ذُعر إسرائيلي من تكرار أحداث ميونيخ في أولمبياد باريس
سارة أبو شادي
في صيف عام 1972 بمدينة ميونيخ الألمانية، كان الجميع بانتظار حدثا مهمًا وهو انطلاق دورة الألعاب الأولمبية، كان الحدث مبهجًا في أيامه الأولى لكن وفي صباح يوم الحادي عشر، تبدلت الأجواء تمامًا.
8 من شباب حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اقتحموا القرية الأولمبية في المدينة الألمانية، وتمكنوا من الدخول إلى مقر إقامة البعثة الإسرائيلية، وقتلوا اثنين و احتجزوا نحو 9 من الرياضيين الإسرائيليين، تنديدًا بالمجازر التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبهم.
كان مطلب الشباب الفلسطيني حينها هو عملية تبادل التسعة مقابل نحو 100 من الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. لكن حكومة جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية حينها رفضت الرضوخ لمطالب الفلسطينيين، واشتبك الأمن الألماني مع المقاومين، وانتهت الواقعة بمقتل 11 من البعثة الإسرائيلية واستشهد 3 من الشباب الفلسطينيين.
وبعد نحو 5 عقود، وبالتزامن مع المجازر التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في غزة، تقام دورة الألعاب الصيفية في باريس 2024 وسط مخاوف أمنية واضحة من تكرار أحداث دورة ميونيخ الأولمبية، خاصة بعد تلقي البعثة الإسرائيلية في باريس تهديدًات، مادفع السلطات الفرنسية للتأكيد على أن البعثة ستحصل على حماية على مدار 24 ساعة.
مباراة إسرائيل أمام مالي المقرر انطلاقها اليوم الأربعاء، هي أول وأهم تحدي أمني لباريس قبل الافتتاح الرسمي لدورة الألعاب الأولمبية، المسؤولون الفرنسيون قالوا إن وحدات أمنية متخصصة ورفيعة المستوى سترافق الرياضيين الإسرائيليين من وإلى جميع المواقع والفعاليات التي سيشاركون فيها فضلا عن أنهم سيكونون تحت حماية أمنية على مدار الساعة طوال فترة الألعاب الأولمبية.
ونقلت صحيفة "لو باريزيان" عن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان قوله: "أصبحت منظومة حماية الوفد الإسرائيلي بما يشمل الفريق الأولمبي والحكام وأعضاء اللجنة الأولمبية الإسرائيلية جاهزة".
وقال دارمانان اليوم، إنه من المقرر نشر ألف من أفراد الأمن، وهذه الأعداد مماثلة لتلك التي جرى نشرها خلال مباراة دوري أبطال أوروبا بين فريقي باريس سان جيرمان وبرشلونة، والتي أٌقيمت في ملعب بارك دي برانس غرب العاصمة الفرنسية.
ووفقا لمسؤول إسرائيلي نقلت عنه رويترز، فإن الميزانية التي وضعتها إسرائيل لحماية الرياضيين والوفد في أولمبياد باريس الحالية، ارتفعت بشكل كبير مقارنة بدورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2021.
ورغم محاولة الفريق الأولمبي الإسرائيلي الشعور بالاطمئنان في مقر تدريبهم الكائن بمنطقة كرواسي على بعد حوالي 20 كيلومترًا غرب باريس، وسعي اللاعبون الإسرائيليون إلى الظهور على أنهم مرتاحون، لكن كان هناك بعض التوتر الذي ظهر على بعضهم.
وحسب ما نشرته وسائل إعلام عبرية، فإن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي طلب من أفراد البعثة المشاركة في الألعاب الأولمبية وأيضًا الجمهور بتوخي مزيد من الحذر، لوجود مؤشرات بشن هجمات على أهداف إسرائيلية/يهودية مشاركة في الألعاب الأولمبية.
ومن المتوقع أن تستهدف المظاهرات والاحتجاجات الإسرائيليين ورياضييها خلال المباريات. لذا أوصى مجلس الأمن القومي الإسرائيلي جمهوره، بالابتعاد عن مناطق الاحتكاك والمظاهرات التي يمكن أن تتصاعد وتصبح عنيفة حسب قوله.
وحسب صحيفة تليجراف، فإن وكالة الأمن الإسرائيلية (الشاباك) تستعد لأكبر عملية أمنية من نوعها لحماية الرياضيين الإسرائيليين المشاركين في أولمبياد باريس.
وقال ياكوف بيري، رئيس الشاباك السابق، في تصريحات لصحيفة تليجراف ، إن العملاء موجودون بالفعل على الأرجح في العاصمة الفرنسية، لكي يتحققوا من الأرض.
صحيفة جيروزاليم بوست العبرية، نقلت عن وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار ، قوله إن هناك بالفعل تهديدات ضد البعثة الإسرائيلية التي تضم 88 رياضيًا، وهو ثاني أكبر وفد أولمبي إسرائيلي على الإطلاق، "زوهار" في تصريحاته أكد على أن الرياضيين من المقرر أن يتلقوا تفاصيل أمنية، لكن لن يكون لكل فرد في الوفد حراس شخصيين.
بصرف النظر عن المخاوف الأمنية، يستعد العديد من الرياضيين أيضًا لاستقبال غاضب، بما في ذلك الاحتجاجات خارج المباريات، أو صيحات الاستهجان داخل الملاعب، أو رفض المعارضين مصافحتهم، أو غيرها من الاستفزازات المنظمة، وسط حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة، وفقا لما نقلته الصحيفة العبرية.
فيديو قد يعجبك: