بعد أعمال الشغب في بريطانيا.. الجارديان: على الاتحاد الأوروبي بذل جهود لمنع الكراهية والانقسام
المملكة المتحدة - (أ ش أ)
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية إن الدرس المستفاد من أعمال الشغب في بريطانيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي هو ضرورة بذل المزيد من الجهود لمنع الكراهية والانقسام،وإلا سيواجه الاتحاد موجة من العنف.
وقالت الصحيفة،في سياق مقال رأي في عددها الصادر اليوم "الأربعاء"، أنه مع تحقيق أقصى اليمين مكاسب في الانتخابات، يتعين على أوروبا أن تعمل على تحسين سجلها الكئيب في معالجة العنصرية والاسلاموفوبيا والكراهية تجاه المهاجرين.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولي الاتحاد الأوروبي راقبوا من بعيد انتشار العنف العنصري الذي يغذيه أقصى اليمين عبر المدن البريطانية في وقت سابق من هذا الشهر، ويجب عليهم أن يتعلموا دروسا من تجربة بريطانيا وأن يلقوا نظرة فاحصة طويلة إلى سجلهم السيئ في معالجة التمييز العنصري ومكافحة الاسلاموفوبيا ومنع الكراهية ضد المهاجرين.
وأكدت أن مثل هذا التأمل مطلوب بشكل عاجل، نظرا للمكاسب المذهلة التي حققها أقصى اليمين في الانتخابات الأوروبية الأخيرة ولأن حزب "البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف" في ألمانيا قد يفوز في انتخابات الولايات التي ستجري هذا الأسبوع في ساكسونيا وتورينجن.
ومضت الصحيفة تقول "بعد قضاء سنوات في محاولة إقناع مسئولي الاتحاد الأوروبي بتحويل حديثهم البراق عن بناء "اتحاد للمساواة" إلى حقيقة،لا يزال زعماء أوروبا الوطنيين وصناع السياسات الكبار في بروكسل، بما في ذلك أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية التي أعيد تعيينها مؤخرا،لا يبذلون ما يكفي من الجهد لصد العنصرية المتجذرة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الإسلاموفوبيا".
ولفتت "الجارديان" إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتس رد بغضب على هجوم بالسكين في ألمانيا أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص نفذه شخص يشتبه في انتمائه لتنظيم داعش،وقالت إن وعد شولتس بتكثيف عمليات الترحيل وفحص الحدود وتشديد القيود على الأسلحة هو نموذجي لردود الفعل الانفعالية لزعماء الاتحاد الأوروبي المتمثلة في وصم جميع المهاجرين واللاجئين بشكل جماعي باعتبارهم "إرهابيين" محتملين.
وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت ستوجد استجابة رسمية قوية بنفس القدر كلما كان هناك هجوم من اليمين المتطرف على مركز لجوء،أو كلما مارست الشرطة أو قوات أمن الحدود العنف تجاه الأقليات،غير أنها أوضحت أن الاستجابة المعتادة هي الصمت،أو التشهير بالضحايا مما يجرد المهاجرين أصحاب البشرة السوداء والسمراء والمسلمين من إنسانيتهم.
وفي ختام المقال،قالت الصحيفة "إنه في أعقاب احتجاجات حركة "حياة السود مهمة" في يونيو 2020، اعتمد الاتحاد الأوروبي خطة عمل لمكافحة العنصرية،ورأى الكثيرون أن هذه كانت لحظة حاسمة في بناء أوروبا شاملة،ولكن هذه المبادرة التي تشتد الحاجة إليها بدأت تفقد زخمها بسبب معارضة سياسية قوية، وضعف إنفاذ القانون، والتدخل المتكرر من جانب الحكومات.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: