لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الموقع 512"| هل تجهّز أمريكا إسرائيل لحرب أوسع مع إيران؟

07:10 م الخميس 19 سبتمبر 2024

أسلحة لإسرائيل

كتب- محمود الطوخي:

في وقت تُسابق فيه الولايات المتحدة ودول معنية الزمن؛ لإبرام صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، من شأنها أن تمنع توسع رقعة الحرب التي اشتركت فيها عدّة أطراف مثل حزب الله اللبناني وأنصار الله "الحوثيين" في اليمن، كشفت تقارير إعلامية عن إجراءات أمريكية لتجهيز إسرائيل ربما لحرب واسعة تشمل إيران.

ووفقا لوثائق تعاقدات استعرضها موقع "إنترسبت" الأمريكي، فإن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تقوم حاليا بإنشاء مرافق طائرات في إسرائيل لاستيعاب طائرات صهريجية "تانكر" أمريكية الصنع، للتزود بالوقود جوا.

صورة 1

وأشار الموقع الأمريكي، نقلا عن وثائق سلاح المهندسين بجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى أن المشروع يشمل عمليات إنشاء جديدة إلى جانب تطوير مبان متقادمة داخل القاعدة الواقعة جنوبي إسرائيل، بما في ذلك حظيرة طائرات واحدة ومرافق تخزين ومستودعات ذخائر.

وأوضح أن عمليات البناء تأتي ضمن عقد بلغ قيمته نحو مليار دولار، لصالح شركة "بوينج" للدفاع في عام 2022، في سبيل تزويد إسرائيل بـ4 طائرات ناقلة من طراز "كيه سي-64 إيه بيجاسوس" بحلول نهاية عام 2026.

صورة 2_3

كذلك، قال الموقع الأمريكي، إن عمليات البناء تتضمن إنشاء وتكييف البنية التحتية والطيران والصيانة لطائرات التزود بالقود، بما يشمل بناء 5 هياكل خرسانية وفولاذية حديثة، إضافة إلى إمكانية بناء مستودعات جديدة.

ولفت "إنترسبت" الأمريكي، إلى أن عملية شراء طائرات التزود بالوقود، يُنظر إليها على أنها تؤكد تصميم إسرائيل على زيادة قدراتها على استهداف وضرب المنشآت النووية الإيرانية.

ومن المقرر أن تحل طائرات "كيه سي-64 إيه بيجاسوس"، الطراز الأحدث في صفوف القوات الجوية الأمريكية والتي يبلغ سعرها 927 مليون دولار، محل طائرات "بوينج 707" التي أعاد جيش الاحتلال استخدامها خلال العقود الماضية لتزويد مقاتلاته بالوقود جوا.

وذكر الموقع الأمريكي، أن عمليات البناء الجارية تتم في قاعدة أمريكية عسكرية سرية في صحراء النقب تبعد 20 كيلومترا عن غزة، تحمل اسما رمزيا "الموقع 512".

"الموقع 512"

وفي نهاية أكتوبر الماضي، قال "إنترسبت" في تقرير، إن البنتاجون منح عقدا بملايين الدولارات لبناء منشآت لقواته بقاعدة سرية في عمق صحراء النقب الإسرائيلية، والتي تبعد 20 ميلا عن قطاع غزة.

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن القاعدة السرية القائمة منذ وقت طويل "الموقع 512"، هي منشأة رادار تراقب الأجواء بغرض التصدي للهجمات الصاروخية التي قد تتعرض لها إسرائيل.

صورة 3_4

وأوضح أن تركيز القاعدة الأمريكية منصب على مراقبة إيران؛ لافتا إلى أن رادارات "الموقع 512" لا تعير الجبهة الفلسطينية اهتماما كبيرا، مدللا بأنها لم تتصدى لأي من آلاف الصواريخ التي أطلقتها حماس منذ 7 أكتوبر الجاري.

وآنذاك، أكد "إنترسبت" على أن الجيش الأمريكي، يعمل على توسيع أعمال البناء في القاعدة السرية الواقعة على قمة جبل "هار كيرين" بصحراء النقب، ليضم ما تصفه السجلات الحكومية بأنه "مرفق دعم الحياة"، وهو ما يشبه الثكنات العسكرية للجنود والأفراد.

ولفت إلى أن إصرار الرئيس جو بايدن وإدارته على عدم نيته إرسال قوات إلى إسرائيل لدعمها في حربها ضد حماس، يقابله وجود عسكري سري في إسرائيل بالفعل، مؤكدا أن العقود ووثائق الميزانية تشير إلى نمو القاعدة السرية بشكل ملحوظ.

صورة 4_5

ورغم حرص "البنتاجون" على عدم الإعلان عن المنشأة السرية التي بلغت قيمتها 35.8 مليون دولار في إعلان العقد الصادر عنه في 2 أغسطس، إذ وصفه في سجلات أخرى بجرد مشروع "مصنف عالميا"، فإن وثائق الميزانية التي استعرضها "إنترسبت" تؤكد أنه جزء من "الموقع 512".

وأشار الموقع الأمريكي إلى آراء خبراء استعان بهم، مثل بول بيلار أحد الخبراء في مجال حقوق الإنسان، ويقول: "أحيانا يتم التعامل مع شيء ما باعتباره سرا رسميا، ليس على أمل ألا يكتشفه الخصم أبدًا، بل لأن حكومة الولايات المتحدة، لأسباب دبلوماسية أو سياسية، لا تريد الاعتراف به رسميا".

بينما قال كبير المحللين السابق في مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، إنه ليس لديه معرفة بماهية القاعدة: "في هذه الحالة، ربما سيتم استخدام القاعدة لدعم العمليات في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، حيث سيكون أي اعتراف بأنها نُفذت من إسرائيل، أو تنطوي على أي تعاون معها، غير مريح ومن المرجح أن تثير ردود فعل سلبية أكثر من تلك التي أثارتها العمليات".

إسرائيل تعترف وأمريكا تنكر

وأشار "إنترسبت" إلى أن "الاعتراف النادر" بالوجود العسكري الأمريكي في إسرائيل كان في عام 2017، عندما افتتحت الدولتان موقعا عسكريا عدّته إذاعة صوت أمريكا الممولة من الحكومة "أول قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي الإسرائيلية"، والتي وصفها العميد في سلاح الجو الإسرائيلي، تسفيكا هايموفيتش، بـ "التاريخية" قائلا: "لأول مرة أنشأنا قاعدة أمريكية في إسرائيل".

صورة 5_6

لكن رد "البنتاجون" جاء سريعا، إذ أنكر في اليوم التالي أن تكون القاعدة أمريكية، وأصر على كونها "منشأة حية" لأفراده العاملين في قاعدة إسرائيلية.

وقال الموقع، إن الجيش الأمريكي يستخدم لغة ملطفة لوصف منشأته الجديدة في إسرائيل، إذ تصنفها سجلات المشتريات الخاصة على أنها "منطقة دعم الحياة".

وبالرغم من أن أسلوب التعتيم الذي يتبعه "البنتاجون" يعتبر نموذجيا، وفق الوكالة، فإن خبير عسكري أمريكي صرح لـ "إنترسبت" بأن تاريخ العلاقة بين واشنطن وإسرائيل قد يكون وراء الفشل في الاعتراف بالقاعدة.

رغبة في دعم إسرائيل علانية

فيما قال أستاذ الأنثروبولوجيا في الجامعة الأمريكية لصحيفة "الجارديان"، ديفيد فاين: "إن مفهوم السرية هو بقايا من أوقات حاولت فيها الإدارات الأمريكية المختلفة التظاهر بعدم الانحياز لإسرائيل في صراعاتها مع العرب".

وأكد فاين أن الإعلان عن وجود قواعد أمريكية في إسرائيل في الفترة الأخيرة، يعكس رغبة واشنطن في جعل دعمها لإسرائيل علني.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان