إعلان

"الجيش خارج المعركة".. كيف تخطط الصين للسيطرة على تايوان دون طلقة واحدة؟

05:40 م الخميس 27 يونيو 2024

الجيش الصيني

كتب- محمود الطوخي

كشفت مؤسسة بحثية أمريكية، أن الجيش الصيني بإمكانه عزل تايوان، وإجبارها على الخضوع لسلطة الحزب الشيوعي في بكين "دون الاضطرار لإطلاق رصاصة واحدة".

وتزداد المخاوف العالمية من أن ينفذ الرئيس الصيني شي جين بينج تهديداته بإخضاع تايوان باستخدام "القوة إذا لزم الأمر"، نتيجة لاتّبعاه نهجا تسيطر عليه نزعة عدائية متزايدة نحو تايوان، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية التي أشارت إلى أن رفض بكين إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا يعزز من هذه المخاوف.

صورة 1

ويرى محللون عسكريون، أن الإجراءات الصينية التصعيدية المحتملة تنحصر في خيارين، إما غزو عسكري شامل أو حصار للجزيرة.

لكن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن "سي إس آي إس"، أشار إلى وجود خيار ثالث متاح أمام الجيش الصيني، وهو "العزل".

صورة 2

المنطقة الرمادية

وفي هذا الصدد، أوضح المركز الأمريكي، أن بكين قد تلجأ إلى استخدام تكتيكات "المنطقة الرمادية"، التي تتضمن إجراءات أقل قليلا من الحرب المعروفة، والتي يمكن لخفر السواحل الصيني أن ينفذها وكذلك أجهزة الشرطة والسلامة البحرية، بفرض عزل كامل أو جزئي على الجزيرة، كما أنه قد يشمل أيضا منع الوصول إلى موانئها إلى جانب قطع الإمدادات الحيوية عنها مثل الطاقة، ما يهدد 23 مليون تايواني.

وذكر معدّوا التقرير أن الأسلحة الرئيسية في الجيش الصيني، قد تؤدي دورا مساعدا فقط في العملية.

صورة 3

ونوّه التقرير البحثي الأمريكي، إلى أن الصين زادت من ضغوطها على تايوان في السنوات الماضية، ما أثار مخاوف من أن تتحول التوترات الدبلوماسية والسياسية إلى صراع مباشر.

وفي وقت سابق من يونيو الجاري، حذّر وزير الدفاع الصيني دونج جون، خلال منتدى "حوار شانجريلا" بسنغافورة، من "يدعمون التحركات لاستقلال تايوان"، من أن الأمر سيودي بهم إلى "التدمير الذاتي".

وأكد دونج في حديثه، على أن الصين ستتخذ إجراءات أكثر صرامة للحد من استقلال تايوان "والتأكد من إفشال هذه المؤامرة أبدا"، موجها النقد اللاذع لدول "متدخلة" تبيع أسلحة للجزيرة وتجري اتصالات رسمية "غير قانونية" معها.

صورة 4

وانكشفت تكتيكات "المنطقة الرمادية" التصاعدية من قبل بكين، خلال اشتباكات لخفر السواحل الصيني ضد قوارب عسكرية فلبينية قبل أيام في بحر الصين الجنوبي.

كما لوحظ تزايد مستوى العنف خلال هذه الاشتباكات، مقارنة بحوادث سابقة، بأحد المواقع المتنازع عليها بين الصين والفلبين.

صورة 5

عزل الجزيرة

كذلك أصبح واضحا "الترهيب العسكري والاقتصادي"، الصيني ضد تايوان ذات الاقتصاد الحر المتطور، وخصوصا في عهد الرئيس شي جين بينج.

ويصر الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، على أن الجزيرة تابعة له، بالرغم من عدم سيطرته عليها مطلقا، كما وعد بإعادة توحيدها باستخدام القوة إذ استلزم الأمر.

ومع ذلك، أشار تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إلى أن بكين تمتلك خيارات تمكنها من إبقاء الجيش "خارج المعركة"، كما يتيح لها وضع تايوان وداعميها في موقع "البادئ بالحرب"، للحفاظ على الحكم الذاتي للجزيرة.

صورة 6

وذكر أن خفر السواحل الصيني باعتباره جهة لإنفاذ القانون، يستطيع التحكم في حركة الشحن حول الجزيرة أو وقفها من الأساس، فيما يُعرّفه المركز الأمريكي بـ"العزل (وهو عملية تنفذها قوات إنفاذ القانون للسيطرة على الحركة البحرية أو الجوية داخل منطقة ما)"، وهو أسلوب يختلف عن الحصار (ذو الطبيعة العسكرية والذي يعدّه القانون الدولي عملا حربيا).

تحايل على القانون الدولي

وقال الفريق البحثي الأمريكي في التقرير، إن "العزل" الذي يقوده خفر السواحل الصيني ليس إعلان حرب ضد تايوان، وهو ما سيضع أمريكا في موقف صعب، وفق تحذيراتهم.

صورة 7

ووفقا لقانون العلاقات مع تايوان، فإن الولايات المتحدة مجبرة على تزويد الجزيرة باحتياجاتها العسكرية للدفاع عن نفسها وصد العدوان، غير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن مرارا أن القوات الأمريكية ستشارك في حماية تايوان.

وفي حال التزمت واشنطن بتعهداتها للجزيرة، وأرسلت سفن أو قوات أمريكية إلى تايوان، سيُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها من بدأ "بالأعمال العسكرية العدائية" ضد بكين.

وتقدر أعداد السفن العاملة في خفر السواحل الصيني بنحو 150 سفينة عابرة للمحيطات و400 أخرى أصغر حجما، كما تمتلك وكالة السلامة البحرية التابعة للبحرية الصينية، الأضخم في العالم، مئات السفن، إلى جانب قوارب الصيد المدمجة في الجيش، وفقا للتقرير.

صورة 8

على الجهة المقابلة، يمتلك خفر السواحل التايواني 10 سفن عابرة للمحيطات وقرابة 160 أخرى أصغر حجما، ما يجعله يعاني عجزا كبيرا في مواجهة القوة البحرية الصينية.

الحصار الاقتصادي

ولفت التقرير إلى أن الخطوات التي اتخذتها بكين "لعزل" تايوان، قد تكون محدودة جدا، مؤكدا أنها ما زالت ذات تأثير اقتصادي "خانق" على الجزيرة؛ إذ أن عددا كبيرا من المنتجين لا يرغبون التعرض لاحتمال مصادرة أملاكهم، ما قد يدفعهم إلى التوقف طواعية عن خدمة تايوان.

وذكر التقرير أن إجراءات التفتيش والمصادرة من قبل خفر السواحل الصيني، قد تشمل الرحلات الجوية وبالتالي تمديد العزل إلى أجواء الجزيرة، موضحا أن المقاتلات الصينية لن تضطر سوى لتحذير عدد قليل من الرحلات الجوية، قبل أن يصبح التأثير خانقا على حركة الملاحة الجوية في تايوان تلقائيا.

صورة 9

وبشكل منتظم، يرصد الجيش التايواني تحليق مقاتلات صينية حول الجزيرة أو تنفيذ اختراقات لأجوائها، حيث قال، الجمعة الماضية، إن 36 مقاتلة صينية دخلت المجال الجوي لمنظوماته الدفاعية.

وعوضا عن الحصار، لن يستوجب "العزل" من بكين إغلاق أو تقييد الوصول لمضيق تايوان، ما يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يخسرون أحد أهم أسباب التدخل وفق القانون الدولي، للحفاظ على حرية الملاحة في الممر المائي الدولي، وفق التقرير.

وأكد التقرير أنه يمكن للصين إعلان نهاية العملية العسكرية وتحقيق أهدافها، إذا ما تم الترويج للعزل على أنه عملية لإنفاذ القانون.

وبحسب مزاعم بكين بتبعية تايوان للأراضي الصينية، فإنها ربما تفرض إقرارات جمركية للسماح بدخول السفن إلى تايوان، أمّا بالنسبة لمن لا يمتثلون للقرار، فإن طريقة التطبيق سيكون لها تأثير سلبي على كافة عمليات الشحن، وفق تقرير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن.

صورة 10

وأردف التقرير: "سيُسمح لسفن إنفاذ القانون الصينية بالصعود على متن السفن وإجراء عمليات تفتيش في الموقع، واستجواب الطواقم، واتخاذ إجراءات أخرى ضد السفن غير الممتثلة".

لذلك، ستتيح تلك الإجراءات نطاقا محدودا لبكين، إذ يمكن أن تركز فقط على ميناء كاوشيونج، وهو الأكثر ازدحاماًفي الجزيرة، والمسؤول عن 57٪ من وارداتها البحرية ومعظم وارداتها من الطاقة، وفقا للتقرير.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان