مشابه لهجوم الحديدة.. لبنان يتوقع رد إسرائيل على هجوم مجدل شمس ويسعى لتجنب حرب واسعة
كتب- محمد صفوت:
في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله، ألغت شركات طيران دولية رحلاتها من وإلى مطار بيروت الدولي المطار الوحيد في لبنان، فيما شرع مسؤولو ودبلوماسيو لبنان في اتصالاتهم المكثفة مع قادة العالم لتجنب حرب واسعة في البلد الذي يواجه أزمة اقتصادية طاحنة.
ومع استمرار الاتصالات بين السلطات اللبنانية وقادة وزعماء العالم لتجنب حرب واسعة مع إسرائيل تهدد جنوب البلاد، يستعد لبنان إلى ضربة محتملة من الدولة العبرية خاصة بعد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"رد قاسٍ" على هجوم مجدل شمس.
قالت مصادر سياسية لصحيفة "ذا ناشيونال" إن لبنان يستعد لهجوم مماثل للهجوم الإسرائيلي الذي استهدف ميناء الحديدة في اليمن ومواقع في إيران سابقًا.
وكشفت المصادر، عن أن المسؤولين اللبنانيين يبذلون جهودًا دبلوماسية مكثفة في اللحظات الأخيرة مع عواصم غربية للضغط على إسرائيل ومنعها من الرد على هجوم قرية مجدل شمس في هضبة الجولان المحتلة.
نفي حزب الله مسؤوليته عن الهجوم المميت في مجدل شمس بهضبة الجولان المحتل، لم يكن كافيًا للدولة العبرية التي أصرت على أن الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران كانت وراء الهجوم وتعهدت برد قوي.
مع القصف المتبادل بين الجانبين، واستهداف طائرات الاحتلال لأهداف في جنوب لبنان أمس الاثنين، إلا أن التوقعات ترجح أن الرد سيكون أكثر شدة، خاصة مع تصريحات المسؤولين بالدولة العبرية، وتفويض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بتحديد طريقة وتوقيت الرد.
لبنان يستعد لرد إسرائيلي
وقال مصدر سياسي في بيروت "نحن نستعد لرد قد يكون مشابها لقصف ميناء الحديدة في اليمن ومواقع في إيران، من دون الانزلاق إلى حرب واسعة النطاق، إلا إذا حدث أمر غير متوقع وخرجت الأمور عن السيطرة".
وتجري منذ الهجوم اتصالات مكثفة مع عدة عواصم، بما في ذلك واشنطن، من أجل الضغط على إسرائيل لمنعها من توسيع الحرب.
وقال مصدر سياسي آخر في بيروت إن المبعوث الأمريكي آموس هوشتاين، الذي كان وسيطًا رئيسيًا بين لبنان وإسرائيل، أبلغ مسؤولين لبنانيين أن "إسرائيل ستطلق عملية واسعة النطاق".
إخلاء المواقع
دفع الصراع بين حزب الله وإسرائيل عشرات الآلاف من الإسرائيليين بعيدا عن الحدود، مما أجبرهم على إخلاء بلداتهم والعيش في الفنادق والمراكز الحكومية في أماكن أخرى.
واندلعت آخر حرب كبرى بين حزب الله وإسرائيل، قبل 18 عامًا في يوليو 2006 واستمرت لأكثر من شهر، وأسفرت عن مقتل نحو 1200 لبناني و165 إسرائيليًا، فضلاً عن تدمير قدر كبير من البنية الأساسية في لبنان.
وفي الصراع الحالي، قصفت إسرائيل عشرات المنازل ومخازن الأسلحة التابعة لحزب الله في لبنان وسوريا، ونجحت في تحديد مواقع القادة الميدانيين واغتيالهم من خلال أسلحتها الاستطلاعية الواسعة النطاق وعملائها على الأرض.
وقالت وسائل إعلام محلية لبنانية، إن حزب الله أخلى منذ يوم السبت مواقع في جنوب لبنان وسهل البقاع في الشرق، بالإضافة إلى مواقع في منطقة السيدة زينب قرب دمشق.
ومنذ بداية القصف المتبادل بين الجانبين، قتل أكثر من 350 من مقاتلي وقيادات حزب الله في غارات إسرائيلية، فضلاً عن أكثر من 100 مدني لبناني، فيما قتل في إسرائيل 17 جنديًا ونحو 23 مدنيًا بما فيهم ضحايا مجدل شمس.
فيديو قد يعجبك: