تحركات إيرانية وسفن أمريكية بالمنطقة.. ماذا يحدث بعد عسكرة الشرق الأوسط؟
يتأهب الشرق الأوسط المضطرب لرد إيراني على اغتيال زعيم المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة طهران غداة مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
لكن، طهران ربما فضلت أن تبدأ ردها بحرب نفسية عبر تقارير إعلامية إيرانية تحذر من أن "العالم سيشهد مشاهد غير عادية وتطورات مهمة للغاية"، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع طلبت من الإيرانيين عدم التقاط صور أو مقاطع فيديو للمعدات العسكرية على الطرق، نظرًا لحساسية الوضع.
وفي إطار الحرب النفسية التي ربما تستهدف المجتمع المدني الإسرائيلي، قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي، الذي توعد بالثأر لهنية واعتبر أن الانتقام لمقتله "واجب إيران"، في تغريدة على حسابه بموقع "إكس" كاتبًا: "لقد انتهى النظام الصهيوني".
تحركات أمريكية
الوعيد الإيراني قابلته الولايات المتحدة بإرسال سفن حربية وسرب طائرات مقاتلة إضافي إلى الشرق الأوسط، فيما وصلت حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس روزفلت" إلى مضيق هرمز قبالة إيران.
يمثل القرار الذي أعلنه "البنتاجون" أكبر تحرك للقوات الأمريكية بالمنطقة منذ الأيام الأولى لحرب غزة، عندما أرسلت واشنطن حاملتي طائرات نحو الشرق الأوسط لضمان "عدم توسيع نطاق الحرب في غزة"، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية آنذاك.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن رفع درجة الاستعداد لنشر المزيد من الدفاعات الصاروخية الأرضية، فيما تدرس الإدارة الأمريكية خيارات جديدة تشمل نقل المزيد من وحدات الدفاع الصاروخي إلى المنطقة، تزامنًا مع تصاعد التوترات.
ولفت "البنتاجون" إلى أن وزير الدفاع لويد أوستن أمر بإجراء تعديلات على التموضع العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، موضحًا أن الهدف من إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لينكولن" هو الحفاظ على وجود قوة ضاربة بالمنطقة.
رد إيراني محتمل
تعهدت إيران بمهاجمة إسرائيل ردًا على اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. ولم تعلق إسرائيل على عملية الاغتيال.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن البنتاجون بحث مع القيادة المركزية الأمريكية التعديلات التي يتعين إجراؤها على وضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، ورجحوا أن الرد الإيراني سيحدث في الأيام المقبلة.
قال مسؤول أمريكي لـ"وول ستريت جورنال" إن إسرائيل وأمريكا تستعدان لضربة انتقامية إيرانية لا يمكن تصور شدتها على إسرائيل في نهاية هذا الأسبوع.
وأوضح المسؤول أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تتبنى نهجًا حذرًا في الوقت الحالي، مع عدم وجود ما يشير إلى أن إيران اتخذت قرارًا بشأن ما إذا كانت سترد وكيف سيكون الرد، ورجح حدوث الرد الإيراني في غضون بضعة أيام إلى أسبوع.
هجوم متعدد الجبهات
نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتنعة بأن إيران ستهاجم إسرائيل ردًا على اغتيال هنية وتستعد لمواجهتها.
ويتوقع المسؤولون الأمريكيون أن يكون الرد الإيراني على اغتيال هنية مماثلًا في أسلوبه لهجوم 13 أبريل وربما يكون أوسع نطاقًا، وأن يشمل مشاركة حزب الله اللبناني في الضربات الانتقامية.
توعد زعيم حزب الله، أحد أذرع إيران بالمنطقة، حسن نصر الله بالرد على اغتيال نائبه القيادي فؤاد شكر، وتطرق في خطابه إلى عملية اغتيال هنية موجهًا حديثه لقيادات الدولة العبرية بقوله: "أنتم لا تعرفون أي خطوط حمراء تجاوزتم، ونحن في كل جبهات الإسناد دخلنا مرحلة جديدة مختلفة عن السابق".
المرصد السوري لحقوق الإنسان كشف الجمعة أن الأراضي السورية ستكون جزءًا من الرد الإيراني على اغتيال هنية وشكر، لانطلاق هجمات بالطائرات المسيرة باتجاه إسرائيل وفي هضبة الجولان السورية المحتلة، مشيرًا إلى أن جزءًا كبيرًا من الطائرات المسيرة المقرر إطلاقها باتجاه إسرائيل ستنطلق من مناطق سورية، بينها ريف دمشق والبادية السورية.
وأشار المرصد إلى أن الجماعات الموالية لطهران أخلت عدة مناطق كانت تتمركز فيها جنوب العاصمة السورية دمشق، وفي ريف دمشق، تحسبًا لأي غارات إسرائيلية محتملة خلال الفترة المقبلة.
دخلت شاحنتان محملتان بالأسلحة عبر معبر السكك في البوكمال قادمة من العراق، وتوجهتا إلى مدينة دير الزور، ورفعت الجماعات الموالية لطهران في دير الزور حالة التأهب للدرجة القصوى ضمن مناطق سيطرتها ونُقلت عربات تحمل راجمات صواريخ من المدينة باتجاه جهة مجهولة، وفق ما أفاد به المرصد.
فيديو قد يعجبك: