إعلان

مؤتمر حاسم للحزب الجمهوري وخطاب مرتقب لترامب بعد محاولة الاغتيال

02:40 م الإثنين 15 يوليو 2024

جو بايدن ودونالد ترامب

واشنطن - (ا ف ب)

وسط توتر شديد يعقد الحزب الجمهوري الأمريكي ابتداء من الإثنين ولغاية الخميس مؤتمره العام في ويسكونسن من أجل اختيار مرشح له يخوض غمار الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 5 نوفمبر المقبل.

وجميع المؤشرات تدل على أن دونالد ترامب هو الذي سيتم ترشيحه لمنافسة ممثل الحزب الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن. ويعول ترامب على حادثة الاغتيال الذي تعرض له لكسب دعم أكبر وتعميق الفارق مع منافسه الديمقراطي.

يلتقي الآلاف من مناصري الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب (78 عاما) ابتداء من الإثنين لغاية الخميس في مدينة ميلووكي في شمال شرقي الولايات المتحدة للمشاركة بمؤتمر الحزب الجمهوري العام الذي من المنتظر أن يرشح دونالد ترامب بشكل رسمي لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستنظم في الخامس من شهر نوفمبر ضد مرشح الديمقراطيين الرئيس الحالي جو بايدن.

وستجرى أعمال هذا المؤتمر وسط إجراءات أمنية مشددة بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس السابق دونالد ترامب خلال مهرجان انتخابي في ولاية بنسيلفانيا السبت إذ أصيب بطرف أذنه اليمنى بعد أن أطلق شاب أبيض عمره 20 عاما النار عليه لكن جروحه كانت خفيفة. ولقي شخص كان ضمن الحشد حتفه وأصيب اثنان آخران قبل أن يقتل أفراد من جهاز الخدمة السرية المشتبه به بالرصاص.

بعد محاولة اغتيال ترامب.. كيف سيتصرف الجمهوريون.. وماذا سيفعل بايدن؟

وعلى الرغم من هذا الحادث الخطير الذي كاد أن يودي بحياة الرئيس الـ45 للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن دونالد ترامب أعلن مشاركته في المؤتمر الوطني العام للحزب الجمهوري وسيلقي خطابا مهما عندما يقبل الترشيح الرسمي للانتخابات الرئاسية في نهاية المؤتمر يوم الخميس.

وكان ترامب قد وصل في وقت متأخر من ليل الأحد الإثنين إلى ولاية ويسكونسن، للمشاركة في أعمال المؤتمر الذي سيتم تنظيمه في مجمع رياضي كبير وحديث تم تزيينه بألوان العلم الأمريكي وبصور كبيرة لترامب المجروح الذي يطمح لأن يكون الرئيس الـ47 للولايات المتحدة في نهاية السنة الجارية.

والصورة الوحيدة التي ستكون حاضرة في أذهان المناصرين الجمهوريين والقائمين عن هذا المؤتمر هي صورة دونالد ترامب رافعا قبضته فيما الدماء تغطي أذنه، كأنه يقول لمناصريه وللعالم أجمع بأنه لا يزال حيا وسيواصل المسيرة حتى النصر مهما كانت العراقيل السياسية والعقبات القضائية.

هذا، وسيكون الحدث الأبرز في المؤتمر الكشف عن اسم الشخص الذي سيشغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في حال فاز دونالد ترامب بالانتخابات في 5 نوفمبر القادم.

ثلاثة أسماء متوقعة لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة في حال فوز ترامب

ثمة ثلاثة أسماء يتم تداولها حاليا في صفوف الحزب الجمهوري لمشاركة ترامب الحكم في البيت الأبيض في حال فوزه، أبرزها جيمس ديفيد فانس (40 عاما) وهو كاتب شهير وعضو بارز في الحزب الجمهوري، خاض غمار عالم السياسة وفاز بمنصب سيناتور بولاية أوهايو.

الرجل الثاني هو دوغ بورغوم (68 عاما) حاكم ولاية داكوتا الشمالية منذ 2016 وهو رجل سياسي ومستثمر اقتصادي كبير شارك في الانتخابات التمهيدية في صفوف الحزب الجمهوري في 2024، لكنه خسرها.

أما الاسم الثالث الذي يتم تداوله فهو ماركو روبيو والذي ينحدر من أصول كوبية. يشغل حاليا منصب سيناتور عن ولاية فلوريدا وعمره 53 عاما. لكن على الرغم من تداول هذه الأسماء الثلاثة، إلا أن أحدا لا يعلم من سيختار ترامب في حال فاز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كونه عودنا على المفاجآت.

هذا، ومن بين المواضيع الرئيسية التي سيتم الحديث عنها خلال المؤتمر، ملفا الأمن والهجرة غير الشرعية والقدرة الشرائية المتدنية للمواطنين الأمريكيين إضافة إلى ملف مكافحة الجريمة والعنف الأمني الذي كاد أن يؤدي بحياة دونالد ترامب نفسه.

لكن مؤتمر الحزب الجمهوري سيبلغ ذروته يوم الخميس عندما ستتم تسمية دونالد ترامب بشكل رسمي لتمثيل الحزب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وبهذه المناسبة، سيلقي المرشح الجمهوري خطابا هاما أمام جميع كوادر الحزب وعشرات الآلاف من المناصرين وسيتطرق فيه إلى محاولة الاغتيال التي تعرض إليها السبت الماضي. كما يتوقع أن يوجه انتقادات لاذعة لمنافسه الديمقراطي جو بايدن بعدما تفوق عليه في المناظرة الأولى التي جرت نهاية الشهر الماضي وفق ما أفادت وسائل إعلام أمريكية.

أما الشعار الذي اختير للمؤتمر فهو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، وهو شعار ترامب خلال حملته لانتخابية لعام 2016.

الحزب الجمهوري يتهم الديمقراطيين باستخدام "خطاب تحريضي" ضد دونالد ترامب

وسيشارك في المؤتمر الجمهوري ما يقارب من 50 ألف شخص من بينهم 2400 مندوب. مهمتهم الأساسية اختيار المرشح الذي سيمثل الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة ونائب له في البيت الأبيض.

وعززت قوات الأمن تواجدها في المدينة التي سيتم تنظيم المؤتمر فيها إذ يتوقع إرسال ما يقارب 4500 شرطي للحيلولة دون تكرار سيناريو مشابه للذي حدث السبت الماضي في ولاية بنسيلفانيا.

ويريد الجمهوريون توظيف حادثة اغتيال دونالد ترامب من أجل كسب دعم أكبر من قبل الأمريكيين. فيما توقعت شركات مختصة في استطلاعات الرأي ارتفاع شعبية دونالد ترامب بشكل كبير في الأيام القليلة المقبلة مقارنة بمنافسه جو بايدن الذي دعا الأحد الأمريكيين إلى تخفيف "الضغط" والتوتر.

هذا وانتقد بعض المسؤولين في الحزب الجمهوري الحزب الديمقراطي باستخدام "خطاب تحريضي" أدى حسبهم إلى "ارتفاع وتيرة العنف في البلاد وتغذية التوترات" بين المعسكرين.

وفي هذا الصدد، انتقد السيناتور فانس الموالي لترامب بعض التصريحات التي أدلى بها جو بايدن بخصوص منافسه ترامب. وقال: "الفرضية الجوهرية التي يستخدمها جو بايدن في جميع خطاباته هي القول بأن دونالد ترامب رجل فاشي وقمعي يجب وقفه مهما كلف الثمن. هذه البلاغة هي التي أدت إلى تنفيذ محاولة اغتيال في حقه".

دونالد ترامب: "كان يفترض أن أكون ميتا"

فيما أضاف مسؤول رفيع المستوى في حملة الرئيس السابق الأمريكي وهو كريس لاسفيتا: "منذ بداية الحملة ومنذ سنوات عديدة، مناصرون من اليسار وداعمون ماليون للحزب الديمقراطي لم يكفوا عن استخدام أوصاف بغيضة عندما يتحدثون عن دونالد ترامب".

والسؤال المطروح هل سيستفيد دونالد ترامب سياسيا من حادث الاغتيال الذي تعرض له السبت؟ وهل سيجلب ذلك موجة تضامن معه عبر كل أنحاء الولايات المتحدة؟ أم أنها مسألة أيام فقط لتعود المسائل القضائية التي تهدد ترامب إلى الواجهة السياسية؟ الأيام المقبلة ستجيب على هذا السؤال.

لكن في انتظار ذلك، الرئيس السابق يحاول توظيف ما حدث له لكي يبقى الحدث الأبرز والدليل تصريحاته لجريدة "نيويورك بوست" الأحد والتي قال خلالها: "كان يفترض أن أكون ميتا"، وقال "بفضل حسن الحظ أو بفضل الله، كثر يقولون إنني ما زلت هنا بفضل الله"، مشيدا بعناصر جهاز الخدمة السرية لقتلهم مطلق النار.

فهل سيساعده "الله والحظ" لتولي منصب رئيس الولايات المتحدة في 5 نوفمبر المقبل؟ أم أن الطريق لا يزال وعرا ومفتوحا على احتمالات عديدة؟

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان