واحد ضمن حلقة.. هروب دبلوماسي كوري شمالي ينبش ملف المنشقين
كتبت- سلمى سمير:
في إطار تصعيد تشهده الكوريتين على خلفية تبادل القمامة والمنشورات بين المنشقين من الجنوب والشمال، ازدادت حدة التوترات اليوم الثلاثاء، على خلفية إعلان سول انشقاق مسؤول كوري شمالي والتحاقه بصفوف الجنوب، لينضم بذلك إلى طابور من المسؤولين الشماليين سبقوه إلى تلك الخطوة.
والمسؤول هو ري إيل كيو وعمل كمستشارًا بالسفارة الكورية الشمالية في كوبا، لمدة 9 سنوات، وهو أعلى مسؤول دبلوماسي شمالي يعلن انشقاقه منذ عام 2019، بحسب بيان وكالة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية، والتي أكدت الأنباء الواردة عن انشقاق الدبلوماسي الكبير دون ذكر مزيدًا من التفاصيل.
واللافت هنا، أن إيل كيو انشق، رغم تلقيه الثناء من قبل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون أثناء خدمته في كوبا، حيث قال الرجل البالغ من العمر 52 عامًا إن قرار رحيله إلى الجنوب، جاء بعد إصابته بالإحباط والغضب الناتج عن "تقييم العمل غير العادل في وزارة الخارجية الكورية الشمالية ورفضها طلبه لتلقي العلاج الطبي في المكسيك".
وغادر ري كوبا إلى كوريا الجنوبية رفقة عائلته وأطفاله، حيث قال إنه أخبر زوجته وأطفاله بقرار السفر قبل 6 ساعات فقط من الرحلة وفور حصوله على تذاكر الطيران، مشيرًا إلى أنه لم يذكر أن الوجهة إلى كوريا الجنوبية خلال المكالمة الهاتفية لكنه قال دعونا نعيش في الخارج" دون تقديم مزيد من التفاصيل عن كيفية تمكنه من الهروب أو رحلته المحفوفة بالمخاطر.
وبحسب ما ذكرت وكالة أنباء "تشوسون إلبو" الكورية الجنوبية، فإن ري من الدبلوماسيين الشماليين المخضرمين والذي كانت آخر مهمة وطنية له منع هافانا من إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سول.
ووفقاً للوكالة، يعد ري دبلوماسياً مخضرماً خدم فترات امتدت لنحو 9 سنوات في كوبا، وبحسب ما ورد، تضمنت مهمته الأخيرة منع هافانا من إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع سول، وفقاً لصحيفة "تشوسون إلبو" الكورية الجنوبية.
ولا تعد حادثة انشقاق ري بالسابقة في تاريخ كوريا الشمالية، حيث سبقه عدد من المسؤولين فروا إلى الجنوب رفقة أسرهم من تشديدات الشمال.
تاي يونج هو
في عام 2016، شهدت بيونج يانج حادث انشقاق الرجل الثاني في سفارة كوريا الشمالية بلندن وهو وزير مفوض في السفارة يدعى تاي يونج هو، والذي فر إلى سول، عقب إعرابه عن مخاوفه حول مستقبل أطفاله وأسرته والذين لا يرغب في أن يجدوا واقعًا بائسًا في كوريا الشمالية كالذي شهده، مشيرًا إلى أن الخوف أصابه عقب شهوده حوادث لإعدام السلطات الشمالية لمسؤولين وسعيهم المستميت للحصول على الأسلحة النووية وتطويرها.
من جانبها علقت بيونج يانج على القرار حينها بوصفه أنه ليس إلا "حثالة بشرية"، متهمة إياه بعدة جرائم على رأسها سرقة أموال الدولة إضافة إلى تهم أخرى.
وفي عام 2020 ترشح تاي في الانتخابات البرلمانية الجنوبية عقب انضمامه إلى حزب "كوريا الحرية" وهو القرار الذي وصفه بأنه سيشجع الكوريين الشماليين على التخلي عن النظام في بيونغ يانج، وهو ما نجح به بالفعل حيث أصبح نائبًا في البرلمان الجنوبي.
جو سونج جيل
تبع تاي، انشقاقًا آخر عام 2019، مع هروب القائم بأعمال سفير كوريا الشمالية لدى إيطاليا، جو سونج جيل، إلى كوريا الجنوبية، بعد أن بدأ مهامه هناك عام 2015، حيث كان رافضًا حينها العودة إلى بلاده عقب انتهاء مدة مهمته هناك.
وقبيل هربه إلى الجنوب، قدم سونج جيل، طلبًا للحصول على الحماية الشخصية له ولأسرته بعد تقديمه طلب اللجوء لدولة ثالثة، والتي لم يحددها كوريا الجنوبية حينها، لكنه بعد ذلك اتخذ قرار المخاطرة بالهروب إلى سول.
ريو هيون وو
في ذات العام الذي انشق فيه جيل عن الشمال، لحقه القائم بأعمال سفير كوريا الشمالية لدى الكويت، ريو هيون وو وهو اسمه الذي لقب به نفسه لاحقًا، الذي انشق هربًا إلى الجنوب رفقة عائلته.
وقال هيون وو، الذي فر رفقة عائلته، إن قراره جاء بسبب رغبته في تأمين مستقبل أفضل لأولاده.
ولم يستمر هيون في منصبه بالكويت إلا لعامين مع تقلد منصبه في سبتمبر 2017، إثر طرد الكويت حينها السفير الكوري الشمالي سو تشانج سيك، بعد تبنيها قرار الأمم المتحدة بتخفيض تمثيل الدولة الشيوعية لديها بسبب برامجها لتطوير السلاح.
فيديو قد يعجبك: