إعلان

لم يمر يوم إلا وأشتري كتاباً.. حاكم الشارقة يحكي ذكريات دراسته الجامعية في مصر

06:44 م الإثنين 03 يونيو 2024

حاكم ولاية الشارقة سلطان بن محمد القاسمى

كتبت- سلمى سمير:

في مقال له سرد فيه تجربته في الدراسة الجامعية بمصر، حكى حاكم ولاية الشارقة سلطان بن محمد القاسمى، عن ذكرياته في الدراسة بكلية الزراعة جامعة القاهرة عام 1965.

يقول القاسمي، إنه لم يكن يهوى الجلوس في المطاعم حيث يتجمع عدد كبير من الطلاب، لكن وجد بدلًا من ذلك راحة في قضاء الوقت بمكتبة الكلية حينها وكانت تدعى مكتبة "الأنجلو المصرية".

وجد القاسمي الذي كان يبلغ من العمر 13 عامًا وقتها رفيقًا له داخل المكتبة يُدعى العم فكري كراس بخيت وكان يعمل بالمكتبة. يحكي القاسمي عن هيئة بخيت الذي ارتدى "الجلابية" وكان زي المصريين والسودانيين وقتها.

ساعد بخيت حاكم الشارقة في الاضطلاع على الكتب التي ملأت أرفف المكتبة، فكان كل يوم لا يذهب إلا وقد اشترى كتابًا أو اثنين من عند بخيت العامل في "الأنجلو المصرية".

بعد فترة من تردد القاسمي على المكتبة عند العم فكري بخيت لاحظ صاحب المكتبة ويُدعى صبحي جريس، ارتفاع نسبة المبيعات، وعندما سأل بخيت أخبره عن طالب يأتي كل يوم لشراء الكتب جاء للدراسة من الشارقة في بلاد الخليج العربي.

راود صاحب المكتبة الفضول عن الطالب الخليجي، فطلب من بخيت مقابلته، وهو ما رحب به القاسمي بشكل فوري، فذهب إلى جريس حيث يقضي معظم وقته في مكتبة تقع بشارع محمد فريد في وسط البلد، وفي الطريق أخذ العم بخيت يخبره عن صاحب المكتبة التي أنشأها عام 1928 وتخصصت في طباعة الكتب الإنجليزية حينها المتخصصة في المحتوى العلمي والأكاديمي وكتب علم النفس والتاريخ، ثم اتجهت بعد ذلك للطباعة باللغة العربية في أربعينيات القرن الماضي وكانت من أكبر دور النشر وقتها لذلك سميت بـ "الأنجلو المصرية".

في حديث العم فكري للقاسمي، ضمت المكتبة عددًا من كبار المثقفين في مصر حينها بينهم عباس العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم كثيرين، وقضوا في مكتبة "الأنجلو المصرية" وقتًا كبيرًا من أجل الاضطلاع على كتب ملئت أرفف المكتبة.

انبهر جريس بالقاسمي عند مقابلته حيث وجده طفلًا صغيرًا أنشأ مكتبه الخاصة بعد تردده المستمر على "الأنجلو المصرية"، فصار بعدها يساعد الفتى الصغير حينها في تعلم المزيد من خلال تعريفه على مزيد من الكتب وانتقاء مجموعات مختارة له لمساعدته على معرفة المزيد.

يقول القاسمي، إن تجول في شوارع القاهرة طوال 5 سنوات من أجل البحث عن مصادر المعلومات ومعرفة دور الكتب المتواجدة والتي كان كان يقضى بها يومه وقتها، وهي ما لم تنقطع بعد عودته إلى الشارقة فظل على تواصل مستمر بمكتبة "الأنجلو المصرية" والمجمع العلمي المصري.

كان لنبأ معرفة احتراق المجمع العلمي المصري، في ديسمبر 2011 أثرًا بالغًا في نفس حاكم الشارقة، والذي سارع إلى شحن كتب مجمع الشارقة إلى المجمع العلمي في مصر عقب إعادة بنائه، حيث امتلك القاسمي "نسخة من كل كتاب داخل المجمع".

رفض القاسمي في وضع ختم "دار الدكتور سلطان القاسمي" على كل كتاب كما نصحه البعض قائلًا " للمصريين علي دين لهم يد سلفت ودين مستحق" فعادت الكتب كعهدها سابقًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان