أكبر داعم عسكري لإسرائيل حليفتها بدعم عسكري منقطع النظير، وذلك من خلال تعهد الإدارة الأمريكية بدعم إسرائيل عسكريًا لأجل ضمان حقها في الدفاع عن نفسها وذلك من خلال حزمات مساعدات عسكرية متتالية كانت آخرهم ما شكر نتنياهو "أصدقاء إسرائيل" عليها.
يشكل الدعم العسكري الأمريكي 68% من إجمالي الواردات العسكرية الإسرائيلية، أظهرت إسرائيل منذ أبدت نيتها بغزو برفح مخاوف من خسارته جراء معارضة الإدارة الأمريكية الشديدة للخطوة المذكورة، وهو ما تم ذكره خلال اجتماع كبار قادة الأمن الإسرائيلي الأخير والذي ناقشوا فيه خطورة اجتياح رفح ضمن عملية شاملة بسبب الرفض الأمريكي إضافة لانقسام الشارع الإسرائيلي.
وليست تلك بالمرة الأولى التي تواجه فيها إسرائيل عقبة الحظر الأمريكي أمامها، لكنها الأولى فيما يتعلق بغزة، مع اصطدامها بقرار سابق عام 1982 عندما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ريجان حينها حظرًا على صادرات الأسلحة العنقودية إلى إسرائيل لمدة 6 أعوام، عقب كشف تحقيق الكونجرس الأمريكي عن استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة المحظورة خلال مناطق سكانية في حرب لبنان.
فيديو قد يعجبك: